حكاية “بشت”.. زي ألماني وقماش ياباني.. وأنامل حساوية مُبدعة سعر الواحد يراوح من 1500 إلى 7000 آلاف ريال

الأحساء: واس

يجلس حائك البشوت، سلمان الأحمد، في محله في الأحساء، محاطاً بالأقمشة والخيوط والبشوت التي أعدها مسبقاً، معلقاً بشت لطفل وراء ظهره، ممسكاً بيده الخيط الذهبي وبأخرى يستقبل “غُرزة إبرته” في القماش أسود اللون وبنظارته الطبية يدقق النظر في حياكته وتطريزه حتى لا يغفل خطأ يضيع مجهوده.

لعقودٍ؛ ظلت مهنة حياكة وتطريز “البشت الحساوي” رمزاً لأصالة الرداء الخليجي وحاضراً بقوة في المحافل المحلية والدولية، تُورثها العوائل لأبنهائها، لكن في زمن الآلات أصبح طباعتها أسهل من الجلوس لساعات وربما لأيام لحياكة بشت واحد، ما يجعلها مهنة في طريقها للانقراض، بسبب قلة الأيدي العاملة.

يرى الأحمد أن “البشت الحساوي” لا ينافس أي بشت في المملكة، فهو “رقم واحد”، حسب خبرته في المجال، معللاً أنه “يتميز بالدقة في العمل والجودة في الصناعة”.

يشير إلى أن البشت الحساوي يُصدّر إلى مختلف الدول العربية والعالمية، ومن أبرز أنواعه من ناحية الحياكة: الملكي، المخومس، المتوسع، الطابوق، المروبا، المقطع.

صناعة البشت الحساوي

يعزو الأحمد، غلاء البشت الحساوي، إلى “جودة المواد المستخدمة والمهارة التي يحتاجها في حياكته وصناعته باستخدام الزري المذهب المستورد من ألمانيا أو فرنسا أو الهند، واستخدام الأقمشة اليابانية وحياكته بالخيوط القطنية القوية، فيتميز بدقة العمل والجودة، التي تستغرق في المشلح الواحد من 12 إلى 15 يوماً أو أكثر”، مؤكدا ضرورة الحفاظ على حرفة صناعة البشوت وتطويرها.

ويؤكد أن “شراء البشوت والطلب عليها مستمر طوال السنة، ويزداد في المناسبات والاحتفالات والأعياد، ولا يقف لبسه على كبار السن، بل يتفاخر الشباب وصغار السن بارتدائه، حسب المناسبات ورغبة الزبائن في الشكل والمظهر”، مشيراً إلى تفضيل بعض مرتديه ألوان محددة منها السكري (البيج) لهدوئه، والأسود، والأبيض، والبني، والعودي، نسبة إلى لون ذهن العود.

حرفة قد تنقرض

لكن صناعة البشون أصبحت اليوم “غير مجزية”، وتتطلب الكثير من الجهد والوقت لإنجازها، كما انخفضت أسعارها مع توفر ووجود الآلات والأجهزة والتقنيات الحديثة التي تقوم في صناعة وطباعة البشوت، بشكل صار الطلب عليها بشكل كبير بخلاف المشلح اليدوي.

يقول الأحمد “سابقاً؛ كان المئات من الشباب يزاولون حرفة خياطة البشوت، والآن نعدهم على الأصابع”، مؤكداً أنه “للحفاظ على الحرفة علينا الإكثار من إعطاء الدورات للشباب، ونقلها من جيل إلى آخر، لتطويرها”، منوهاً بدور مركز الإبداع الحرفي في إخراج الحرفيين.

الأسعار

تراوح أسعار البشت الواحد حسب صناعته ودقته وجودة الحياكة والأقمشة ونوع خيوط الزري المستعمل، ما بين متوسطة وباهظة الثمن، من 1500 إلى 7000 ريال، حيث يصل الزري الألماني مع القماش الياباني إلى 3000 ريال، ومع الكشميري من 5000 إلى 6000 ريال، وهناك ما هو أعلى من هذا السعر.

يُذكر أن محافظة الأحساء عرفت محلياً وعالمياً بحياكة وتطريز “البشت الحساوي” المنتج الأصيل ذي الرمزية الثقافية والاجتماعية خليجياً وعربياً، لما تميز واشتهر به من جودة صنع، ودقة واتقان، مهارة عالية، لمسات جمالية، ما جعل له اسماً خاصاً يميزه ويعرف به هو” البشت أو المشلح الحساوي”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×