خرجتُ إلى الله للبحث عنكْ

بلقيس السادة

 

دارت الأيام، أصبحت عروسة جميلة، الكل يخطب ودها.. هل تنقاد لكلام والديها بالموافقة لهذا وذاك؛ مع  أن الخيار بيدها،  ومساحة الحرية الممنوحة لها تجعل القرار ملك لها وحدها.

أخبرت والديها.. ليس شكلا أريده، أريده رجلاً وليس ذكراً.

تعرف أنها أنهت مرحلتها الجامعية لكنها ليست مستعجلة، إذا كان لها رزق هنا أوهناك سيأتي بإذنه تعالى..

أكملت مرحلة الماجستير ولم يحضر!!!

هي لا يقلقها شيء، لكنها ترى القلق في عيون أمها التي تدعُ لها بالسعادة والذرية الصالحة!!

نعم، تتفاءل بدعاء أمها مهما كان، فهي الوحيدة المخلصة المحبة من القلب وللقلب، لا مصالح مادية أو اجتماعية أو أهواء مزاجية!!

لم تختبر الحياة، لكن نتائج صديقاتها مع أزواجهن صادمة مقيتة، تجعل الأنثى (تفرمل) كثيرًا كثيرًا قبل الإقدام على الخطوة التي تحدد بدء خط النهر الذي تحفر له مخدعها لتكون ينابيعه خضراء مثمرة!!

أخيرًا زفتْ البشرى لأمها بأن زميلها في العمل لمح لموضوع ما ويريد الحضور للمنزل.

هي لا تعرف عنه شيئًا، مجرد زميل عمل، خلوق، دمث الأخلاق، محبوب لدى الجميع، لكن حياته الخاصة الدينية لا تعرف عنها شيئًا.

حضر الرجل مع والدته مباشرة!! لقد رأت الأم فيها الصيد الثمين “فتاة جميلة، محجبة، متدينة، في حالها، مع زميلاتها فقط، وزملائها في حدود العمل”.

لكن عند أول لقاء بينهما في منزلها لاحظت عليه الارتباك والقلق وعدم الارتياح، وتفاهة الحديث!!، ليس ذلك الشاب الواثق، المبتسم!!

لم تؤاتيها الشجاعة لسؤاله عن قلقه ونظراته الحيرى تلك..

عندما سألتها والدتها عن انطباعها عنه، لم ترد ابتسمت وذهبت إلى غرفتها!!

هناك في العمل شخصٌ آخر، أكثر جرأة، واثق من عمله، حاد الذكاء والنظرات..

إذا ماذا يحدث له؟؟

بعد أسبوع من اللقاء ومحاولة والدته السؤال

عن نتيجة العرض؟؟!!..

طالبت بلقائه، هنا أيضًا قلقا مضطربًا!!

مابال هذا الرجل؟؟

عند سؤالها عن حالته هذه: بكى!!

طلبت منه الصراحة في الحديث والفضفضة بأريحية تامة!!

قال: إنها أمي من خطبتك وليس أنا؟؟

 أنا احب ابنة الجيران.. وأمي ترفضها، فقط لمشاكل صغيرة مع أمها!!

رجعت للوراء، اخذت تنظر إليه عن قرب، عن قرب قلبي!!..

 مسكين أن يعيش الفرد بشخصيتين متناقضتين لا تمت بصلة لبعضهما، هناك في العمل فردة حذاء يمنى أضاع فردة حذاءه اليسرى، وأخذ يبحث عنها خارج محيطه النفسي ليكتمل!! لكنه هيهات أن يكتمل!!

شكرته على صراحته وقامت مبتسمة من عنده تضرب كفًا بكف.

أخبرت والديها: لم يحّن وقت الحضور بعد، سأنتظره ولو بعد حين، عندما يريد الله ذلك..

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×