“الصحة” و”الغذاء والدواء”: لقاح “فايزر” آمن.. ولا تستمعوا للإشاعات الوزارة والهيئة أبدتا تفهمهما للمخاوف.. وحددتا الفئات ذات الأولوية في أخذ اللقاح
القطيف، متابعة: ليلى العوامي
دعت وزارة الصحة والهيئة العامة للغذاء والدواء اليوم (الأحد)، إلى عدم الالتفات إلى الإشاعات التي تصدر حول لقاح فيروس كورونا المُستجد، مبديتان تفهمهما إلى المخاوف المتداولة حول اللقاح.
وبددت الوزارة والهيئة في مؤتمر وزارة الصحة حول مستجدات الجائحة، ما يُشاع حول اللقاح. وقال المتحدث الرسمي لـ”الصحة” الدكتور محمد العبدالعالي، “مايزال العالم يرصد انتشار ونشاط الفيروس في الموجة الثانية، وهناك حذر وقلق عالمي”، لافتاً إلى أن الرصد في المملكة “يتجه في الاتجاهات الإيجابية، والمملكة من الدول التي يلحظ فيها انحسار هذا الفيروس، بسبب التزام الجميع في مواجهه هذه الجائحة”.
وأضاف “نشهد تقلص عدد الحالات الحرجة، والإصابات تتحسن، وكافة مناطق المملكة تدخل تحت نطاق اللون الأخضر”.
بشائر وإيجابيات
وحول مستجدات اللقاحات فيروس كورونا، تابع بالقول “هنالك – ولله الحمد – الكثير من البشائر والأمور الإيجابية التي تصدر عالمياً عن هذه اللقاحات، والعالم يتعامل في هذا الشأن بالكثير من الجدية والعزيمة والأمل، وفي الوقت ذاته لا توجد أي مجاملات وتنازلات في هذا الصدد. العالم حينما بدء في التعامل مع الأبحاث والإنتاج وتطوير اللقاحات؛ خرج عدد من اللقاحات، ولكن لم يصل إلى مراحل النتائج المقبولة، إلا في عدد محدود فقط، وهذا يدل على مدى تطبيق الإجراءات وجديتها في التأكد من أمان هذه اللقاحات حول العالم”.
وزف العبدالعالي البشرى، بأنه تم في المملكة تسجيل أحد هذه اللقاحات، التي تجاوزت مرحلة الدراسات المثبتة، لأمانها وفعاليتها. وكلنا ثقة بما يتم إجراءه من خطوات، خاصة في الأجهزة واللجان المختصة بمتابعة هذا الشأن، ولله الحمد بأن هذا التسجيل تم من خلال هيئة الغداء والدواء السعودية، وهي من الهيئات المتميزة والمرموقة على المستوى العالمي، ومحل الثقة، وتملك مستويات مهنية عالية في هذا المجال، عالمياً وإقليمياً، وهي صمام أمان نثق به في التعامل مع الأدوية ومجالات عملها، فنؤكد على أن هذه اللقاحات التي تجتاز هذه الخطوات آمنة. والهيئة لديها إجراءات صارمة، للتأكد من سلامة وفعالية هذه اللقاحات”.
الأمل بعد الألم
وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة، بأنه في بداية الجائحة “كنا نردد كثيراً وفي داخلنا آلم، بأنه لا يوجد لقاح آمن وفعال، إلا أننا اجتزنا هذه المراحل بالأمل والعزيمة، ووصلنا لمرحلة أن يكون هناك لقاحات آمنة، وقريباً ستكون من أهم وسائل اجتياز هذه الجائحة وطيها. ونأمل مواصلة الجهود واستمرار مسؤوليات الجميع، واستشعارهم أن يتجاوز العالم هذه الجائحة”.
نقدر المخاوف
وأبدى الدكتور العبدالعالي، تفهمه وتقديره “قلق المجتمع ومخاوفه وتساؤلاته: هل هذه اللقاحات آمنة وفعالة فعلاً؟ هل لها تأثيرها لمواجهة هذه الجائحة؟”.
وأردف “نحن نقدرها ونتفهمها، ونذكركم بأن الجهات الرسمية بمنصاتها وحساباتها الرسمية كان همها وواجبها وهدفها دائماً صحة الجميع والمعلومة الصادقة وبكل شفافية. ونحن أول من يتواصل معكم للرد على الإشاعات، والجهات الرسمية تقدم لكم المعلومات الصحيحة، ومن يقدم الإشاعات والأمور المغلوطة لهم أهداف لا نعلم ما هي. وبعضها ناتج عن جهل وتلقيهم معلومات مغلوطة، ويتداولونها من دون وعي ومعرفة بأبعادها، إلا أن كافة المراحل السابقة أثبتت التزام الجهات الرسمية صحتكم والحرص عليها”.
الأولوية في أخذ اللقاح
ورداً على سؤال: هل يجب إجراء أي فحوص واختبارات قبل الحصول على اللقاحات؟ قال “إجراء الفحص غير لازم، الشخص إذا حصل على المواعد؛ فكل ما عليه أن يتجه لمركز الفحص، وسيخضع قبلها لبعض الأسئلة، للاطمئنان على أنه يستطيع الحصول على اللقاح”.
وعن الفئات والأعمار، أوضح أن هناك “مراحل لأخذ اللقاح، وسيتم مشاركتها بتفاصيلها مع الجميع، الأهم هو أن هناك فئات لهم أولوية. وجميعنا نحرص على أن يكونوا هم في مقدمة آخذي اللقاح. وتشمل هذه الفئات كبار السن، والمصابين بالأمراض المزمنة، والمُسجلين في قائمة الفئات الأكثر خطورة. كل هؤلاء لهم الأولوية في المراحل الأولى، حتى يكون شاملاً للجميع”.
وقدم العبدالعالي، توصيات وزارة الصحة، والتي تشمل “الحرص على الحصول على اللقاح، حتى المتعافين سيحصلون على اللقاح، فالدراسات لم تثبت إلى اليوم بأن المتعافين قد لا يصابوا بالفيروس”.
لا تستمعوا للإشاعات
وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، عدم صحة أن من يحصل على اللقاح لا يستطيع التبرع بالدم، وكذلك أنه لا يمكن للمرأة أن تنجب إذا حصلت على اللقاح، وقد تصاب بالعقم، مؤكداً وجوب الرجوع إلى المعلومة الصحيحة، وقال “أي جديد يتعلق باللقاح؛ سيتم مشاركة أفراد المجتمع به أولاً بأول، من خلال المنصات الرسمية، وبكل شفافية”.
أما المتحدث الرسمي لهيئة الغداء والدواء الدكتور عادل الهرف، فقال “منذ بدايات هذه الأزمة؛ قامت الهيئة بمبادرات تخفف من وطأة الجائحة. ولم تغفل الهيئة عن الجانب العلمي، إذ وفرت طاقماً علمياً، وآلية مرنة لاستقبال الملفات التي تقدمها المنشآت الطبية تباعاً، وتيسير عملية التقييم، مما يؤدي إلى سرعة تقديم هذه الدواء”.
وحول ملف الأدوية واللقاحات، أوضح أنه “يعتمد على الكثير من الملفات، والتي يتولى مختصون مراجعتها وتحليلها ومراقبة مواصفاتها، بما نصت عليها الدساتير العالمية، إضافة إلى تفتيش المصانع، للتأكد من الممارسات الجدية عند التصنيع”.
قبل استخدام اللقاح
وأضاف الهرف، أنه حالما يكتشف أي دواء؛ سيتم تجربته على حيوانات التجارب، للتأكد من فعالية الدواء وأمانه. وعندما تكون الدراسات إيجابية، وتثبت أنه آمن وفعال على الحيوانات؛ سيتم الانتقال للتجربة السريرية، عن طريق ثلاث مراحل تختلف في الهدف الأسمى، ولكنها تتفق في ثلاثة جوانب
الأول: تحديد الجرعة المناسبة.
الثاني: التأكد من مأمونية وسلامة اللقاح.
الثالث: التأكد من مدى فعالية هذا اللقاح.
ويتم التأكد من الأعراض الجانبية الشائعة من هذه اللقاحات. أما البعد الثالث فيتمثل في دراسة جودة اللقاح، وتقييمه من حيث التصنيع، وخلوه من الشوائب وثباته، وجودة التخزين ومطابقته لمواصفات دساتير الأدوية العالمية”.
عند استخدام اللقاح
وقال “عندما نبدأ باستخدام اللقاح؛ سنبدأ من التيقض الدوائي، وهي مرحلة نشطة، يتم فيها حث المواطن والمقيم على الإبلاغ عن أي أعراض جانبية، ومن ثم تقوم الجهات الصحية بإكمال إجراءاتها اللازمة، كما تم العمل على إنجاز الدليل الإرشادي للممارس الصحي، ودليل آخر لمتلقي اللقاح”.
وأجاب المتحدث باسم “الغذاء والدواء”، على سؤال: كيف تعاملت الهيئة مع اللقاح؟ بالقول “البشرى بتسجيل أول لقاح ضد مرض كورونا المستجد، من شركة فايزر، قدمته أواخر شهر نوفمبر الماضي، وتم تقديمه للزملاء الذين راجعوا الملفات المقدمة، ووجدوا أن الملفات أثبتت فعالية اللقاح، ولم تظهر أي أعراض جانبية، إلا آلم فقط في موضوع الحقن، وارتفاع درجة الحراة والغثيان، وكلها أعراض جانبية نستطيع التعامل معها، وتحديد الفئة العمرية من 16 سنة وأكثر لأخذ هذا اللقاح”.
وأكد أن هذه الأعراض “اعتيادية تحصل مع أي دواء، وأي لقاح، ونطمئن بأن الجهات الصحية لديها كافة المعلومات اللازمة لإعطاء اللقاح، فهو لا يشكل أي خطر. وسيكون على جرعتين، يفصل بينهم 21 يوماً، ولا بد من الالتزام به”.