القطيف تقطُر شعراً.. وموسيقى…! شكري عاشور يغني للأرض والإنسان في سيهات
سيهات: صُبرة
انتهت الأمسية سريعاً. لكن مقدمتها ذكرى إخوان؛ قطعت فقرة التكريم الأخيرة؛ وطلبت إلى الفنان أن يؤدّي وصلة غنائية إضافية بناءً على طلب بعض الجمهور، وحدّدت أغنية “زيدونا”، بعينها. هنا؛ لم يجد الفنّان بداً من الاستجابة لجمهوره. أدّى الأغنية المستلّة كلماتها من أجواء فلكلور “الناصفة”…!
أغنية وقصيدة
أغنية فقصيدة، فأغنية فقصيدة.. هكذا تبادل الموسيقى شكري عاشور ومالك فتيل الأدوار في أمسية منتدى “الفنار”، وصنعا ليلة من الموسيقى والشعر، في مكانٍ لم يبقَ فيه كرسيٌّ واحداً شاغراً.
الأمسية أقيمت احتفاءً بألبوم عاشور الغنائي “غناتي القطيف” الصادر بـ 13 أغنية، كتب فتيل 9 منها. الألبوم الصادر منذ العام الماضي؛ هو خلاصة جهد شارك في إنتاجه فريق يفوق عدده 41 مختصّاً، ما بين شاعر، وموسيقي، وفوتوغرافي، ورسام، علاوة على الفنيين. كلّ هذا الجهد؛ من أجل إنتاج عمل غنائي مسكونٍ بالقطيف أرضاً وبحراً ونخيلاً وإنساناً.
ومساء البارحة، الجمعة، حلّ شكري عاشور ضيفاً على منتدى الفنار ليؤدّي وصلاتٍ من ألبومه الذي لحّن جميع أغانيه بنفسه، أمام جمهور منتدى الفنار، مقتصراً على آلة العود، ومستعيناً بتصفيق الجمهور إيقاعاً لبعض الأغاني ذات الرتم التطريبي. وهكذا أصغى الجمهور إلى القطيف في حسٍّ جديدٍ لم يسبق أن عُبِّر عنه موسيقياً في أي من المناسبات المنبرية المعهودة.
الموسيقى عُزفت
منذ البداية؛ بدت الأمسية وكأنها جزءٌ من حلم لم يكن من الممكن تحقيقه قبل عام من الآن. لكن الموسيقى عُزفت، والغناء غرّد، والشعر شارك، والجمهور ـ بجنسيه ـ أصغى وطرب وصفّق. وتقاطرت القطيف موسيقى وشعراً، نصاّ نصاً، وأغنية أغنية.
لهجة القطيف، بـ “شين” مخاطبة الأنثى، تتكرر في كلمات الأغنيات، من كلمات يوميات الناس على سجية ما ورثوه من لغة:
عفيَهْ يُمّهْ
مرّي مرّهْ
مرّهْ وحْدَهْ
ردّي ساعَهْ
من غيابش..!
لملميني
واجمعي بـِيْدِشْ اكسوري
وازرعيني من جديدْ
واطوي اوجاعي وهمومي
وانفضيني ثوب عيدْ
ومثلما تُخاطب الأمّ؛ تُخاطب الحبيبة/ الأرض:
على اتْرابشْ
أنا وردهْ
عطِرها لهفة أحبابشْ
هدانا جيت..!
وطن ومكان
ولم تكن اللهجة العامية القديمة هي ـ فقط ـ ما عبّر عن قطيفية الشعر والموسيقى. هناك المكان بنخيله وإنسانه:
تعالوا.. يلا تعالوا
نزرع ازهور الفرح
زهره زهره
تعالوا يلا تعالوا
نسقيَ انخيل الأماني
قطره قطره
بالمحبه نبني ديره
في حضنها احنا واحدْ
لو تعبنا..
لو شقينا في هواها
ما هُوْ واجدْ
كان عاشور يعزف ويغني، والجمهور يصفّق من داخل قلب كل واحد موجود، استقبل الكلمات وطناً فيه:
جينا محمل شوق
واشراعه هواشْ
جينا لش اطيور
مغرومه بسماش
احنا طشات المطر
واحنا صفّات الشجر
واحنا نهمات الصبُر
واحنا ادروب الأمانْ
المكان حاشد، والموسيقى صريحة، والحضور وجوه معروفة.. وقبل أن يُنهي الجمهور نهمه من أمسية على هذا النحو الشغوف؛ انتهت الوصلات.. وصعدت ذكرى إخوان لتعلن خاتمة الليلة، شاكرة كل “هذا الحضور الراقي”، قبل أن يصعد القاص جبير المليحان المسرح الصغير ويكرّم الشاعر والفنان، ومقدمة الحفل.
شاهد
اقرأ أيضاً
الله يوفقكم الفنان شكري ال عاشور و الفنان مالك فتيل… استمتعنا معكم في الامسيه الجميله الهادئه على مسامع الحضور …كان التناغم واضح بين الفنانين ….ان شاء الله امسيات قادمه جميله
الف شكر لكم على الجهود المبذوله و الله لا يحرمنا من الجمال و الطيبه و السلام و الله يحفظ قطيفنا الغاليه مالك و شكري أنتم نبض القطيف كل الشكر و التقدير لفريق عمل غناتي القطيف و كل من شجع هذا العمل الذي يحمل رسائل هادفه و محبه للسلام