علي الشميريخ.. أن تموت وفي عينيك بقايا بللٍ من دمعة الحسين رجل بسيط حرّك مشاعر حزن في القطيف برحيله المفاجيء

القطيف: شذى المرزوق، ليلى العوامي

إنسانٌ بسيطٌ جداً، ليس نجماً مشهوراً، ولا شخصية اجتماعية لها حضورها الطاغي، ولا من المهتمين بالظهور. لكنّ وفاته أحدثت موجة حزن في القطيف عبّرت عنها منشورات إلكترونية استحضرت صوره وهو يمارس الرياضة في كورنيش المحافظة.

ميتة تستحق الغبطة، كان في مجلس حسيني، وحين فرغ الخطيب، وهمّ بالخروج، سقط على باب حسينية “العباس” في حي المدني، غربي مدينة القطيف، ولم تتمكن محاولات إسعافه من إنقاذه، ففاضت روحه، وهو في حال برٍّ بأبيه المسنّ، خارجاً من مجلس خير.

اسمه: علي أحمد علي الشميريخ، كنيته “أبو حسين”. بعد تقاعده من الدفاع المدني؛ يعيش حياة رتيبة عادية، مثل آلاف الناس. يُمضي وقته بين أسرته وأقاربه ويرعى والده المسن، وهو ابنه الوحيد الذي خرج به من الدنيا.

ابنه حسين وصفه بأنه “كان أقرب إلى أخ وصديق”.. رحمه الله.

“صُبرة” تنشر كلمات تأبين وصلتها من بعض أصدقائه، ورصدتها في مواقع التواصل الاجتماعي..

آخر لحظة في حياته

رجل محترم ومؤمن، يشارك المجتمع في أفراحه وأتراحه، لا يترك واجب فرح أو تعزية، ومهتم بوالديه اهتماماً شديداً، ومواظب على حضور مجالس الحسين ليلياً. آخر لحظة من حياته كانت وهو خارج من المأتم لإحضار السيارة لوالده بعد انتهاء التعزية.

وهو، أيضاً، أحد ممارسي رياضة الجري بانتظام في ممشى الكورنيش، ولا تعيقه ظروف ولا عوامل الطقس من أمطار أو غبار.

بعد تقاعده من الدفاع المدني تفرّغ لأسرته، فصار يصحبهم في الرحلات، وبالذات أيام الجمعة. وهو معروف لدى مجتمعه بمخالطته الناس وتواضعه معهم.

السيد أسعد البحراني

حضور عائلي

بصراحة؛ الفقيد كان نعم الرجل، بار بوالديه، ولم يكن يفوّت حضور المجالس الحسينية، وكان متعلقاً بخاله سيد حيدر كثيراً. وكان يزور أهله في كل المناسبات العائلية، كان ـ رحمة الله عليه ـ يحب صلة رحم، خصوصاً في مناسبات الأهل.

سيد منير السيد حيدر المشعل

ابتسامة خلق رفيع

للأسف؛ لم أكن من مخالطيه شخصياً، سوى أنني أعرف أنه يحضر للاستماع ليلياً برفقة والده الثاكل. وكان ذا خلق رفيع وهادئاً، وصاحب ابتسامة.

ومساء البارحة؛ فوجئنا بسقوطه بجوار باب الحسينية بعد الفراغ من القراءة. وقتها خرج ولم يكن عليه أي أثر، ولكن حان الأجل الذي لابد منه. جاء أحد الممرضين من المستمعين؛ وبعد فحصه أخبرنا بأن الرجل في الغالب انتقل الى رحمة الله. ولكن يجب الاتصال بالهلال الأحمر، وحين جاء المسعفون أفادوا بأن وضعه حرج جداً، ثم نقلوه إلى المستشفى، وبعد ساعة ونصف وصلنا خبر تأكيد الوفاة فانا لله وانا اليه راجعون.

أعان الله والده فهذا هو الابن الوحيد له وهو الذي عليه الاعتماد من قبل والده.

الشيخ حسين العبد الجبار

وداع خفي

أمس رأينها يمشي في الكورنيش، كعادته كل يوم، وكنا جالسين أنا وأخواتي، والصغار يلعبون الكرة، وبالصدفة وصلت الكرة إليه، فركلها للأطفال، وأخذ يلاعبهم قليلاً، قبل أن يمسح بيده على راس أحد الصغار، ثم واصل طريقه. ما لاحظته أنه كان يمر بالناس ويسلم عليهم.. كأنه يودع المكان.

 حليمة الطويل

شيمة ومروءة

كان معنا بالأمس عند كورنيش المنطقة الخامسة بالقرب من الكوبري، وهو مكان جلوسنا. وقد اعتدنا أن نراه يحوم حول المنطقة أربع مرات أو أكثر، ثم يصلّي المغرب في المكان، قبل أن يعود إلى منزله.

أمس سألنا عن الساعة، وكانت ٤:٥٠ دقيقة، وقد تعجبنا كيف يسأل، فقال سأذهب للاستحمام فالصلاة، لأصحب والدي “يتسمّع”. ثم غادرنا.

رجل طيب خلوق متسامح خدوم، لا يمر يوم الا ويقدم خدماته لأحدهم، وقد ساعدني مره حينما تعطلت سياراتي على الكورنيش.

ولا أنسى موقفه حينما بادر إلى إنقاد الشابة هناء الضبيكي التي توفيت في حادث وكان هو قريباً في ذلك المكان.

عادل آل محيسن

والده أوصى أمه به

الوداع هو نهاية اللقاء بمن نحب وأصعبه وَداع الموت الذي يخطف أحبابنا دون موعد، هكذا ودعنا “أبو حسين” فجأة بلا مقدمات وترجلت الشهامة صاعدة إلى بارئها، وحتى لحظة الصلاة عليه نبحث عن تلك الابتسامة بين المشييعين.

الحديث عن “أبو حسين” ذو حرارة وشجون ودموع، حيث تربطني به صلة القرابة، فهو ابن عمي لوالدته المرحومة السيدة شريفة بنت السيد طاهر بنت السيد سلمان المشعل، وفي الوقت ذاته تربطني به علاقة الصداقة واللقاءات المستمرة سواء في مجالس العائلة، أو في عامة المناسبات الاجتماعية في القطيف، أو في ممشى الكورنيش الذي كان يمارس فيه رياضة المشي منذ أكثر من 15 عاماً.

في كلتا العلاقتين تجده صاحب الواجب والنخوة والحب والعطاء الدائمً حيث لا يتخلف عن مناسبة أو دعوة إلا بظروف قاهرة. فهو البار بصلة كل أسرته وأصدقائه وجيرانه وأهل القطيف بشكل عام، خاصة بعد تقاعده المبكر من الدفاع المدني؛ كان يتنقل من فاتحة لأخرى لأداء واجب العزاء وفي الوقت ذاته مشاركة الناس أفراحهم.

“أبو حسين” هو البار بوالديه وإلى آخر لحظات حياته كان مع والده المسن الحاج علي يتنقل به من مجلس لآخر سواء لأداء واجب أو للاستماع لمجالس الذكر.

آخر لقائي به كان يوم الخميس الفائت في زواج ابن عمنا السيد حسن، وكان كعادته حريصاً على الوقوف بجانب الأسرة كبنيان حب دائم.

“أبو حسين” كان دائماً يحدثني عن علاقة الحب التي تربط والده الحاح علي بوالدته السيدة شريفة المشعل ومدى عشقه لها.

وكيف ساءت حالته بعد رحيلها، وكان لا يستأنس ولا يشعر بالراحة الا بعد زيارتها يومياً في مقبرة الخباقة والجلوس يجانب قبرها.

هكذا كان “أبو حسين” في المقبرة ذاتها تجده حريصاً على زيارة والدته وبنات عمها في نفس الموقع والاعتناء والاهتمام بتنظيف قبروهم بشكل مستمر.

واليوم في نفس المقبرة أبكى والده الحاج أحمد الحاضرين وهو ينادي بحزن أليم “أم علي قومي لولدك الوحيد الا توصيني عليه قومي يا ام علي”.

فا ليت الزّمان يعود، والّلقاء يبقى للأبد، ولكن الأمر والمرجع لله وستبقى الذكريات الطيبة قاموساً نستدل من خلاله سبل تلك الارواح النقيّة التي رحلت بلا وداع.

السيد محمد السيد جعفر المشعل

 

حنون

المرحوم مثل أخي الكبير، طيب و حنون و اجتماعي، و محب لعائلته و للناس و خدوم. دائما يلبي حاجات الناس و لا يرد احداً. الله يرحمه و يغمد روحه الجنة و يساعد عمي على فقده.

سرين اشميريخ

    

‫8 تعليقات

  1. من افضل اشخاص عملت معهم ابو الحلول كان موجود في الصيانه لم تشوفه ترتاح من سهوله المعامله معه وطيبه قلبه واخلاقه الله يرحمك يابوحسين

  2. كنت معه في العمل واعتبره الأخ الأكبر في تواضعه وابتسامه التي لا تفارق محياه وكذالك لا أنسى صديقنا الملازم له السيد علوي الهاشم وهم الاثنين الذين لم أعرف مثلهم من القطيف خاصه ووفاته صدمه لي حيث لم تحزن لأجله القطيف فقط إنما الأحساء كذالك تواسيكم في مصابكم

  3. الله يرحمه رحمة الأبرار ويغمد روحه الجنة ويحشره مع محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم…… أبو حسين جارنا في الشماسية….. الله يصبر قلب والده

  4. *تعزية*

    ببالغ الحزن والأسى ..ينعى فريق *عدائي القطيف* عضو الفريق الحاج *علي أحمد الشميريخ ( أبوحسين )* الذي ُتوفي مساء يوم الاثنين ٢٠٢٠/١٢/٧م

    وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم فريق *عدائي القطيف* لأسرة المرحوم وذويه وأصدقاءه ومعارفه جميعا بواجب العزاء وروح المواساة ، وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه عظيم جناته وإنا لله وإنا اليه راجعون .

    *عدائي القطيف*

  5. رحمة الله عليه.. لا اعرفه شخصيا الا انه معروف حتما لكل مرتادي الكورنيش حيث حضوره اللافت وهو يمارس الرياضة بشكل يومي تقريبا حتى غدا ملهما لكل من يرغب في ممارسة هذه الرياضة لالتزامه التام والمتواصل بها.. ففي كل مرة نرتاد الكورنيش نراه تقريبا
    نسأل الله ان يرحمه برحمته ويسكنه الفسيح من جنته ويحشره مع محمد واله عليهم السلام ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×