الطُّقوس.. مُشوِّهاً دينياً…!
حبيب محمود |
لا أظنّ أن لدى المسلمين، إجمالاً، أية عُقدة من تلك الطريقة التي يتأرجحُ فيها اليهود مُتعبّدين. أزمة المسلمين مع اليهود تتركز في “الصهيونية” و في الاحتلال وتبعاته وإجراءاته وثقافته التي تنتهي إلى فرض اسم “حائط المبكى” على “حائط البراق”.
وبما أن المسألة الطّقسية هي شأن ثقافيّ اجتماعي في الأساس؛ فإن التصادم، بين المسلمين واليهود، يكمُن ويتركز ويتعقّد في فرض الثقافة على الآخر، وسلبه، ومسخ هويته، ضمن مشروع احتلالٍ عالميّ باطش.
يمكن قياس ذلك على الشؤون الطقسية جميعها في الملل والأديان. بل في المذاهب والجماعات. فعلى الرغم من الثورات المادية المتلاحقة التي فجّرتها الثورة الصناعية قبل قرابة ثلاثة قرون؛ فإن سكّان الكوكب متمسكون بشحناتهم الروحية التي تجلبها طقوسهم الفئوية.
الكائن البشريّ مُنهك بماديّات الأنظمة، مُثقّل بالواقع المدمّر الشرس. هناك عودات هائلة إلى الممارسات الرّوحية في كلّ بلاد العالم. أتباع الأديان يعودون إلى معابدهم ومقدّساتهم. يعودون إلى ثقافات أسلافهم في أقرب نقطة ممكنة.
الطقوس وهوامشها ومتونها هي الملاذ الأقرب في عالمٍ لا مكان فيه لسلام الأرواح. الطقسيون يعودون إلى ممارساتهم ليهربوا من إيذاء الآخر. وما داموا لم يُؤذوا أحداً؛ فإن تفهُّم أداءاتهم واحترامه؛ موقفٌ أخلاقيٌّ في ذاته.
دعه يمرّ..!