المدن التراثية.. مدن الجمال بالتراث نسمو..
عبدالعظيم الضامن |
كثير من المدن والقرى هجرها اهلها بسبب الحداثة والقفز على الحياة الشعبية، وهذه القرى بقي البعض من أهلها يرفض الخروج منها لعدة اعتبارات أهمها أهله وناسه وذكرياته، ولكنها بطبيعة الحال تُهجر بعد حين وتبقى اطلالاً نتغنى عليها.
اليوم وانا ازور بعض القرى التراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة استعيد تلك الذكريات والآمال في إعادة بناء تلك القرى التي طالما تحدثت عنها وتطويرها لتصبح مدن جاذبة للسياحة، مدن لها قيمة إنسانية كما كانت في السابق، وكما شاهدت قبل فترة في حي البجيري في الرياض كيف تحول لمكان يعج بالناس وبذاكرة المكان.
في خور فكان كما في قلب الشارقة وحي البستكية (الفهيدي) والكثير من المدن التي تم تطويرها لتصبح مدن تراثية ثقافية، أصبحت اليوم مناراً ثقافياً يأمه الباحثين عن الجمال والتراث والإنسان، وما شاهدته في خور فكان كان محرضاً للكتابة عن هذا الحب الذي يوليه حاكم الشارقة ومعهد الشارقة للتراث، فحين دخولي للقرية كانت الدهشة بالمكان جعلتني تائهاً بين الأزقة، كنت أطوف بين البيوت صامتاً في حالة من الفرحة والغبن، إلى أن صادفتني إحدى السيدات في أحد المنازل ترحب بي وتشرح لي عن أيام لول، واستوعبت حينها انني في علم وليس حلم، ومنها تجولت بين البيوت، في كل بيت فكرة أو حرفة، وقادتني رجلي لبيت كان وسطه في الحوش مائدة شعبية كبيرة تم إعدادها لليوم أيام الشارقة التراثية، وكانت سيدة تُدير ذلك المكان، بعد ذلك عرفت انها من أعدت تلك المائدة للضيوف، وكانت عبارة عن أكلات شعبية منسقة بشكل جميل في الحوش.
لم اكتفي من الدهشة بالمكان، لكن الوقت المخصص للزيارة انتهى، والرغبة في البقاء مستمرة في استكمال البحث وزيارة خور فكان متجددة بهذا المكان.