قمة العشرين.. “كورونا” الحاضر الأبرز على طاولة القادة الافتراضية
القطيف: صُبرة
بخلاف القمم السابقة، جاءت قمة مجموعة العشرين الافتراضية التي رأستها المملكة أمس “استثنائية” بكل المقاييس، بعدما فرضت جائحة كورونا نفسها على اجتماع زعماء الدول الأعضاء، وعلى جدول الأعمال والكلمات ومجمل الاهتمامات، بداية من كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي استشعر خطر الجائحة على مستقبل العالم، مروراً بكلمات بقية القادة الذين شاركوا خادم الحرمين الاهتمام ذاته، وتحدثوا عن الجائحة من زوايا مختلفة.
مجموعة العشرين، التي تأسست قبل 21 عاماً، طالما ناقشت في اجتماعات سابقة، ملفات اقتصادية بحتة، اليوم قررت أن تنحي كل هذه الملفات، وتركز على ملف الجائحة، وكأنها تبعث برسالة واحدة، وهي: أن القضاء على فيروس كورونا – في حد ذاته – كفيل بإنعاش الاقتصادات الدولية، وتحسين معيشة البشر، وعودة الحياة إلى طبيعتها.
التفاؤل والتحذير
وازنت كلمة خادم الحرمين بين التفاؤل في غدٍ مشرق، يتخلص فيه العالم من هذه الجائحة، وبين التحذير من مفاجآت المستقبل، وضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة، والعمل من معالجة السلبيات التي أفرزتها الجائحة.
رغم أن الكلمة تناولت سبل تعزيز الاقتصادات الدولية، إلا أن هذه السبل انطلقت أولاً من أهمية التحالف والتعاون بين الدول كافة للقضاء على الفيروس.
في الوقت نفسه؛ جاءت كلمة رئيس جمهورية جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، لتتناول الجهود المبذولة من أجل إيجاد لقاح عاجل وسريع للفيروس، باعتباره “الأمل الوحيد أمام شعوب العالم للتخلص من هذا الوباء”، لكنه اشترط أن يكون اللقاح “آمناً وفعالاً، ويصل إلى الجميع، الفقراء والأغنياء دون تفرقة أو تمييز”.
في المقابل، وعد رئيس جمهورية كوريا الجنوبية مون جاي أن، بحشد القوات للتطوير وتوزيع اللقاحات والعلاجات التي ينتظرها ويترقبها الجميع، قبل أن يعلن عن نية بلاده عقد شراكة مع المجتمع الدولي، “لوضع حد كامل لوباء فيروس كورونا حتى النهاية”.
أسرع وقت
في موضوع الوباء ذاته، كانت كلمة مستشار جمهورية ألمانيا الاتحادية انغيلا مركل، التي رأت أن دول مجموعة العشرين “تتحمل دوراً كبيراً لا يُستهان به في مواجهة هذه الجائحة والتصدي لها في أسرع وقت، بما تملكه من إمكانات وقدرات”، وأبدت تفاؤلها في التغلب على هذه الأزمة، مشترطة “وقوف العالم صفاً واحداً من أجل هذا الهدف”.
ولم تشذ كلمة رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، خلال القمة، عن بقية كلمات زعماء الدول، إذ حذر من أن العالم يواجهة اليوم “أزمة صحية استثنائية، تهدد حياة الملايين من البشر”، منطلقاً من هذا التحذير إلى “المسؤولية التاريخية التي تحتم على دول مجموعة العشرين خاصة، وبقية دول العالم بشكل عام، المضي نحو توحيد الجهود الدولية، من أجل إيجاد آليات تثمر عن القضاء على الفيروس، بأي وسيلة كانت”.
ضعف الأنظمة
فضل رئيس جمهورية الأرجنتين ألبرتو فرنانديز، أن يتحدث عن شأن آخر، له علاقة مباشرة بالجائحة، عندما تحدث عن نقاط ضعف أظهرها فيروس كورونا في العالم، لم يلتفت إليها أحد من قبل، وقال إن “الجائحة كشفت عن ضعف الأنظمة الصحية في جميع أنحاء العالم، وأظهرت فرصة فريدة لإعادة تعريف قيمة التضامن في مجتمعاتنا”.
وعاد رئيس الأرجنتين ليذكّر الجميع بأن المعركة مع كورونا، “ليست مجرد مهمة للحكومات، وإنما مسؤولية جماعية للمجتمع الدولي تتطلب توقيع ميثاق تضامن عالمي عظيم”.
أما رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، فتناول أهمية الاستثمارات في القطاعات الصحية دون سواها، واعتبر أن عودة ظهور الوباء في مناطق عدة، “يتطلب مرة أخرى قرارات صعبة من الحكومات، وتضحيات مهمة من جانب مواطنيهم”، وقال “نحن في حاجة إلى استثمارات تهدف إلى تعزيز الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم، مع دعم المرونة البيئية والاجتماعية وتجنب المزيد من الاختلال الاقتصادي”.