مستشارة البنك الدولي أميرة الغمغام: أنا مشروع وزيرة للاقتصاد السعودي حلّلت اقتصاد أقوى عاصمة في العالم.. وحملت شهادتي ماجستير ودكتوراه في فلسفة الاقتصاد
شاهد الفيديو
https://youtu.be/DQu8_Ro92Mo
القطيف: ليلى العوامي
ليس من قبيل المبالغة، ولا المزاح، ولا الكلام الآتي من حماسة امرأة ناجحة في علم الاقتصاد فحسب؛ بل من صُلب فكرة تكوّنت عندها وهي في سن الـ 15، وسعت إلى تحويلها إلى عمل دؤوب. في ذلك السن المبكّر؛ فكّرت كيف لا تكون مدينتها الصغيرة ـ سيهات ـ مكتفيةً تجارياً…؟
بعد سنواتٍ طويلةٍ؛ وجدت نفسها تدرس أثر الضرائب في اقتصاديات أهمّ عاصمة في العالم، واشنطن.
ليس هذا وكفى؛ بل أوجدت لنفسها موقعاً مهمّاً في البنك الدولي، بوصفها مستشارة تراقب، تدرس، توصي وتقرّر أفكاراً وحلولاً لمعضلات عالمية تخص اقتصاد الحكومات.
الدكتورة أميرة بنت رضي الغمغام، الشابّة التي حصلت على شهادتي ماجستير، إحداهما في الاقتصاد المالي والأخرى في الهندسة الصناعية، والدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. الدكتورة الغمغام قالت لـ “صُبرة” إنها تطمح إلى أن تُصبح، يوماً ما، وزيرة الاقتصاد في وطنها؛ المملكة العربية السعودية.
المرأة قادمة
الدكتورة الغمغام تقرأ الواقع بعين المستقبل؛ إنه “عصر المرأة، وستشرق بإنجازاتها”، كما ترى وتقول، فـ “المرأة اليوم تقلدت العديد من المناصب رفيعة المستوى من سفيرة لخادم الحرمين الشريفين في عدد من الدول واقتربت من كرسيّ الوزارة، وسابقاً دخلت مجلس الشورى، وهناك المزيد”.
وهذا كله ليس إلا “مجرد بداية والقادم أكثر بإذن الله”، و”سوف تشارك المرأة في العمل والأنشطة الاقتصادية كما يعمل الرجل تماماً، وسنرى العديد من سيدات الأعمال اللاتي يقدن مشاريع ضخمة”. الغمغام تُشير إلى “سياسة التمكين العظيمة التي أحيت النصف الثاني من المجتمع وخففت العبء عن الرجل الذي تكبد مسؤولية العمل من أجل أسرته ونشاط اقتصاد بلده لفتره طويلة”.
من بيئة ناجحة
وُلدت في بيئة متعلمة وناجحة. والدتها علّمتها الحزم والإصرار. والدها المعلّم دعم فيها روح الابتكار والابداع والقدرة على التعليم الذاتي. عمّتها هناء الغمغام معلمة رياضيات كان لها أثر وبصمة كبيرة. عمّها الطبيب الدكتور زكي الغمغام، أحدث نقلة لها في المرحلة الجامعية وما بعدها.
والدها المعلم رضي الغمغام
عمها الدكتور زكي الغمغام
من مدارس سيهات إلى جامعة الملك فيصل خرّيجة تخصص كان عادياً في زمنه، الاقتصاد المنزلي، ذلك التخصص الذي لم تكن خرّيجاته يجدن لهنّ مكاناً بعده إلا في سلك التعليم. لكن مسار الشابّة “أميرة” انعطف عام 2006؛ حين سافرت إلى الولايات المتحدة وبدأت من “الصفر”، كما تقول.
حصلت على بعثة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وحصلت درجة الماجستير في الاقتصاد المالي من جامعة نيومكسيكو الأميركية عام 2011. وبعدها بعامين نالت الماجستير الآخر من جامعة نيومكسيكو.
ولم تقف هنا؛ بل واصلت الدارسة في جامعة هاوارد بواشنطن لتنال الدكتوراه عام 2019، وكان عنوان أطروحتها “تقييم أثر السياسات الاقتصادية: التطوير الاقتصادي والمحفزات الضرائبية في اقتصاد مدينة واشنطن- الولايات المتحدة الأميركية.”
وبيئة علمية
ومثلما وجدت بيئة عائلية ناجحة طيلة سنوات تكوينها؛ وجدت بيئة علمية ناجحة أيضاً في الولايات المتحدة، وحين سألناها عن المؤثرين فيها في رحلتها العلمية؛ أشارت إلى “رئيسي الدكتور فيتسروي لي (رئيس الاقتصاديين) والدكتور دانيال محمد (كبير الاقتصاديين)، وزملائي في مكتب تحليل الضرائب والدخل في حكومة واشنطن”.
تقول عن هؤلاء “أحدثوا نقلة نوعية على المستوى المهني، قدموا لي الدعم اللامحدود، عندما تحدثت لهم عن أهدافي وطموحاتي، وكانوا ـ وما زالوا ـ بمثابة عائلتي في الولايات المتحدة الأمريكية”.
الدكتور فيتسروي لي
الدكتور وليام سبريغز
الدكتور سوينتون
الدكتور دانيال محمد
تُضيف إليهم “الدكتور وليام سبريغز والدكتور سوينتون، وهما المشرفان على أطروحة الدكتوراه في جامعه هاوارد، فقد كانوا ملهمين وداعمين؛ وكذلك منتدى الاقتصاديين الوطني، واقتصاديو الضرائب في الولايات المتحدة الأميركية، وبينهم السيد ديفيز بيتز، والدكتور ايك برانون، والدكتوركن سايمونسون”.
لكنها لا تنسى “الكثير الكثير من عائلتي، وأصدقائي الذين ساعدوني، ووقفوا بجانبي في مراحل مختلفة من حياتي، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم”.
فكرة سيهاتية
الأهداف والطموحات وليدة أفكار قد تصنعها البيئة المحيطة أو الأسرة والأصدقاء، والبيئة التعليمية. لكن فكرة “أميرة” ولدت بطريقة مختلفة تماماً، فقد بدأت رحلة التخصص في الاقتصاد بفكرة خطرت على بالها عندما ما كانت في سن الـ 15.
تقول “كنت وعائلتي نسكن في مدينة صغيرة؛ سيهات، كانت في ذلك الوقت لا تحوي جميع الخدمات التي نحتاجها. مما يضطرنا للذهاب للمدن المجاورة. كنت أتساءل في نفسي لماذا لا تعمل كل مدينة على توفير الخدمات وتختفي هذه المركزية، بحيث تكون كل مدينة متطوره؟! كانت مجرد فكرة عابرة في بالي أرى فيها مستقبلاً وطموحاً كبيراً، لكن الواقع لا يدعمها.. المدارس لا تدرسها ولا حتى تناقشها”.
تضيف “انتقلت إلى الولايات المتحدة، وفيها درست المواد المتعلقة في الاقتصاد الحضري والسياسات الاقتصادية التي تدعم تطور المدن من أنظمة ضرائب تستثمر المال في مشاريع كمحركات اقتصادية لكل مدينة.. وكان هذا يوم ميلاد فكرتي التي راودتني وانا في سن المراهقة التي لا تعرف عن السياسات الاقتصادية والاقتصاد الحضري. بدأت اقرأ كثيراً في هذا المجال ودراسة أثر المشاريع الاقتصادية التطويرية في مدن الولايات المتحدة”.
في واشنطن
حصلت الغمغام على فرصة تدريبية في حكومة واشنطن ـ العاصمة ـ في قسم تحليل الدخل والضرائب، وبدأت في مشروع قياس مدى تأثير الاستثمار الحكومي للمشاريع التطويرية في المدينة”.
تقول “واشنطن قبل عقدين، كانت تكثر فيها الجرائم، لم تكن مهيأة للسكن بما يكفي، لكن جهود الحكومة شجعت المستثمرين وحققت ثقتهم، فكانت النتيجة تقليص الجرائم والأعمال الاجتماعية غير المرغوبة”.
إنجازات الغمغام كثيرة، منها تحويل نتائج بحثها إلى ورقة علمية ليستفيد منها المهتمون في هذا المجال، كما شاركت فيها في النادي الاقتصادي بواشنطن للأبحاث، ضمن مسابقة قالت عنها “كانت تنافسية جداً وتقدم لها أكثر من 1000 طالب، ولله الحمد استطعت الفوز بجائزة 10.000 دولار أميركي”.
كذلك شاركت الغمغام بالورقة العلمية في مؤتمرات وحصلت على جوائز”، وشاركت أيضاً في العديد من المؤتمرات الكبرى والعالمية في مجال الاقتصاد والضرائب منها
National Tax Association 2017 &2018 The Allied Social Sciences Associations/American Economic Association 2019 Ernst and Young, Tax Economists Forum 2019
من الذي يصل..؟
مواقف كثيرة تعلمت منها الغمغام، تقول “رحلة النجاح تخللتها الكثير من المواقف التي شكلت تحدياً كبيراً بالنسبة لي، ولكن كيفية التعامل مع هذه المعطيات هي ما حددت النتائج. الفرق بين الشخص الذي يصل والشخص الذي لا يصل هو أن الشخص الذي يصل لا يستسلم أبداً”.
بدأت رحلتها الأميركية من الصفر في اللغة الإنجليزية وثقافة البلد. إلا أنها كرستْ وقتها في تكوين صداقات مع الأميركان، لتتمكن من تطوير لغتها و معرفة ثقافتهم عن قرب.
كيف ترى الغمغام المملكة مؤثراً اقتصادياً عالمياً؟ قالت “الشفافية العالية وقدرة المملكة على احتواء الأزمة الناتجة عن جائحة كورونا، وحماية الانسان والأعمال من تبعات الأزمة؛ أظهرت للعالم، خصوصاً المستثمر الأجنبي، أن المملكة هي البيئة الأكثر أمانا للاستثمارات. ولم نشهد خلال الأزمة خروج الاستثمارات، بل زادت مع تعزيز حكومة المملكة ثقة المستثمرين في الاقتصاد السعودي، وسوف نشهد بحول الله بعد انتهاء الأزمة تدفق استثمارات اجنبية عالية يسجلها التاريخ”.
مختصة في الضرائب
تضيف “انا اقتصادية متخصصة في السياسات الاقتصادية الحكومية المتعلقة في الضرائب. عملي مع حكومة واشنطن في الولايات المتحدة على السياسات الاقتصادية التي يشرعها مجلس الشيوخ وتحليل أثرها في اقتصاد المدن الأميركية اكسبني مهارة مهنية حسّنت أدائي الدراسي، وعمقت ورسخت الكثير من المفاهيم التي كان يصعب عليّ استيعابها، خصوصاً أني آتية من بلد – في ذلك الوقت – لم تكن سياسة الضرائب متداولة ومعروفة فيه”.
كفتاة قادمة من مجتمع لم يبادر فيه للتعليم منذ سنوات؛ صنعت لنفسها لقباً في غاية في الأهمية، تقول “هذا يعني لي أني قادرة على تحقيق أحلامي وصناعة واقعي مهما واجهة من تحديات.. وهذا يزيدني فخراً واعتزازاً بنفسي”.
ماذا عن المجتمع الذكوري.. سألناها:
قالت “لم اجد منهم إلا الكثير من التقدير والاحترام لجهودي ولعلمي ولخبرتي في هذا المجال، حتى أن الكثير منهم يلجأ إليّ، ويأخذ مشورتي في بعض القضايا الاقتصادية المتعلقة بالأبحاث و موضوعاتها وغيرها. كذلك يقدمون لي الكثير من العروض للمشاركة معهم في الأبحاث والانضمام للمنظمات التي يعملون فيها”.
عن طموحها المستقبلي، قالت “أنا مشروع وزيرة الاقتصاد.. هذا طموحي ان أكون وزيرة الاقتصاد السعودي في المستقبل القريب جداً بإذن الله، وبلا شك أن هذا المنصب تكليف، وليس تشريفاً. وإن شاء الله أسهم في ارتقاء ورفعة اقتصاد بلدي الحبيب”.
الطالبة.. والخريجة
الطفلة أميرة
بارك الله بك د اميره وانت تشرفين كل سيدات المنطقه بل كل نساء الوطن وانت تثبتين وبجداره اقتدار سيداتنا الكريمات على تقديم انجازات استثنائيه تنم عن كفائتهن العاليه وانت بحق مثالا يفتخر به في الاصرار والتحدي وبذل الجهد لتحقيق الحلم مهما كبر وبدى استحاله الوصول اليه الا ان من هن مثلك من ذوات الاصرار و الثقه بالنفس هن كفيلات بكسر هذا الطوق الوهمي واثبات انهن قادرات على تحقيق ما يستهدفن وان نجاحك في المجال التعليمي بتفوق وخبراتك العمليه التخصصيه الدقيقه كفيله باذن الله بوصولك لاعلى المستويات المهنيه ومنصب الوزاره ليس عليك بعسير وسرعان ما سنجدك باذن الله في اعلى المناصب التنفيذيه وفقك الله وسدد خطاك ولك ولكل نسائنا الفاضلات نرفع القبعه بكل احترام
بالتوفيق لك يا د.أميره وبإذن الله نراك قريباً وزيرة الاقتصاد
كل التوفيق والسدادفي تحقيق طموحك ونفخر بأمثالك الف مبارك لك هذا التوفيق ولعائلتك الكريمه
موفقة لكل خير
العلم هو الطريق لرقي المجتمعات
حفظك الله ونفع بعلمك البلاد والعباد
نتمنى لها التوفيق والنجاح المستمر لخدمة وطنها وأن يتحقق طموحها ونفتخر جميعاً بها وبأمثالها وأن شاء الله تكون مثال يحتدى به في هذا البلد المعطاء
هكذا يكون الطموح وهكذا يكون الاصرار . هكذا تعلمنا وهكذا نمضي أعمارنا نركض وراء طموحاتنا لنجد أنفسنا وقد قادتنا أرجلنا بطريقة أو أخرى الى مجال آخر بعيدا عن طموحاتنا تحيط به المغريات كالمنصب والمرتب الكبير. الابنة أميرة حددت طريقها منذ البدايه وأصرت على المضي في خطواتها المرسومة حتى انهت دراستها بنجاح والتدريب على تطبيق ما تعلمته على ارض الواقع. أميرة الفتاة الناجحة حسب ما قرأت عنها هي نتاج بيئتها والبيت الذي تربت فيه، فنعم الاب والام وأفراد العائلة الكريمة، وقبل كل ذلك لا ننسى توفيق ربنا سبحانه وتعالى. أنا شخصياً ابهرتني الابنة أميرة بقولها أنها مشروع وزيرة للاقتصاد وأن بإمكانها تقديم الكثير لبلدها، وانا أشد على يديها لا عجب ونحن نعيش زمن تمكين المرأة في عهد أميرنا الفز محمد بن سلمان حفظه الله. ألتحقي بالعمل بالوزارة واجتهدي وثابري ودعي الباقي على الله ثم على ولاة الأمر حفظهم الله لتحديد مكانتك ومسؤلياتك المستقبلية وفقك الله.
ان شاء الله نراها وزيرة للإقتصاد في المملكة العربية السعودية.وهي جديرة بالمنصب اذا لم يعترض المهيمنون الذكوريون من انثى . ولعلها ستصبح علما على رأسه نور .