[خاص] المملكة تقود مجموعة العشرين في السنة “الأصعب” بوصلة العالم تتجه للرياص اليوم وغداً
القطيف: عصام سعيد
لسنوات طويلة جداً، لن تنسى دول العالم تفاصيل الدورة الـ15 لمجموعة العشرين الاقتصادية التي تُوشك على الانتهاء، ليس لأنها الدورة التي واكبت ظهور جائحة كورونا، ولكن لأنها الدورة التي رأستها المملكة، وقادتها إلى أقصى نقطة ممكنة في التغلب على الجائحة، وحماية الاقتصاد العالمي من الانهيار، وسط ترقب دولي غير مسبوق؛ ماذا ستفعل المملكة في إدارة هذه الأزمة؟.
اليوم (السبت)، وغداً (الأحد)، سيوجه العالم بوصلة اهتمامه صوب المملكة، التي ستقود العالم عبر رئاستها اجتماع قادة المجموعة، وهي المرة الأولى التي ترأس فيها دولة عربية مجموعة العشرين، التي تضم كبرى الدول على كوكب الأرض، وتحدد اجتماعاتها مستقبل الاقتصاد العالمي بشكل أو بآخر.
لم يكن اختيار المملكة للمشاركة في مجموعة العشرين، إلا لتأثيرها الكبير والمباشر في الاقتصادات الدولية، عبر قدرتها في تأمين الطاقة للعالم بالكميات المطلوبة والأسعار المعقولة، فضلاً عن ثقل المملكة الديني والسياسي والاجتماعي في المنطقة العربية.
الدول الكبرى
لمن لا يعلم، فمجموعة العشرين الاقتصادية، تمثل الدول الصناعية وغيرها من الدول المؤثرة والفاعلة في الاقتصاديات العالمية، وتمتلك هذه الدول 90% من إجمالي الناتج القومي لدول العالم، و80% من حجم التجارة العالمية، إضافة إلى أنها تمثل ثلثي سكان العالم.
تضم المجموعة إلى جانب المملكة: الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، جنوب أفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، ثم الاتحاد الأوروبي المكمل لمجموعة العشرين. إلى جانب صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
لصالح العالم
في وقت مبكر، كان الجميع يتوقع أن تظهر أعمال هذه الدورة بشكل باهت ومتواضع، ليس لسبب سوى أنه جميع اجتماعاتها ولقاءات ستكون افتراضية بفعل “كورونا”، بما فيها اجتماعات القادة، ووصل الأمر بالبعض إلى التأكيد على أن حظ المملكة كان “سيئاً”، لأن ترأس مثل هذه الدورة.
لم يمر وقت طويل، حتى أثبتت الرياض أنها غير عادية، تصنع النجاح في كل الأوقات والظروف، وأنها لا تعمل لنفسها، بقدر ما تعمل لصالح العالم واستقراره، وتجسد ذلك في اجتماع قادة المجموعة في شهر مارس الماضي، عندما دفعت المملكة الدول الأعضاء إلى التنسيق فيما بينها لمواجهة جائحة كورونا، بعدما كانت كل دولة منشغلة بنفسها وحصد خسائرها، وتعمل بشكل منفرد، بعيداً عن بقية الدول.
توجت المملكة نجاحها، عندما ذكّرت الدول الكبرى بأن هناك دولاً فقيرة، تنتظر اليوم قبل الغد، من يقف بجانبها، ويساعدها على مواجهة تأثيرات الجائحة، ولم ينفض الاجتماع إلا وكانت دول المجموعة تعلن التزامها بمواجهة تداعيات فيروس كورونا، وضخ 5 تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي.
التاريخ سيتذكر
سيحتفظ تاريخ قمة العشرين للمملكة بصفحات بيضاء، توثق فيها جهود الرياض وما ابتكرته من مبادرات أثناء إدارتها لأعمال الدورة الـ15. وستذكر هذه الصفحات أن هذه الدورة “استثنائية” سواء في التوقيت أو الظروف الصحية التي تعرض لها العالم، بفعل الجائحة أو أجندة الاجتماعات وآلية الإدارة الافتراضية، وسيؤكد التاريخ أن المملكة كانت ناجحة بكل المقاييس، بعدما قادت أعمال الدورة إلى بر الأمان، وحققت أقصى فائدة ممكنة لدول العالم.
مازال للنجاح بقية، ففي اجتماعات القادة اليوم وغداً، من المتوقع أن تدفع المملكة الدول الكبرى لمزيد من التنسيق والتفاهم المشترك، لتجاوز تداعيات جائحة كورونا، ليس هذا فحسب، وإنما ستعمل أيضاً على إيجاد الأفكار والاقتراحات التي تنعش الاقتصاد العالمي، وتدفعه على تعويض ما فاته بفعيل تأثيرات “كورونا”، والعمل على استعادة العافية من جديد، وستكون البداية عبر التوصل إلى لقاح آمن للفيروس.
في هذه الاجتماعات، لن تتحدث المملكة باسمها فحسب، وإنما باسم الدول الإسلامية والعربية وغيرها من دول العالم الثالث، التي تثق في أن المملكة خير من يمثلها في مثل هذه الاجتماعات، وتنقل صوتها ومطالبها بأمانة إلى قادة الدول الكبرى، عندما يحددون الخطط الرامية لإنعاش الاقتصاد العالمي، بعد مرحلة الجائحة.