[ميناء القطيف 37] من “زفر” السمك إلى حياة النخلة مع الإنسان

[من أوراقي 37]

(1)

ميناء القطيف

مسيرة شعر وتاريخ

عدنان السيد محمد العوامي

للسوق قسمان؛ قسم فيه خضروة

مع اللحوم وقسم للسماميك

سل البحار عن الملاح كيف قضى

حياته في الشواعي والسنابيك؟

والجالِبوت مع البتِّيل بعدهما

بقارةٌ ثمَّ بومٌ ذو الشرابيك

أحمد بن سلمان الكوفي

منذ كم وإلى كم أفاض الله ديم نعمه، وسيول هباته على عباده العابرين من هذا الميناء؟ اللؤلؤ والصدف زينة ترف، وبطر، والسمك زادًا ومعيشة، ونحن إلى الآن لم نستوف المتاح من أسمائه وأجناسه، فهيا بنا نعرض ما بقي في إضبارتي من أصنافه، قبل أن ننتقل إلى غيره، فالحديث طويل.

بقية حديث السمك

لنصل – الآن – ما انقطع من حديث السمك

أولا – من القصيب:

أوذيني

عماد

حمراء

بقرة

بنت الطير

– بقرة: عماد، أحمر أو حمراء، أوذيني، بنت الطير، ضلع (مر باسم لحلاح).

ثانيًا- من الحت:

                                سادة

شعري/باشخين

بني

بني قطيفي

بيسر

جرادة

تيتي

 

نيتر، سيد، بيسر، عنقود،  تيتي، باشخين، فطام، بني، بني قطيفي، جرادة.

أما تقدير ما يصاد من الأسماك فقد خلت منه حتى تقارير المعنيين الأجانب، باستثناء النقيب البريطاني جورج فورستر سادلير الذي زار القطيف في شهر يونيو سنة 1819م، فقدر الرسوم الجمركية التي تستوفى على السلع، لكنه لم يضع رقمًا محددًا لرسوم الأسماك، مكتفيًا بعبارة: (رسوم ضئيلة)، أما ما شاهدته أنا وأبناء جيلي في ابتداء سنة الإدراك فكان السمك والربيان وفيرًا جدًّا، يزيد عن حاجة السكان بكثير، فيجفف لأيام الشتاء، والأسفار، وما زاد عن ذلك تعلف به الماشية وتسمد به المزارع.

 

ثروات أخرى منسية

أمَا زال في الوِطابِ شيء بَعْد؟ نعم. ما بقي أكثرُ مما مضى، فصدِّقْ ولا تشكَّ، فبعض ما بقي في الخوان عظيم الأهمية وإن كان محتقرًا مهينًا، كالطين وشقيقيه النخلةِ والماء، فهي أصناءُ لا تفترق، ولا تحيا إلا معًا. فأمَّا الماءُ فقد أوفيتُ رثاءَه  -رحمه الله وإيّانا – في كتاب: (عيون القطيف – الفردوس الموؤود)([2])، وبقيَت النخلةُ والطين، وسنبدأ بالنخلة فنرَى ما أودع الله فيها من نِعَمٍ أسبغَها على عبده الجحود.

أجزاء النخلة:

1 – الجزء الأسفل الناجم من الأرض (العجز أو الأصل) أعطوه اسمين (الصَّنْبُور)، وهو أسُّها الثابت الناجم من الأرض، يبقى قائمًا إذا كسرتها الريحُ، أو شاخت فانكسرت بفعل الَهرَم، أو قُطَعَها المسجِّنُ قَطْعًا لا قَلْعًا.

2 – الجزء الأسفل نفسه إذا اقتُلِع من الأرض قلعًا يسمى (جِزْمة)، مشتقٌّ من الجَزْم، وهو القطع فيكون المعنى: قِطْعة.

3 – الجزء الكامل ما بين العجز  والجمًّارة (رأس النخلة).

استخدامات الجزء الكامل

1 – في المزارع يتخذونه جسرًا للعبور، يضعونه على المصارف الواسعة.

2 – في المنازل يضعونه جسرًا يُحمل عليه سقف المربعة (الصالة) إذا أرادوا الاستفادة من المساحة بالاستغناء عن الاسطوانات.

3 – القناطر أو القساطل: بعض بساتين النخيل يَقسِمها مجرى تقطعه ساقيتها الرئيسية، فيأخذون جذع النخلة كاملا، ويشقُّونه من وسطه شقًّا طوليًّا فيصير قسطلاً يضعونه قنطرةً فوق المجرى فيعبر بها الماء إلى القسم الآخر من البستان

4 – يقطعونه إلى قطع بطول يناهز المتر ونصف، أو أقل، ثم يشرِّحونه شرائحَ يسمونها (سجين)، يتخذون منه وقودًا للمسلَّقات (جدران بمثابة التنانير يضعون عليها قدور السلوق )، والسجين وردت في شعر العرب، قال ابن مقبل:
فإِنّ فينا صَبُوحاً، إنْ رأَيتَ به
رَكْباً بَهِيّاً وآلافاً ثَمانينا
.
ورَجْلةً يَضْرِبون الهامَ عن عُرُضٍ
ضَرْباً، تواصَتْ به الأَبطالُ، سِجِّينا
.
قال الأَصمعي: (السِّجِّين من النخل السِّلْتِينُ، بلغة أَهل البحرين). وأقول: وهل من شك في عروبة البحرين؟
وقال علي بن المقرب العوني:
عَزَّت أَوائِلُهُم قِدماً بِأَوَّلِنا
لِذاكُمُ عَزَّ تاليهِم بِتالينا
.
كَم قَد كَفَيناهُمُ مِن يَومِ مُعضِلَةٍ
لَوَ اِنَّهُم مَن عَلى الحُسنى يُكافِينا
.

استخدامات الصنبور:

1 – يقطع عنقه، ويُحفر مقطعه الرأسي ويعمل في رأسه حوض مقَعَّر، فإن استخدم لعلف الماشية فهو مطعم، وإن استخدم لدقِّ الحبوب كالحنطة والرز الهندية (الرز الأحمر)، وما ماثلهما كالسمسم والدُّخن، فهو – في اصطلاحهم – امْدَگْ (مَدَق)، ومِيْـﮕْـعَة،  (مِيْقْعَة).

2 – الاستخدام الآخر: يحفرون وسطه حفرًا طوليًّا فيصير حوضًا يسمونه (جِفنة)، فيضعون علفًا، مطبوخًا يسمونه “الفُخَّارة” يؤلفونه من فضلات طعامهم من الرز والكسكسة (فضلات الأسماك)، ونوى التمر، يضاف إليها الفرفخ، (ما يعرف الآن بالبرير: حشائش نصف مائية)، وتطبخ معًا، ثم تقدم للأبقار  مع القت (البرسيم) والحشائش، والدخن.

استخدامات الجذع

 الجذع هو الجزء الواقع بين الصنبور والجمَّارة (رأس النخلة)، يُقَطَّع طوليًّا، فينتج منه عدَّة جذوع بحسب سمك النخلة ومتانتها وطولها، وهذه الجذوع لها استخدامات كثيرة تفصيل ما أتذكره منها :

أولا – في المزارع والبساتين:

1 – في بساتين النخيل والمزارع الموسمية: تستعمل زكائزَ لحمل سقوف العِشش، والعُرُش، والتعاريش، والصرائف (جمع صريفة: العشة الصغيرة)، والعنين (جمع عِنَّه: عشة مبنيَّة من السعف المزفون، ومملَّطة بالطين من الداخل)، والنُّوَش (جمع نُوشة: عُشيشة يختبئ فيها البواردي “القناص”)، وكذلك الجسور، والحظران، والقواطع، والمنطل (موقف الساقي في الجليب، أو القليب: خوض واسع لسقي المزارع)، والمساكر (جمع مسكر: الفَوْهَة تبدأ منها الساقية أو مجرى الماء من العين)، وكل ما يستظل به، أو يستند إليه أو عليه، والسَّجَم (سرير النوم يصنع من الجذوع والجدائن، (جمع جدينه: الطَّوْف Raft”” يجدل من الجذوع، أو الجريد والحبال)، والعزرالة (سقف نصفي أوطأ من سقف البيت أو العشة، تحفظ فيه المؤونة كالبصل ونحوه)، وفي المَسْحة (والجمع مسحات: بناء مربع يصنع من السعف أو الجريد أو يبنى من الجص والحجر، وتسطح أرضيتها بملاط قوامه الماء والرماد، تعمل بها مجار طولية تَصُبُّ في مجرى رئيس يتَّصل بحوض يسمى الجابية “يجتمع فيها الدبس”)، ويكوَّم عليها التمر بعد تجفيفه، وكذا في الـﭽـناديد (الكناديد مخزن التمر بعد سداﭼـه “سداكه” في الـﮕـلال “الجلال”)([3])، واستخدامها فيها كاستخدامها في المسحة؛ إذ إن أرضيتهما مسطوحة بالكيفية ومادة الرماد نفسها.

 

ثانيًا – في المدن والقرى:

1 – في المنازل: سقوف الدور والغرف والخَلوات (جمع خَلوة: غرفة في سطح المنزل يتخذها صاحب المنزل خلوة أو مجلسًا)، والسوابيط (ممرات مسقوفة فوق الطرقات، والأزقة)، وهذه موجودة إلى الآن في الأحياء القديمة محتفظة بقوتها وصلابتها رغم مرور مئات السنين عليها، وما ينبغي لفت الانتباه إليه قبل مغادرة هذه الفقرة أن الفضل في بقائها طيلة هذه السنين يعود إلى  طبقة الِنَّـﮕـال (النَّقْل) ([4])السميكة التي توضع فوق الجذوع، تحت طبقة الجص والحشو (جحارة صغيرة تفرش على الجذوع وتغطى بطبقة الجص النهائية). لا يخفى أن الِنَّـﮕـال ضرب من المكسَّرات يقدم في الأفراح ويقدم للضيوف، فما هي الغاية من وضعه فوق الجذوع؟ ليس للوقاية من المطر يقينًا وإنما السر في رائحته الطاردة للسوس. هذا يعطينا إشارتين أولاهما مدى الخبرة التي اكتسبها البناء القطيفي، وربما الخليجي، إن كانت هذه المادة معروفة في بلدان الخليج الأخرى، والثانية مدى الثراء الذي كانت تنعم به البلد؛ إذ لا مقارنة بين كلفة النقل المادية والجص والحجارة.

وإذا كان الجذع قصيرًا يحتالون بالكبش (قطع قصيرة من الجذع يثبتونها بارزة في الجدار على مسافات محسوبة، يضعون فوقها ما يلزم من الجذوع لعمل ما يشبه الحجاج أو الرف لتقصير المسافة، وتثبيت جذوع السقف يسمونها سالفة) ([5]).

ومن استخدامات الجذع في المنازل الطرَّة فوق الباب، وعتبة الباب العليا (Lintel)، وفي سلم البيت يشكل أساسه العظمي الذي تركب عليه العتبات، وفي المنازل المفصولة عن بعضها يعملون من الجذوع جسرًا يربط بين قسمي البيت.

2 – الجاخوار (السكلَّة يستخدمها البناؤون) للوقوف عليها إذا ارتفع البناء.  

3 – لن يصدق أبنائي الشباب أنَّ آباءهم، وليس أجدادهم وحسب، كانوا ينجرون أبواب منازلهم ونوافذَها من النخلة، وما يزيدهم شكًّا أنهم رأوا بأعينهم أبوابًا ضخمة مزخرفة بالنقوش والآيات القرآنية، وبعضها ما زال موجودًا، فكيف يصدقون بأنَّ بعضها من جذوع عمتهم النخلة؟

4 – في البحر: يدخل في جدار الحظرة، وينصب علامات إرشادية، أو تحذيرية على الأماكن الخطيرة على السفن، كالفشوت، وكذا على المخاضات والمعابر، كما في مقطع تاروت قبل أن يستبدل بإسطوانات مبنية بالجص والحجارة)، ويعمل منه جدائنُ (Rafts) للتنقل، وحمل الأشياء الثقيلة في المسافات القصيرة كما في عمل الحظور حيث يوضع عليها الجريد.

5 – في القبور

تتذكر ما قلته إن النخلة يستعمل جريدُها في صناعة المهد، وبعد مسيرة  طويلة رأينا النخلة في رفيقة الإنسان لا تنفك عنه، ولا يستغني عنها في غذاء ولا وقاء حتى نهاية حياته، فحتى إذا تخلى عنه ذووه فغسلوا أطراف أصابعهم من تراب قبره، وغادروه تبقى هي معه سقفًا للحده، وشاهدًا منتصبًا على قبره.

الجمَّارة

الجمارة هي رأس النخلة، ويحتوي على:

1 – الليف، يصنع منه الحبال بأنواعها، والحبال ذاتها تدخل في كثير من المصنوعات كالأربطة والعلاَّقات (جمع علاقة)، والمقابض بأنواعها، والمنسوجات؛ مثل سدى المديد، والسجاد، وجميع ما يستعمل في البحر من حبال كالخراب والديِّين (كيس يجمع فيه الغواص ما يلتقطه من المحار من قاع البحر)، وحبال جر الغواص، وحبالا الغزل، (الشبك) الأعلى والأسفل، وفي النقل في البر عدة الحمار: البِطان والبَدِيدة والحُومال، والثلاث الأخيرة من عدة (السرج)، والدفوف في زرائب الحيوانات، وفي المرجحانة (الأرجوحة): حبل متين يعلق بين نخلتين، أو اسطوانتين تسبل للأطفال يتأرجحون عليها في طيلة أيام موسم الحجِّ حتى عودة الحجاج، فكل أسرة يسافر أحد أو بعض أفرادها للحج؛ تنصب أرجوحة (مرجحانة (في مكانٍ مَّا من المنزل أو البستان، وتسبِّلها لجميع أطفال القرية يتأرجحون عليها، وينشدون الأناشيد، ومن الأناشيد التي كانوا يرددونها أثناء تأرجحهم:

يا مرجحانتي ذهب     مِشواطْها فضة([6]).

ومنها أيضًا:

الشوط شوط البطة      

والعن أبوه، من حطه؟

حطته سعادة             

سعادة راحت البر

اتجيب العيش لاخضر  

وتحطه في الصواني

صواني يا اخواني

تفو، تفو يا سنُّور

مكسُّر الغضاير

غضاير الشوربة

راحت خسارة، يا يُبَه([7]).

2 – الخَضَرة (والجمع خَضَر): السعفة قبل أن تيبس، فإن يبست فهي سعفة، هي قوام بيوت العشش، والصرائف،  والعرش، والعرائش، وحظران بساتين النخيل، وحظران زرائب الماشية، ومرابط الحمير وإسطبلات الخيل، والبرستجات المزفونة، والكراجيل، والنُّوَش، وأسقف المنادبين، وقواطع المراحيض العامة، وكثير غيرها لا أتذكرها.  

3 – الكرب (جمع كربة): أعرض جزء في السعفة، وله ثلاثة استخدامات أهمها الوقود، ثم الجلوس، ثم النظر، والنظر يراد به ما يكتب فيه من الورق، وما يكتب عليه، وصلة الكربة بهذا ان التلميذ عند دخوله المعلِّم (الكتَّاب)، تلصق له ورقة على كربة لتقويتها فتتحمل الكتابة عليها.   

4 – التليل (ساق السعفة السفلي)، تتخذ منه دعامات التربة في السواقي وغيرها.

السعفة

1 – تبنى منها حظران بساتين التخيل، والعشش وسقوفها، والحوط (جمع حوطة: مرابط الحمير والخيل – الاصطبلات)، وزرائب الأغنام، وحظائر الأبقار والعُرُش، والتعاريش، والعرائش، والصرائف، والعنين، والنُّوَش، والحظران بأنواعها، والقواطع، والمسحات، وكل ما يستظل به كافة، وفي جلد المجرمين تستعمل الخضرة يجلدون بها على ظهورهم.

العسقة
العسقة هي يد العذق، هذه تشرح شرائحَ تسمى (مسو) تربط به ربطات الحطب وجنائب الحشائش والدخل والبرسيم.
العسو
هو العذق إذا نزع منه الرطب ويبس، وهذا ينتفع به مكانس ووقودًا للطبخ ونحوه.

الجريد

الجريد هو جسم السعفة الصلب إذا نزع منه الخوص، ويدخل في صناعات عديدة منها حوائط البرستجات (والمفرد برستج)،  والكَبَر (الدور الثاني من البرستج)، والكرجيل (غرفة في سطح البيت أو البرستج تتخذ مجلسًا في الغالب)، ومن الجريد مهود الأطفال، والأقفاص بأنواعها وأحجامها كأقفاص الدَّجاج، وأقفاص تصدير الرطب، والليمون والطوف (Raft)، وقد مر، والعمَّاريات (المفرد عمارية، مظلة صغيرة)، والكراسي المستطيلة (تستخدم في المقاهي غالبًا)، وبشتختة الشرَبات، وباشخون الخباز، وسقوف العشش والمنادبين (جمع مندبية، غرفة نصفها السفلي جص وحجر، والنصف العلوي جريد وخشب)، والغميلة (باب المزرعة أو البستان، وبعض البساتين يعملون حظارها من الجريد.

وكذلك يضعون الجريد في أرضية المعلق (وعاء مستيطل من الخوص) تقوية له، والـﮕَـدَر (القَدَر، لي أخو القضاء، بل عصا تتخذ مقياسًا يقيسون به الأطوال) والملالة (مثلث من الجريد يعلق بعلاقة من الحبال في سقف المنزل يوضع فيه الأطعمة ونحوها وقاية لها من الآفات)، وأكثر من هذا اتفاق المذاهب الإسلامية على استحباب وضع الجريدة الخضراء للميت، التماسًا لتأجيل العذاب ما دامت خضراء، والاختلاف أن بعضها يرى وضعها على القبر، وبعضها يرى وضعها معه في الكفن، وأداة تأديب للعصاة وخصوصًا التلاميذ، مفنها يتخذن الفلَكة

الخوص

جمَّةٌ هي استخدامات الخوص، وهو صنفان:

 أولاً – الأخضر، وهو ورق الخَضرة، ويصنع منه السميم (مفارش كبيرة ينشر عليها التمر لتجفيفه، وتوضع أغطية لسقوف العشش).

ثانيًا – الأبيض، ويخرج من الـﮕِـلب (القُلب) ([8])، يخرج من الجذبة (شحمة الجمَّارة) ([9])، وهو أكثر استعمالا من سابقه الأخضر، فمنه تصنع الحصر، وسجاد الصلاة، والمراوح اليدوية، والسناحات (جمع سناح: ساتر ينصب لفصل النساء عن الرجال)، والقفف والجراب، والزبلان (جمع زيبل)، والجفير والمعلقات (ليست السبع الطوال  المعروفة في الشعر الجاهلي)، إنما هي أوعية واسعة الاستعمال  للرطب والخضرة، والسمك والربيان والرطب والملابس، وما شابه من الاستعمالات، والمـﭽـاييل (جمع مكيال: وعاء من الخوص المسفوف للرطب وحفظ الملابس، والرز والحنطة والطحين، إلخ)

الجزمة

تستخدم الجزمة في توجين السواقي الكبيرة والسيبان (مصارف مياه النخيل)، وفي الدوغات وصيران الجص، والطباين (جمع طبينة: تشبه الصار إلا انها تعمل لحرق كناسة المزارع للتخلص من الحشائش وبذورها، وكذا الآفات).

الثمرة
أسهبت في حلقات سابقة عن التمر والسلوق وما يجلبان من ثروات، ونسيت الخلال على الرغم من أنني باهيت به مرة أمام ملك رحمه الله، قلت:
يا بْنَ عِبْدِ العَزِيْزِ، هَذِي نَخِيلٌ
هل رأيت النخيلَ تُضْمِرُ حِقْدا؟
.
عُمْرَها تَذْرِفُ (الخََلالَ) وتَدْرِي
أنَّها في نِهايَةِ العُمْرِ تُرْدَى
.
الخلال: ثمرة النخلة حال كونها خضراء فإذا قاربت التلوَّن سميت مزوي، فإذا تلونت صفراء أو حمراء، سميت بُسْرًا، فإذا بدأت في النضج صارت رطبة، وبعد ذا تصير تمرة.
ما تلف من النخلة بفعل القِدم أو الاستعمال الجائر، فمصيره النار وقودًا للطبخ أو التدفئة، أو التخلص من الفضلات والجيف.

 هذا ما خطر بالبال أثناء الكتابة، ولا يبعد أن تكون لها استخدامات أخرى نسيتها، فسبحان المنزه عن السهو والنسيان.

النخلة في الغناء

النخلة هبة الله للخليقة كافة؛ البشر أجناسًا وشعوبًا، والحيوانِ وحشِه وأليفِه، طائرِه وسائرِه، الراكض والزاحف، منها الغذاء والظل والسكن، الوكر والعش والوكن، فلا غرابة أن تدخل في أمثاله وتقاليده وغنائه. في هذه الروابط بعض أغاني الشعوب للنخلة.

1 – أغنية خليجية

https://chl.li/dgWsT

2 –  أغنية مغربية

https://chl.li/mjw6o

3 –  أغنية مغربية

https://chl.li/4UtqO

4 –  أغنية سعودية

https://chl.li/4jzQW

5 –  أغنية عراقية

https://chl.li/zaJJU

6 – أغنية مصرية

https://chl.li/1U6ZK

__________

([1])يوميات رحلة عبر الجزيرة العربين من القطيف على الخليج، إلى ينبع على الأحمر، النقيب جورج فورستر سادلير، ترجمها عدنان السيد محمد العوامي،  راجعها عبد المجيد سعيد الجامد، مؤسسة الانتشار العربي، بيروت، الطبعة الأولى، 1437هـ، 2016م، ص: 56 – 63.

([2])دار أطياف للنشر والتوزيع، القطيف، الطبعة الأولى، 2017م.

([3])الـﭽـندود، والفصيحة كندود): فارسية معرَّبة من كندو، أو(كندوك)، وتعني: جرَّة لحفظ الغلال، استعاروها لمخزن التمر مجازًا، انظر: المعجم الذهبي، د. محمد التونجي، وتاج العروس، والسداچ، فصيحها: السداك، والقلال، جمع قلة، فصحيها: جلال، وهي ظروف التمر، أي أوعيته.

([4])نوع من المكسرات يقدمونه قي الضيافة، ونثارًا في الأعراس.

([5])أحسبهم أخذوها من السالف، وهو ما لي مقدم الأذن. انظر: محيط المحيط.

([6])مرجحانتي: أرجوحتي، ومشواطها: الحبل الذي تُحرَّك به لتبدأ شوطها في التأرجح.

([7])انظر: قطوف وحروف، عدنان السيد محمد العوامي، مؤسسة الانتشار العربي، بيروت، ودار أطياف، القطيف، الطبعة الأولى، 1440هـ 2018م، ص: 91.

([8])القلب، مثلثة القاف: شحمة النخلة وأجود خوصها. محيط المحيط.

([9])محيط المحيط.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×