رضا ربيع غادر إلى نيوزلندا ليكون مهندساً فأصبح حكم كرة قدم نال شهادة أكاديمية في الاتصالات والشبكات بتفوق.. ويحلم بالتحكيم في المملكة

القطيف: شذى المرزوق

على غرار والده، الذي درس هندسة الطيران قبل أربعة عقود في نيوزلندا، حلم رضا آل ربيع أن ينال شهادة في هندسة الطيران من أوكلاند.

قبل 10 سنوات، قطع الفتى القطيفي حوالى 15 ألف كيلومتر، إلى أقصى نقطة في الشرق، بعد سنوات حصل على رضا على شهادتين؛ إحداهما في هندسة الاتصالات والشبكات، وأخرى في تحكيم مباريات كرة فالقدم.

أهلت الشهادة الأخيرة ربيع ليكون حكماً في مباريات الدوري النيوزلندي، التي يصنف منتخبها في المرتبة 161 عالمياً، يسبقه المنتخب السعودي بـ96 مرتبة. عبر الفتى لـ”صُبرة”، التي حاورته حول النقلة التي شهدته حياته، عن أمنيته أن يكون حكماً في الدوري السعودي.

قبل نيوزلندا، كان الشاب رضا عبدالله ال ربيع (28 عاماً)، مهتماً في رياضة كرة القدم، التي استهوته وشغف بها. ولأنها لم تتعارض مع مستقبله وطموحه الدراسي بالحصول على شهادة أكاديمية في هندسة الاتصالات والشبكات، التي من أجلها التحق في جامعة اوكلاند للعلوم والتكنولوجيا، واصل متابعة المباريات ومشاهدتها، والاهتمام بالتفاصيل التحكيمية التي لا بد منها في اللعبة الأكثر جدلاً.

ما لم يخطر ببال ابن القطيف حينها أن يتحول من طالب هندسة اتصالات، إلى متدرب في الدورات التحكيمية لكرة القدم في نيوزلندا أيضاً، وحكماً دولياً بعدها.

الدافع؛ خيبة الأمل

يقول رضا “حبي وشعوري بالشغف لكرة القدم جعلني متابعاً دائماً للأحداث الرياضية التي تفيد الرياضة في مملكتنا الحبيبة، ففي أواخر عام 2013، وتحديداً عندما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) القائمة النهاية لأسماء الحكام المشاركين في بطولة نهائيات كاس العالم 2014، في البرازيل. شعرت بخيبة أمل، لعدم وجود أي طرف سيمثل وطني في هذا المحفل الرياضي الكبير، والذي لم يكن لمنتخبنا التوفيق في المشاركة فيه، حتى من خلال طاقم تحكيمي”.

توجه رضا فوراً لمقر الاتحاد النيوزلندي لكرة القدم، للتسجيل في الدورات التحكيمية، كان متحمساً جداً لهذه الخطوة، خصوصاً عندما تم الترحيب به ومساعدته في رسم خطته لتحقيق طموحه في هذا المجال.

يضيف “خضعت لاختبارات نظرية وبدنية، تتعلق بقانون لعبة كرة القدم عام 2013-2014، كانت مرحلة تجريبية بحت لتحديد نقاط قوتي في هذه المهنة، وتم منحي فرصة تحكيم مباريات في مختلف الدرجات السنية”.

محطات تحكيمية.. وتكريم

من هنا كانت البداية، فبعد أن حكم مباريات لفئات سنية، تأهل ليكون حكماً مساعداً، بعد ما اكتسبه من مهارات ومزايا لمسها مقيمو الحكام.

عام 2015، تم تصعيده ليكون حكماً مساعداً رسمياً في الدوري النيوزلندي للشباب، وفي تلك الفترة حصل على جائزة الاحتراف في التحكيم من اتحاد مدينة اوكلاند لكرة القدم. لكنه يقول “إن التكريم الأهم كان من القنصل العام للمملكة العربية السعودية أحمد ناصر الجهني”.

جائزة التميز التحكيمي

في العام نفسه، تم إرساله إلى مدينة برزبين الاسترالية، لحضور دورة تحكيمية، يشرف عليها الحكم الإنجليزي الدولي السابق مارك كلاتنبرج. يتابع “عام 2017؛ تم تصعيدي إلى الدوري النيوزلندي الممتاز، وحصلت على رخصة المستوى الرابع في مجال التحكيم. وفي أول موسم حصلت على جائزة الحكم المساعد لعام 2017، المقدمة من الاتحاد النيوزلندي، نظراً لأدائي اللافت حينها”.

يرى أن أهم أسباب التطور الذاتي هو “الاستمرارية في ممارسة التمارين اليومية، وتطبيق نصائح مُقيم الحكام”، معتبراً أنها “عوامل ساعدتني على تطور مستواي على الصعيد البدني والذهني أثناء المباريات”.

الطموح الوطني

أيضاً يرى أن التحكيم في نيوزلندا في تطور مستمر وتحد لإثبات الذات، عازياً ذلك إلى “عدم استخدام التقنيات الحديثة التي دخلت عالم كرة قدم خلال السنوات الماضية، مثل تقنية خط المرمى وتقنية الفيديو”، ويرى أن هذا الأمر “ربما ينعكس إيجاباً على الحكام، لرفع جودة التركيز الذهني طوال المباراة”.

يستدرك رضا “طموحي هو الاستمرارية في تقديم كل ما لدي، وأن اتشرف أن أكون حكماً مساعداً في دوري الأمير محمد بن سلمان، وأسعى لأن اُشرف مملكتنا الحبيبة على جميع الأصعدة، وأكون خير سفير لها في شتى المجالات. ونمضي قدما للإمام معاً مع قائدنا صاحب الرأي والرؤية الأمير محمد بن سلمان حفظ الله”.

يقول آل ربيع، إن “الهواية التي تحدد هدفك منها، وتطمح لتحقيقها لا تقف أمامها أي عثرات ولا حدود، طاللما هناك عزيمة قوية تدعمها بالتوجه الصحيح، ما يعني أنك ستكسب رهانك وتحديك لذاتك، بتوفيق الله”.

على خطى الوالد

بالعودة إلى سبب ذهابه إلى نيوزلندا، يروي رضا “كان السبب الرئيس أن والدي حفظه الله سبق أن درس وتخرج من إحدى المعاهد، في مجال هندسة الطيران في ثمانينيات القرن الماضي”.

بدء آل ربيع دراسته الجامعية عام 2010، في مجال هندسة الاتصالات والشبكات في جامعة اوكلاند للعلوم والتكنولوجيا في مدينة اوكلاند. كان هدفه هو “التركيز الكامل أكاديمياً للحصول على أعلى الدرجات. ولله الحمد ومنه التوفيق؛ أنهيت المرحلة الجامعية عام 2015 بدرجة امتياز، ومنحتني الملحقية الثقافية السعودية في نيوزلندا مكافأة التفوق الدراسي”.

يختتم الشاب رضا آل ربيع حديثه إلى “صُبرة”، قائلاً “إن النجاحات المختلفة، سواءً كانت رياضية، أو أكاديمية، وحتى التي تحققها على مستوى سلوكي وذاتي، لا تأتي على طبق من ذهب، إنما السبيل لها الاجتهاد والإصرار، مع وضوح الهدف”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×