هند جبرت عظام المرضى وكسرت قلوب الأحبة.. بالرحيل "ملاك نقي" لم يعرف الا خدمة الناس وإسعاد من حوله

القطيف: ليلى العوامي

“جبرت الكسور، كسرت القلوب برحيلها”، هي الجملة التي تكررت على لسان كل من رثى هند حسن بوفلاسة، التي رحلت إلى عفو الله ورضوانه يوم الخميس 19 ربيع الأول الماضي، ليلة الجمعة، وبعد صلاة العشاء سلمت روحها إلى بارئها.

رحلت هند، مخلفة حسرة في قلوب زميلاتها في مستشفى القطيف المركزي لحوالى 30 عاماً، فنية تمريض، لكنهن يحمدن لله ان كتب الله خاتمة خير، مشيرة إلى أنها “مسالمة مناضلة، لم تشتك وجع القلوب، وأخطاء النفوس، كانت تردد دائماً الله يسامح فلان، الله يهديه. ولا يفتر لسانها عن ترديد عبارة “الحمد لله، والشكر له”.

وحتى إن أخطأ في حقها مُخطٍ لا تسمعها تقول له إلا: جزاك الله خيراً.. مبتسمة شفوقة. وصفتها إحدى زميلاتها “رحمة تمشي على الأرض. لم يشعر بها إلا القليل، ورحلت فبكاها الكثير”.

كسرت القلوب برحيلها

أحلام حبيب المرهون، ممرضة في مستشفى القطيف المركزي، تقول “جبرت كسور العظام وكسرت قلوبنا برحيلها المفاجئ. عملت في عيادة الجبس، ولم يسبقها أحد في هذه العيادة، في هذا العمل الشاق مع الكسور والجبائر”، مضيفة عنها “زميلة دراسة وعمل، وأخت لم تنجبها أمي”.

تتابع أحلام، عن هند “تعلمت منها الكثير، خطوة بخطوة كانت معي في أهم محطات الحياة؛ دراستي، عملي، خطوبتي وزواجي. كانت خفيفة روح. كل أهلي يحبوها ويعرفوها أختاً ليّ ولهم. من يشاهد صور زفافي؛ يظن أن أهلها هم أهلي”.

تستعرض المرهون، ما تعلمته من الراحلة البوفلاسة، “علمت عادة عملنا بها طوال فترة صداقتنا، لنكسب الأجر والثواب بإفطار الصائم، تفطر عندي يوماً، وأنا عندها آخر سنوياً. علمتني كيف أحول اللقيمات من أشكال فضائية إلى ما يجب أن يكون”.

رحلت هند، وبقيت ذكرياتها بصمة في خاطر أحلام وزميلاتها، تقول “كانت تشاركنا الأفراح والاتراح”، مخاطبة صديقتها بالقول “رحيلك غصة أقبلها بقول: لا حول ولا قوة الا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون”.

30 عاماً أمضتها هند البوفلاسة تخدم مرضى مستشفى القطيف المركزي.

عطرية العطاء

شروق الحواج، ممرضة عيادات في المستشفى، وصفت هند بـ”الملاك النائم”، تقول مخاطبة صديقتها الراحلة “ما أجمل اسمك هند، أحبتك الأرواح قبل العيون. هكذا هو الموت؛ هو الحقيقة المرة التي لا يمكننا تكذيبها، حتى وإن تجرعنا مرارتها. رحلت يا عطرية العطاء، فآلمنا فراقك حتى النخاع وصدمنا رحيلك المفاجئ. شلت المعاني وعجزت الحروف عن التعبير عن الآلام بوجداننا”.

تضيف “عرفك الجميع، وأنا إحداهن، ولا أذكر الوقت، ولكنه منذ زمن ليس قصيراً، فقد كنتِ الأولى التي تجرأت على دخول عالم الجبس وتجبير الكسور بقامتها المهيبة. ولم تتركيه يا غاليتي حتى غيبك الموت، وكسرت قلوبنا”.

لم تملك هند البوفلاسة القدرة على جبر كسور العظام، فكما تصفها الحواج بأنها كانت  “تجبر الخواطر، فضلاً عن الكسور”، مضيفة أن “آلام الفقد يعجز اللسان عن وصفها، هذا هو شعورنا جميعاً”.

تستحضر شروق محادثتها الأخيرة مع هند، “كانت قبل سويعات من رحيلك من الدنيا، ولو علمت بأنك سترحلين؛ لودعتك كما تستحقين. لا زلنا نراك يا سخية العطاء، وانتِ لا تردين أحداً يدق بابك، أو يطرق قلبك، ومواقفك معنا هي أعظم شاهد ودليل. ورغم آلامٍ كنت تعاني منها في حياتكِ؛ إلا أنك كنت تحاولين مساعدة الغير، تستقبلين الجميع في عيادة الجبس المتواضعة، لجبر الكسور، وأحياناً لجبر القلوب يا أيتها الصبورة”.

تتابع “لم أكن أعرف أن جميع هذه القلوب تكن لك كل هذا الحب والتقدير، يا من تركتِ حكاية لؤلؤية في حياة كل منا. هند الملائكية لقد اتفق الجميع على طيبتك اللا متناهية، والتي حافظت عليها، رغم مرارة الحياة ووعورة الطريق وصعوبة الظروف، لذلك نجحت وغادرتي هذه الدنيا بجدارة في ليلة الجمعة. فهنيئاً لك ما قدمتي لنا، وهنيئاً لنا أن نلنا من أياديك العطوفة هذه العطاءات. ثقي تماماً بأن هداياك قادمة لحيث ترقدين تحت عين الله. أتعلمين أن يوم الجمعة وعند سماعي الخبر بكيت مطولاً، ولم استوعب رحيلك. يا ذات الروح الطاهرة ستنالين جميلاً من الله ورضا ورحمة. فمثلما يعود النهر إلى البحر؛ هكذا يعود عطاء الإنسان إليه. رحمك الله يا هند المشرقة النقية. كان أسبوع فقدك كئيباً طويلاً بارداً كالموت، وقرر الجميع الحداد عليك، وكل منهم بطريقته. دموع وألم وعزاء ورثاء ومواساة، وذكرى لن تنتهي لمن أعطتنا، فوجب علينا العطاء لها. عسى الله ان ينير قبرك ويرزقك جنة عرضها السماوات والأرض.. أخيراً أعذري ما سكبته من أليم حرفي وسواد حبري، فهو لا يصل إلى مقامكِ الرفيع في هذه الروح. وأعلمي أنك رحلت لمن هو أرحم منا وثقتنا فيه مطلقة. فعظم الله أجورنا في فقدكِ. دمت نقية فينا، ولك ورود من الدعاء”.

كرم البوفلاسة دفعها لإعداد القهوة لزميلاتها يومياً.

نتنفس برائحة بخورها

آمنه كعيو، أخصائية سمعيات في مستشفى القطيف المركزي، تقول عنها “كانت ملاكاً يعيش بين البشر، لم نر منها إلا كل جميل وحَسْن، تأسرك بهدوئها ورزانتها وكرم ونُبلِ أخلاقها، كانت دُرة ثمينةً بيننا. نتنفس الصباح رائحة بخورها وقهوتها المميزة عندما نمر بباب مكتبها”.

تضيف كعيو “أحياناً تكون عاجزاً عن الكتابة، ليس لأنك لا تستطيع ذلك، وإنما تقف حائراً ماذا تريد أن تكتب؟ وما تلك الكلمات التي تريدها؟ حينها تخشى أن يخونك التعبير الوصفي لذروة الشعور بالحزن بفقدك إنسان عزيز وغال أسر قلوب الجميع بحسن خلقه ونقاء وصفاء قلبه، فتخشى ألا تعطيه حقه كما يجب”.

تتابع آمنة “عجزت أن أصفك يا هند بكلماتي البسيطة والتي لن تفيك حقك أبداً. وخارت قوى قلمي عن كتابة ما تستحقينه من وصف بماذا أبدأ؟ كيف سأنتهي؟ أتساءل حينها أي نوع من البشر أنت؟ كنت ملاكاً على هيئة إنسان بتصرفاتك، تعاملك مع الآخرين، قلبك الكبير الذي احتوى الجميع، حركاتك، سكونك، وأشياء كثيرة فيك. تضحياتك لمن حولك، سعيك الدائم للخير، هدوء حديثك، ضحكتك الهادئة، نبرة صوتك الحنون، محاولاتك لنشر السعادة قدر ما تستطيعين. وغير هذا الكثير والكثير. ألف رحمه عليك هنودة الطِيبة والتواضع واللِين، ها أنت رحلت لدار الآخرة، لكنك سكنتِ قلوب الجميع، ستظلين معنا بروحك الجميلة الرائعة مهما بقينا فسيرتك عطرة وخالدة”.

نعم الأخت

قالت عنها وسيلة اليوسف، من عيادات التمريض في مستشفى القطيف المركزي، “كانت نعم الاخت، ما شهدنا منها الا كل خير ومعروف وجميل، ابتسامتها تسبق محياها، خدومة ومسالمة، تعمل في صمت وجد، محبة للعمل، هنيئاً لها ما خلفت من الذكر الطيب والسيرة الحسنة، والله يجعل مثواها الجنة”.

وديعة عند الله

بحوقلة باكية، قالت صفاء طاهر الأسود “لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. إنا لله وإنا إليه راجعون. لله الأمر من قبل ومن بعد. ألمني خبر رحيل الزميلة هند أبو فلاسة، الممرضة المؤمنة الهادئة الطيبة منذ عرفتها. الله يرحمها رحمة واسعة تغنيها عن جميع العالمين، استودعنا روحها الطاهرة محمد وآله الطاهرين، هم أكرم الخلق على الله، ولا يردون دعائنا”.

تضيف الأسود “رحم الله هذه الروح المؤمنة الطيبة المتواضعة. التي أعطت سني عمرها لخدمة المرضى. اللهم أجعل لها كرامة منك يا أرحم الراحمين في الدنيا والآخرة. ربي إنا نحتسبها وديعة عندك يا أرحم الراحمين، ربي لا نعلم منها إلا خيراً وطيبة وخلق جميل، فتولاها برحمتك فيمن توليت، وأدخلها في عبادك الصالحين”.

غيمة تمطر سعادة

عائشة سعيد الخالدي، ممرضة في مكتب الطب الوقائي بقطاع الجبيل، عندما فكرت في كتابة شيء عن “فقيدة القلب الاخت” هند، احتار قلمها من أين تبدأ، وكيف تصف عشرة 30 سنة.

تقول “عرفت هند عام 1410، عندما التحقت في معهد القطيف الثانوي للتمريض، كنت قادمة من محافظة الجبيل، لا اعرف سوى زميلات الدراسة في الجبيل، كنت أشعر بالغربة في المكان، لا أعرف أحداً، فقررت ان التزم الصمت، رغم أنني اجتماعية، وفي ظل حيرتي جاءتني هند، وسألتني: ليش محتارة وصامتة؟ فرحت كثيراً، واخبرتها بكل ما يدور في داخلي من تساؤلات، كان الجواب منها ابتسامة وإجابة شافية: احنا مع خواتنا وأهلنا بنات القطيف، ولا تسمعي إلى أي شيء ثاني. ومن يومها وأنا أمشي بنصيحتها، وربيت أولادي على هذه النصيحة”.

تضيف الخالدي “منذ أن عرفت هند؛ لم أعرفها عنها سوى البسمة الجميلة والنصيحة الصادقة، والإيثار حتى على نفسها. لم اسمعها يوماً تقول: أنا أبغى. كانت سعادتها في قضاء حوائج أهلها وصديقاتها، وكل من طلب منها حاجة أو خدمة. لم أسمع عن هند الا مخافة الله والطيبة والتسامح، كانت دائماً تطلب ما عند الله”.

مواقف لا تنساها ذاكرة الحنين، تقول عائشة “نصحتني بشراء بيت، وقالت لي بالحرف: انت الآن بصحتك، وفي بدايتك، والحياة هينة ورخيصة، اشتري بيتاً يلمك من غدر الزمن، والا بزعل عليك”، مضيفة “لم أكن اتحمل أن تزعل علي اختي هند، وفعلًا اجتهدت واشتريت البيت، وكانت أول من بارك لي، وزارني فيه. اليوم أنا أدعو لها في كل لحظة بسبب مشورتها هذه. كانت حريصة على ان نجتمع في رمضان على الإفطار”.

في ذاكرة أولاد عائشة، أشياء وأشياء من هند “كانت تحرص على إسعاد عيال صاحباتها، كانت تأخذني مع أولادي في سفرها للكويت أو دبي، تحاول الترفيه عن الأطفال بالأشياء اللي يحبونها. وعندها سعة بال وصبر. هند كانت مثل الغيمة تمطر على من عرفها سعادة وراحة.

خدمة ضيوف الرحمن كان آخر انتداب لهند قبل رحيلها.

اللقاء الأخير

تضيف الخالدي “آخر لقاء لي معها كان في الانتداب للعمل في المدينة المنورة، لخدمة ضيوف الرحمن في الحج، كنا نسكن في غرفة واحدة، كانت أجمل أيام، قضيناها نستعيد فيها ذكرياتنا”.

قبل وفاتها بيوم كان آخر اتصال بين عائشة والفقيدة “كنا ننوي تقدم واجب العزاء لزميلة في وفاة ولدها، اتصلت بها يوم الثلاثاء، وموعد زياتنا كان السبت، لكن حال قضاء الله بيننا، وانتقلت إلى رحمة الله الخميس، وفعلاً كنت السبت في عزاء فقيدة قلبي اختي هند”.

تتابع “رحلت هند، ولكن تركت في قلبي غصة حزن ووجع على فراقها لن تنتهي. اسأل الله جل جلاله ان يذيقها حلاوة الجنة وريحها وطيبها، وأن يجعل لقائي بها في الجنة مع الحبيب المصطفى محمد وآله وأصحابه. آمين يا رب العالمين”.

‫12 تعليقات

  1. الله يرحمك ياهند خطفتي قلبنه قبل عيونه رحتى وكسرتينه والمني فراقك فجاه بدون سابق إنذار رحمك الله يا القلب الحنون

  2. الله يرحمها ويغفر لها ويجعل مثواها الفردوس الأعلى من الجنة والله يصبر قلوب محبينها ويجبر كسرهم ب رحيلها?.

  3. اللهم اجبر كسر قلوبنا على فراقك نعم الأخت مهما باعدتنا الايام والازمان والدروب رحم الله وجها لا تفارقه الابتسامه. جبر الله قلوبكم ال بوفلاسه فلقد كانت قمة في الأخلاق والرقي. واقسم بالله العظيم اني افتقدها كثيرا و المني فراقها كثيرا ولكن لي امل ورجاء عند الله أن نلتقي بها في جنات الفردوس تحت عرش الرحمن الرحيم. إلى جنان الخلد يا هند بنت حسن

  4. هند احبك كثيرا لم اتوقع اني متعلقة بكي الى هذا الحد اشعر اني امشي بسراب كانت امي هي امي وانتي اختي وابي عندما ظهرت على هاذي الدنيا لم اجد اب في حياتي انتي ابي واختي والاخت الكبرى الحنونه انتي ام الى ابنائي واختاًالى زوجي لم تعرفين الزعل ولا العتب تحملتينا كثيرا سامحيني يا اختي يانور قلبي اذا قصرت معك يوم من الايام لا اعلم ماذا افعل من بعدك من استشير في حياتي كنتي الدليل المرشدة اشعر بضياع واعجز عن التعبير لا اوفيك حقك يا ختي لن ترحلي عن بالي لحظة اشتاق لك كل لحظة
    نحمد الله على نعةالايمان ونعمت الصبر
    رحمك الله اختي الغاليه وجعلك الله في الفردوس الاعلى مع الصدقين والنبين
    اختك نهاد ال ابو فلاسه

  5. كانت من ملائكة الرحمة( ممرضة) التي خدمت مرضاها بكل حب ورحابة صدر ، وكانت ملاكاً دائماً في قلوبنا وأعيننا،رحم الله تلك الملامح الجميلة التي تداعب مخليتي في كل ثانية أمي الحنونة وقدوتي الجميله ،سوف اكمل مشوارك بأذن الله بكل حب وشغف مثلك تماماً (بنتك جميله العميري)

  6. امي هند هي ام الكل كانت لي أم و كانت و هي عمود الكل و تحب تقدم الخير حق الغريب و القريب في يوم الخميس انكسر قلبي و جزاء من حياتي ناقص الله يرحمك ماما هند

  7. افتقدتها كثيراً أصبحت ورده ذابله بعد رحيلها عندا التفكير بها عندما اعلم انني لم اسمع صوتها ولم أرى أبتسامتها ينبض قلبي بسرعه وتسيل الدموع انها قدوتي في الحياه وسأفعل قصار جهدي لكي اكون قدوه حسنه ويقتدي بي الاخرين مثلما اقتيدت بها ماما هند ذهبت ولاكن روحها الحلوه وذكرياتها الجميله لن ترحل …
    ربي أرحمها و أغفر لها ربي أجعلني أنا ومن احب من اهل الجنه يارب ألتقي بها في جنات النعيم امين
    ربي أنر قبرها امين يارب العالمين ..?

  8. من بعد رحيلها اشعر بأنه الدنيا يوم بعد يوم تضيق وتضيق تضيقق من عيونانا وليس لذاك العيون اَي سعه ف اللهم في دنياانه الضيق وآخرتنا السعه والرحهه الدئمه وشرحت قلوبنا وقلب من نحب اللهم اني استودعتك روح ملاگة قلوبنا في الأمن والأمان وارحمها واجبر كسرنا وكسر قلوبنا وبشرنا في الاخره لقى جميل مع هند ال أبوفلاسه ومع من نحب وترتح لهم قلوبنا لم ننساك طوال الحياة?

  9. هند وماذا اقول عنها إن القلم يجف عن وصفها والقلب يتألم لفقدها آلمني رحيلها فجأة بدون وداع هي لم تكن زميلة دراسة و زميلة عمل مع ابنتي بل كانت أكثر من ذلك كانت اخت لها وابنتي التي لم أنجبها وامها لم افرقها عن خواتي تناديني اختي أم جمال وانا اناديها اختي أم علي وهند تناديني خاله كانت هي وأهلها نعم الاهل كانت مثل النسمه التي ترطب الجو أين ماوجدت وبلسم للجروح كانت مثل الفراشه مثل الورود وعمرها قصير مثلها لنا معها مواقف لا تعد وسفرات دبي والبحرين لتجهيز للخطوبة والزواج ابنتي أحلام وبعدها تجهيزات الي توزيعات الأحفاد وتجهيزات مفارشهم واسرتهم هي من كانت تشرف على ذلك لا أستطيع أن أعد خدماتها لنا رحمها الله وأسكنها فسيح جناته مع محمد صل الله عليه وآله وأهل بيته عليه وعليهم السلام

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×