أدخلُ وأغلقُ الوجود ورائي

أحمد الرويعي
.
القصيدة الفائزة بالجائزة الثانية في مسابقة راشد بن حميد
.
.
تُحَاوِلُ هَذِي الفَرَاشَةُ
أنْ تَخْرُجَ الآنَ!
منْ جُثَّتِي البَالِية
.
يَحارُ الصَّدَى
أينَ يَرْتَدُّ ذُعرًا؟
إذا ارتطمَ الصَّوْتُ فِي زَاوِيَة!
.
لَقَدْ ركَدَ النَّهْرُ..
واخْتَارَ أنْ يُخْبِرَ الرِّيحَ
عنْ وَجَعِ الهَاوِيَة
.
وقرَّرَ أنْ يَمْنَحَ اللَّيلَ
ما قدْ تَسَاقَطَ منْ نَجْمَةٍ عَارِيَة
.
أُدَحْرِجُ رَأْسِي عَلَى الجِسْرِ..
حتى أكَشِّفَ ألغامَهُ الخَافِية!
.
وأَسْكبُ عَيْنِي..
ليمشي إليهِا السرابُ بأقدامِهِ الحَافِيَة!
.
كمِ ارْتَبَكَ الموتُ
وهوَ يَمُدُّ يَدَيهِ إلى جَرَّةٍ خَاوِيَة؟
.
وكَمْ شَاهَدَ النَّرْدُ أحلامَهُ
مُقَيَّدَةً فِيْ اليدِ الرَّامِيَة؟!
.
وكمْ يَجْهَلُ الغَيْمُ مَوْسِمَهُ فِي الْهُطُولِ؟
فتُخبِرُهُ البَادِيَة
.
وقدْ تَخْسَرُ الرُّوْحُ..
لوْ كشَفَ الضَّبْحُ فِي المَاءِ صُورَتَها العَادِيَة
.
فَمُذْ جفَّتِ الأَرْضُ للآنَ..
و”الفُلْكُ” ينتظرُ اللَّعْنَةَ الآتِيَة!
.
نَدَامَى..
وكأسٌ يَتِـيـْـــمٌ!!!
يُقاوِمُ إِيمَاءَةَ الكَرْمِ فِي الدَّاليَة..
.
فَلا تُكثِرِ الطَّعنَ.
قلْ للكآبَةِ
أنْ طعنة فِي الرُّؤَى كَافِيَة
.
رَأَيْتُ القَصَائِدَ..
وهيَ تُحَاوِلُ أنْ تَسْتقِلَّ عنِ القَافِيَة
.
ويَأْتِي النَّدَى فِي الصَّبَاحِ
لكيْ يَشْرَبَ اللَّوْنَ
منْ وردَةٍ ظَامِيَة
.
وتَكْشِفُ تِلكَ الحِجَارَةُ:
أنَّ الْقُلُوبَ عَلَى نَفْسِها قَاسِيَة
.
فمٌ
كالنوافذِ يشهَقُ هَذَا الْهَوَاءَ
إلِى غرفةٍ خَالِيَة!
.
هيَ الأَرْضُ أُمٌ!
تَبرَّأَ مِنْهَا بَنُوها
ولكنَّهَا رَاضِيَة..
.
لَقَدْ أَفْزَعَوا نَخْلَةَ البُؤْسِ
لمّا رَأَوْهَا عَلى ظِلِّهَا غَافِيَة
.
إذَا ضَجِرَ البِئْرُ..
من سوفَ يدري؟!
سوى القاع والظلمة الغَاشِيَة
.
ومنْ سَوْفَ يَلْبَثُ فِيْ الكَهْفِ
غيرَ الَّذِي..
هدَّدَتْهُ السَّمَا الصَّافِيَة
.
عنِ الحَرْبِ..
إذْ يَبْحَثُ الخَوْفُ
بَيْنَ الْأَزقَةِ عَنْ طِفْلَةٍ نَاجِيَة
.
عنِ القَلَقِ المُرِّ
وهوَ يُهَدْهِدُ فِيْ العَقْلِ
أنهارَهُ الجَارِيَة
.
عنِ القَلْبِ
وهوَ يَصِيحُ: لِمَاذَا؟
فَتَصْفَعُهُ نَكْبَةٌ مَاضِيَة
.
تُحَاوِلُ هَذِي الفَرَاشَةُ
لكنْ..
لتَدْخُلَ فِي جِثَّةٍ ثَانِيَة!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×