خلطة مهرجان تضع خيال الأجرام السماوية وورق العنب والغرانولا في حديقة واحدة متطوعو "منارات مُشرقة" يصنعون نهاراً سعيداً في صفوى
صفوى: أمل سعيد
في دائرة مسيّجة بحاجز أسود؛ وضعت سارة سعد العوام طاولة عليها صندوق، وأمام الصندوق أظرفٌ صغيرة، في كل منها قصاصتان، إحداهما فيها بيت شعرٍ، والأخرى عبارة قصيرة. لكن قبل ذلك؛ تدعو سارة سعد الزائر ـ أو الزائرة ـ للجلوس على الكرسي، وإدخال رأسه في الصندوق، ثم تُخاطبه ـ أو تخاطبها ـ من خارج الصندوق وتطلب منه أن يتخيّل نفسه جرماً سماوياً، ثم تسوق إليه الأسئلة..!
أياّ كانت قناعة من يضع رأسه في الصندوق؛ فإن فكرة ابنة الـ 17 تحوم حول تخيّل بسيط، أن يضع الإنسان نفسه أمام أي جرم سماويٍّ يدور في سمتٍ ممتثل لإرادة الخالق. تبدو الفكرة بسيطة، وربما غير مجدية لبعض من يضع رأسه في الصندوق، إلا أن المحصّلة هي الركن الذي وقفت فيه الشابة المتحمسة لفكرتها؛ تريد أن تُثير التساؤل حول النفس والكون والخالق.
في حديقة العائلات
الركن في حديقة العائلات، مدينة صفوى، وفي المكان نفسه حضر 120 كادراً متطوعاً، واصطفّ 30 ركناً للأسر المنتجة، 8 أركان للمواهب، أركان صحية، ألعاب شبان، العاب أطفال.. كل ذلك وسط حشدٍ بشريّ غلب عليه سواد العباءات وأزياء الأطفال. هذا ما ظهرت عليه حديقة العائلات في مدينة صفوى، في النصف الثاني من نهار اليوم الخميس.
المتطوعون من خارطة القطيف كلها تقريباً، من صفوى، القطيف، سيهات، القديح، الجش، أم الحمام، العوامية، تاروت، أغلبهم فتيات في عمر اليناعة المتحمسة، تجمعن في الحديقة الواقعة في حي العروبة، وتسلّمن أدوارهنَ في التنظيم، وإرشاد الناس، ومساعدة أصحاب الأركان، بمشاركة قائمة أخرى من الشبّان المتحمسين للعمل التطوعي عبر مجموعة “منارات مشرقة” التي تنظّم هذه الفعالية للمرة الثانية في مدينة صفوى.
تطوع بالكامل
الفعّالية تطوعية بحتة، بذلت جماعة “منارات مشرقة” المكونة من قرابة 200 شاب، طبقاً لما قاله علاء نصر الله، بوصفه أحد قيادات الجماعة. وعلى هذا قال رئيس بلدية صفوى المهندس نايف القحطاني لـ “صُبرة” إن دور جهازه هو دعم مثل هذه الفعاليات التي تقوم على أكتاف الشباب، ودعا القحطاني الشباب المتطوع إلى تكرار الفعالية وتوسيع نشاطها، في المستقبل، واعداً ببذل البلدية جهدها من أجل إنجاح الأنشطة التطوعية. وكان المهندس القحطاني قد افتتح المهرجان بحضور رئيس جمعية صفوى الخيرية علي بن علي العالي.
وبدورها؛ أظهرت ولاية فريد الجهود التي بذلها فريق “منارات مُشرقة” في تجهيز الحديقة لاستيعاب الفعالية، والتواصل مع المشاركين بأركانهم وأنشطتهم، مشيرة إلى الهدف النهائي هو تجميع الطاقات الشابّة في أنشطة تعود على المجتمع بالفائدة، وجعل نهاية الأسبوع مناسبة مهرجانية طيبة، ووجهت شكرها إلى جميع الكوادر من الشبّان والكوادر الذين بذلوا جهدهم تطوعاً ومحبة من أجل إنجاز الفعالية التي حضرها الناس.
هريس وباستا
في الأركان المنوعة تجاور الماضي والحاضر، تجاورت “الهريسة” و “الباستا” في مكان واحد، و “الكليجة” القصيمية مع “اللقيمات” القطيفية، وورق العنب مع “الغرانولا”، ووسط الزحام تعددت خيارات البيع والشراء، ووجد المحتشدون في المكان التفضيلات التي تناسب كلّاً منهم. كان كل شيء يقول للموجودين “طُب وتخيّرْ”.
والرائق في المكان هو تفعيل دور الأسر المنتجة، وأصحاب الهوايات والمهارات. وفيما تفرّغ رسامون لإعداد بورتريهات؛ تخصص خطاطون في إعداد لوحات خط، إلى جانب نشاطٍ مشابه على طاولة قريبة تحلّقت حولها فتيات للرسم، والتصميم اليدوي.