حكايات من اللجوء الفلسطيني الشاهد من فلسطين.. والمُموّل غربي
حسين منصور الشيخ* |
كنتُ أطالع وأقرأ السير الذاتية التي تكوّن مادة هذا الكتاب (حكايات من اللجوء الفلسطيني)، وما خطر ببالي حولها أمران:
الأول منهما: أن الكتاب مثّل ورش عمل دعيَ إليها مجموعة من شباب اللجوء الفلسطيني في لبنان، وذلك لتسجيل تجربتهم في اللجوء دون واسطة أحد الصحفيين أو الكتاب أو الباحثين، وإنما يسجلها صاحب السيرة نفسه، وكانت ورش العمل ومن ثمّ طباعة الكتاب بتمويل ورعاية من مؤسسة عبد المحسن القطان من فلسطين، وصندوق الأمير كلاوس من هولندا.
ومع أن الكتاب يعالج مسألة فلسطينية بحتة، وتبحث في أحد جوانب الاحتلال الصهيوني والتآمر الغربي على فلسطين، إلا أنه يمول من صندوق غربي، وليس بتمويل من صندوق عربي، وهذه ليست المبادرة الأولى وليست الأخيرة التي تتقدّم فيها المؤسسات الغربية في تمويل مشاريع ثقافية عربية.
الأمر الآخر: أنّ الكتاب ثمرة ورش عمل أدارها وأشرف عليها الروائي حسن داوود، حيث درّب مجموعة من الشباب الفلسطيني على الكتابة الإبداعية في مجال السيرة الذاتية، وكانت النتيجة رائعة جدًّا من حيث تنوّع الأحداث وأسلوب الكتابة وجمالها.
وخروج مثل هذه النتائج الجميلة عن ورش عمل لشباب لم يمارسوا الكتابة سابقًا، تعيد النظر حول تساؤل كان قد طرحه صديقي العزيز الأستاذ عبد الباري الدخيل قبل أيام حول جدوى الدورات وورش العمل التي يقيمها بعض المدرّبين بغرض تنمية مهارات الكتابة الإبداعية، إذ يذهب، وأوافقه الرأي فيما يذهب إليه، إلى عدم جدوائية هذا النوع من الورش.
ولعل لطبيعة التجربة دورًا في ذلك، فربما كانت الكتابة عن الذات، وبخاصّة عن تجربة اللجوء الفلسطيني، تمثّل حافزًا للإبداع أكثر من الأنواع الأدبية الأخرى.
حكايات من اللجوء الفلسطيني |
- الناشر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية.
- سنة النشر: 2017
- الصفحات: 300 صفحة، من القطع الوسط.
——-
* باحث في شؤون الكتب، المادة منشورة في صفحته الشخصية، بموقع “فيس بوك”، ونشرتها “صُبرة” بإذن منه.