حسن جمعة عبر آخر الحواجز.. رحل مصطحباً ابتسامته قلبه الأبيض نبض آخر نبضاته بعد جراحة "مفاجأة"

القطيف: شذى المرزوق

ودع زملاءه ومدربيه قبل أن يغادرهم إلى المستشفى بيوم، هل استشعر الشاب حسن علي آل جمعة قرب أجله؟ هل دفعه إحساسه بأنه مفارق بأن يقضي آخر أيامه قبل دخوله المستشفى في نادي الصفا في مدينة صفوى، الذي انتمى إليه ليمارس تدريبات لعبة القوى التي عشق، قبل أن يرقد على السرير الأبيض في مستشفى القطيف المركزي، مستسلماً لمبضع الجراح في عملية لإزالة ورم في دماغ الشاب ذي الـ22 ربيعاً.

لكن حسن رحل أمس (السبت)، مصطحباً معه روحه المرحة وابتسامة لم تفارقه محياه.

تميز دراسي رياضي

الشاب، الذي وصفه مدربه عاصم آل حزام بـ”الابن الطموح الشغوف”، لاعب 110 أمتار حواجز، هي ذات اللعبة التي ضمته وأخوته لنادي الصفا، ومنها انطلق ممثلاً الوطن، مشاركاً في المنتخب السعودي لألعاب القوى، لم يمهله الموت لاستكمال آخر سنواته الدراسية في جامعة العلوم الرياضية بجدة.

المدرب آل حزام قال لـ”صبرة” “تأثير خبر وفاته كان كبيراً على الجميع، لاعبين ومدربين وإدارة. عهدناه شاباً طموحاً شغوفاً باللعبة، حتى أنه لم يتوقف عن التواصل والمتابعة، رغم البعد الذي حكمته فترة دراسته في جدة. وما أن عاد من الجامعة؛ حتى أسرع لممارسة التدريب في النادي”.

حسن واحداً من أربعة أخوة لاعبين: عبدالله، باقر وحيدر، “ومع تميزهم جميعاً في لعبة القوى، إلا أن حسن كان أكثرهم هدوءاً. من المحزن أن نفقد شاباً مثله، ولكننا لا نملك الا أن نقول: رحمه الله”.

موهبة رياضية واعدة

رغم الامتداد القطيفي في هوية حسن، فمن نخيل القديح ولد ونشأ، بين 6 من الأخوة، و5 اخوات، إلى بحر سيهات جنوباً، حيث أخواله من عائلة راضي آل منيان، وصولاً إلى صفوى شمالاً، في النادي الذي احتضنه 10 سنوات، وهو ابن الـ12.

إلا أنه أبى الا أن يكون “وطنياً بامتياز”، بحسب إدارة نادي الصفا، فقد مثل ناديه في جميع الدرجات: ناشئين، شباب وفريق أول، إضافة إلى تمثيله المنتخب السعودي في الفئات السنية. وأيضاً مثل منتخب الجامعات السعودية في بطولة العالم لألعاب القوى الأخيرة في ايطاليا.

انتقل اخوته من نادي مضر القديح إلى الصفا صفوى، سجل معهم في الصفا لاعباً لأول مرة، منتسباً لناد لم يسبق له أن انتسب لغيره من الأندية، على حد قول مدربه آل حزام، الذي كان يرى فيه “موهبة واعدة، لم تحظ بفرصتها في الحياة، لتحقق طموحها الرياضي”.

ألم فعملية عاجلة

عبدالله شقيق الفقيد، تفاجأ بخبر إجراء حسن العملية، قال لـ”صُبرة” “لم نكن نعلم عن أمر مرضه، يبدو أن حسن كان يعاني من آلام مزمنة في الرأس، وبعد الذهاب إلى المستشفى، خضع لفحوصات، وتم تشخيص حاله بورم في الدماغ، يستدعي إجراء عملية عاجلة جداً”.

يكمل عبدالله “المفاجأة كانت بعد إجراء العملية بأسبوع، مرت الأيام الستة الأولى بخير، النكسة كانت في اليوم السابع، إذ تدهورت حاله الصحية، وفارق الحياة بعدها، فروح وريحان لروحه”.

فقدان الروح المرحة

نعاه رئيس نادي الصفا محمد غلاب عبر “صبرة”، قائلاً “إنا لله وإنا إليه راجعون، رضاً بقدره سبحانه وتعالى. نعزي أنفسنا جميعاً من منسوبي نادي الصفا لفقد هذا الشاب الخلوق، والذي كان يملك روحاً مرحة وابتسامة لا تفارقه، ويمتلك طموحاً كبيراً للوصول لأعلى المراكز، وتفوقاً علمياً ورياضياً. ولكن القدر لم يمهله طويلاً”.

عزى غلاب أيضاً، عائلة حسن، وأسرته وخص “إخوانه الأبطال”، سأل الله “أن يربط على قلوبهم، ويمدهم بالصبر والسلوان، واسأله سبحانه وتعالى لفقيدنا الرحمة والمغفرة. إنا لله وإنا إليه راجعون”.

   

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×