أمن الدولة يحاور عقل التعليم عبر الخبراء.. مع الأمن الفكري.. ضدّ التعصب 60 قيادياً تعليمياً في دورة الأمن الفكري والوحدة الوطنية
الخبر: معصومة الزاهر
يبدو أن برامج أمن الدولة ماضية في نشر رسائل نوعية في المجتمع المحلّي، على نحو لا يعرف الناس عنه الكثير. رسائل تخاطب العقول، تحرّك التفكير، تشخّص أزماتٍ وتضع حلولاً. ويبدو أن البرنامج المعروف بـ “المناصحة” يتفرّع يوماً بعد آخر، لتخرج فعّالياته من داخل السجون المتخصصة في إعادة تأهيل النزلاء ورعايتهم، وتخالط مجتمع التعليم والثقافة، عبر منصّات مشتركة تستعرض ظواهر سلبية وتتناقش حولها، وصولاً إلى بناء تفكير وطني مسؤول.
من النزلاء إلى التربويين
في المنطقة الشرقية؛ أمضى جهاز مباحث المنطقة 3 أسابيع ـ مؤخراً ـ في تنفيذ برنامج نقاشي تحاوري حضره 32 من نزلاء سجن المنطقة، وحضر اختصاصيون وخبراء ورش عمل وفعّاليات ضمن تحضير النزلاء للعودة إلى المجتمع.
وفي اليومين الأخيرين؛ كان 60 قيادياً من إدارة تعليم المنطقة ضيوفاً على الجهاز في دورة منفصلة ـ للرجال ثم للنساء ـ شكّلت منصة مشتركة بين خبراء ومختصين من جهة، وبين العاملين في الحقل التعليمي من جهة أخرى، ليتحاور الطرفان حول قضيتين مهمتين “الأمن الفكري” من جهة، و “التعصب” من جهة أخرى، وحملت الدورة عنوان “الأمن الفكري والوحدة الوطنية”.
تبدو فكرة “التعصب” نقيضة لفكرة “الأمن الفكري”.. الأولى هي “المشكلة”، والثانية هي “الحل”.. و60 قيادياً تعليمياً في المنطقة الشرقية؛ تشاركوا العصف الذهني، في فندق كومينكسي العثمان ـ الخبر ـ ليومين متتاليين، للتحاور حول ذلك وتعزيز العقل التعليمي الوطني.
يومان
انطلقت الدورة أمس الأول الثلاثاء بحضور رجالي على رأسهم مدير عام تعليم المنطقة الدكتور ناصر الشلعان ومديرو مكاتب التعليم التابعين للإدارة، واختُتمت أمس الأربعاء بحضور نسائي حضرته قيادات في الإدارة العامة ومكاتب التعليم.
وقدّمت الدورة حقيبتيْ تدريب، الأولى بعنوان “الأمن الفكري” والثانية بعنوان “التعصب”، وقد توزعت محاور ورشة الأمن الفكري على مفهوم الأمن الفكري وأبعاده وأهميته والآثار السلبية المترتبة على انعدام الأمن الفكري، ودور التنشئة الاجتماعية والتسامح في تعزيز الأمن الفكري والاستقرار المجتمعي.
أما حقيبة “التعصب” فقد محاور وصور للتعصب والأشكال التي يتخذها في المجتمع ومسألة قبول الآخر.
الأمن الفكري أساس في استقرار المجتمع وترابطه وانسجامه وتعايشه بشكل سليم، وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والنفسي والديني والأخلاقي، وكذلك سيادة القانون والعدالة والمساواة وتحمل المسؤولية الاجتماعية والانضباط والحرص على معالجة الافكار السالبة ومظاهر الانحراف.
أنشطة تفاعلية
الدورة شرحت أساليب نافعة في القضاء على الأفكار السلبية من خلال الانشطة التفاعلية التي قدمها المحاضرون، وهم نخبة من الأكاديميين والاستشاريين من أعضاء برنامج الرعاية والتأهيل.
وقدم مساعد رئيس برنامج الرعاية والتأهيل المقدم صالح بن سعيد الغامدي تعريفاً للبرنامج الوطني الذي تشرف عليه رئاسة أمن الدولة، ويعمل على تعزيز الانتماء والوحدة الوطنية لتحقيق الريادة في الحد من التطرف وبناء السلم المجتمعي والسعي لبناء المهارات السلوكية والمعرفية بما يحقق التكامل والتضامن الاجتماعي.
ركائز المواطنة
بدوره؛ تناول أستاذ علم الاجتماع الجنائي بجامعة الملك فيصل وعضو اللجنة الاستشارية الدكتور أحمد فاضل الغامدي الأمن الفكري والمواطنة والاهتمام بالعوامل التي تساعد على قبول الآخر، مع التركيز على الاهتمام بركائز المواطنة.
من جانبه تناول الدكتور محمد الزهراني رئيس اللجنة الاستشارية في برنامج الرعاية والتأهيل ومدير مجمع ارادة للصحة النفسية والأستاذ محمد آل ناصر أخصائي علم النفس الاول ومنسق القسم النفسي في البرنامج موضوع التعصب ومكوناته ومفاهيمه ومراحلة ونظرياته والية التعامل معه والعلاج وذلك من خلال مناقشة تفاعلية بينهم وبين الحضور.
هذا ويقوم برنامج الرعاية والتأهيل ببناء شراكات مختلفة مع مختلف المؤسسات والوزارات في الدولة لنشر برامجه وتعميمعا بشكل أوسع للوصول لأهدافه المنشودة وتعميم رسالته السامية.
مؤسسة التنشئة
أما عضو اللجنة الاستشارية في البرنامج استشاري الطب النفسي مدير مراكز إعادة التأهيل بمجمع “إرادة” للصحة النفسية بالدمام الدكتور صالح اللويمي فقد حذّر من مخاطر انعدام الآمن على المجتمع والدور الذي تقوم به مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام والاتصال الإلكتروني في تعزيز الأمن الفكري، وما يترتب على الاستغلال الخاطئ لهذه المؤسسات. وأكد الاهتمام بخطة 2030 التي يقودها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، التي تسهم في بناء المجتمع والوطن الغالي.
ورش عمل
وأشار منسق قسم التدريب والمناهج في البرنامج منهال الجلواح إلى الجهود المكثفة التي سبقت انطلاق الدورة، لكونها استهدفت القادة التربويين ضمن الشراكة الموجودة بين البرنامج وبين إدارة التعليم وقد تم إعداد المواد المناسبة وورش العمل بالتنسيق مع اللجنة الاستشارية والأقسام الأخرى في البرنامج لمعرفة الاحتياجات الحقيقية وتكييف هذه المواد بما يتناسب مع الشريحة المستهدفة للدورة.
التربويات يتحدثن
من الجانب التعليمي؛ أشارت مساعد المدير العام للشؤون التعليمية فاطمة عبدالله الفهيد إلى ملاءمة الدورة لأهداف برامج وزارة التعليم التي تركز على بناء الشخصية الإيجابية السوية والمواطنة الصالحة، مثل برنامج تقدير الذات وبرنامج السلوك الإيجابي. ووجهت رسالتها إلى شباب الوطن لاحترام الأنظمة واللوائح العامة معتبرة أن ذلك يدل على الوعي والرقي. وقالت إن ممارسة الشباب للعمل التطوعي يُسهم في إدخال السعادة والسرور على النفس كما يسهم في تنمية المجتمع.
أما زميلتها مديرة إدارة التوجيه والإرشاد عائشة ناصر الملحم فركزت على الدور الكبير للإرشاد في تعزيز القيم وفرض الانضباط وتعزيز ثقافة الثواب والعقاب.
من جانبها نوّهت المساعد للشؤون التعليمية بمكتب التعليم بالقرية العليا شيمه الحسيني بالدورة التي تساعد على تشكيل السلوك السليم وإبعاد الانحراف الفكري، مشيدة بالتعاون والشراكة بين برنامج الرعاية والتأهيل وبين إدارة التعليم في زيادة التوعية ضد التطرف.
وعي مجتمعي
وعبرت المساعد للشؤون التعليمية بمكتب تعليم الخفجي مها ابداح المريخي عن انطباعاتها عن الدورة وبرنامج الرعاية والتأهيل، وقالت إن الدورة ثرية ومليئة بالمعلومات القيمة، مؤكدة أن مخرجاتها ستشكل وعياً مجتمعياً يساعد على تحصين الأجيال الناشئة من التطرف.
مديرة وحدة تطوير المدارس غزيل العتيبي شكرت رئاسة امن الدولة على الأدوار التي تقوم بها للحد من التطرف الفكري وتعزيز الأمن الفكري للفرد والمجتمع وتحقيق الوحدة الوطنية.
مديرة ادارة الموهوبات بالمنطقة الشرقية ابتسام المزيني شددت على أن الطلاب بحاجة ماسة لسلسلة متقنة ومدروسة مرحلياً على مدار أعوام للتعريف بمقدرات الوطن وأمنه الفكري ونبذ التطرف.
صور