دموع أم محمد العوامي تُلهمه تقنيات “نانونية” لعلاج مرضى السرطان مُبتكر قطيفي يفوز بالمركز الأول في جامعة كامبردج ويسعى لإيجاد علاج للملاريا

القطيف: ليلى العوامي

تتجاوز طموحات الدكتور محمد فيصل العوامي حدود أن يكون طبيباً معروفاً في أحد المستشفيات، هو يسعى إلى ابتكار تقنيات “نانونية”، تساعد على علاج مرضى السرطان، بأدوية مختلفة.

توجه العوامي لابتكار هذه التقنيات لم يكن محض الصدفة، فهو لم يتمالك حزن والدته ودموعها على وفاة قريب لها بالسرطان، الأمر الذي  دفعه إلى الإبحار في علوم الطب، وابتكار آليات تعالج مرضى السرطان في وقت مبكر، بعد التشخيص الدقيق لحال كل مريض، والدرجة التي وصل إليها في المرض.

العوامي حاصل على الماجستير من بريطانيا عام 2018، ويدرس حالياً لنيل الدكتوراه في الفيزياء، ويأمل في الانتهاء منها عام 2023.

قصة الحزن

يحكي الدكتور العوامي تفاصيل أكثر عن ابتكاره “بوفاة هذا الشخص، رأيت حجم الحزن الذي خيم على والدتي وآخرين، ومن هنا بدأت التفكير في أهمية التشخيص المُبكر للسرطان، وبعد التعمق في التخصص لسنوات؛ وجدت أن المشكلة الحقيقية ليست في الكشف المبكر، ولكن في تقسيم المرضى، بحسب الخطورة، وبحسب تشابه نوع المرض، لأن السرطان يختلف من شخص لآخر،  وبالتالي فإن أدوية السرطان لا تنفع مع الجميع، وهذا يتطلب فهم الجزيئات المتعلقة بالسرطان بشكل دقيق، وهذا ما دفعني لعمل أبحاث في تقنية ثقوب النانو، وتطويرها لتصل لمستوى يمكننا من قياس كل الجزيئات المهمة لفهم طبيعة الأمراض”.

المركز الأول

فاز العوامي بالمركز الأول من بين 24 متنافساً من طلبة الماجستير والدكتوراه، في مسابقة تعرض تقنيات طبية. يقول “المسابقة تُعنى بدعم المشاريع التي تقدم حلولاً تقنية مبتكرة في التكنولوجيا الحيوية والرعاية الصحية في جامعة  كامبردج ببريطانيا”.

ابتكار الدكتور محمد يركز على استعمال ثقوب النانو التي يراوح قطرها من 5 إلى 15 نانومتراً، وقدرتها على قياس الجزيئات بمستوى جزيء واحد.

وهذه التقنية ستكون قادرة على تبديل الكثير من التقنيات الموجودة لصغر حجمها، ولإمكانية إضافتها بسهولة لأجهزة الميكروفلويديك، ولأن لها القدرة على تحسس التغيرات السطحية لبعض الجزيئات، يمكن استغلال ذلك لتفحص بناء الحمض النووي، واكتشاف أماكن الخلل في بنائه.

يقول “هناك أنواع من التلف تتكون من تغيرات طفيفة، لا تحدث أي أثر يمكن اكتشافه بشكل مباشر، وهذه هي المشكلة التي قمت بالعمل على حلها تقريبًا من جمادى الأول الماضي إلى رجب الماضيين، ثم توقف البحث لمدة 7 أشهر، بسبب تداعيات فيروس كورونا المُستجد. وخلالها قمت بوضع علامات في أماكن الخلل، بحيث يصبح من السهل قياسها والتعرف على مكانها”.

مشاريع طبية

يتحدث الدكتور العوامي عن رسالة الدكتواره، مبيناً أنها “مكونة من مشاريع عدة، أهمها تطوير تقنيات جديدة لتشخيص الفيروسات من ناحية، ومن ناحية أخرى تقسيم مرضى السرطان بحسب الخطوة”.

يعمل العوامي حالياً على عدة مشاريع وابتكارات طبية، مؤكداً أن اختلاف الفائدة فيها باختلاف كل مشروع. يقول “تختلف الفائدة من مشروع إلى آخر، ولكن المشروع الذي فاز بالمركز الأول، له فوائد كثيرة، أهمها المساعدة في الكشف المبكر عن بعض أمراض الجهاز العصبي كالزهايمر، وتقسيم مرضى السرطان من حيث الخطورة، وهذا يساعد على تقديم العلاج الأنسب لهم، كما يساعد شركات الأدوية في التعرف على بعض أسباب حصول تلف الحمض النووي لدى مرضى السرطان، ما يساعدها على اكتشاف أدوية جديدة ذات فعالية كبيرة بشكل مباشر”.

طموحات للغد

يتجاوز طموح الدكتور محمد فيصل العوامي حدود اليوم، إلى الغد. يقول “أسعى إلى الاستفادة من تجارب الماضي للوصول إلى غد مشرق، أطمح في تفعيل التقنيات التي أعمل عليها، ورؤيتها في جميع مختبرات تشخيص السرطان، بحيث تكون لها مساهمة فعلية لإيجاد العلاج المناسب لهذا المرض بشكل مبكر”.

وعن بقية إنجازاته؛ قال “ابتكار جهاز لتشخيص مرض الملاريا، يهدف إلى حل بعض المشاكل الموجودة في الأجهزة والتقنيات الحالية”، مضيفاً “في هذا المجال، فزنا بجائزة قدرها 4 آلاف جنيه استرليني من جامعة كامبردج لتطوير هذا الجهاز”.

‫2 تعليقات

  1. ماشاء الله … أنجازات رائعه دكتور محمد
    هذا الشبل من ذاك الأسد .. موفق لك تقدم وانجاز يخدم البشريه

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×