بهجة المولد النبوي محمية بالكمامات والمعقمات وتباعد رواد الحسينيات القطيف تحتفل.. وماء الورد يحضر.. والفرح يفيض في "التواصل الاجتماعي"
القطيف: صُبرة
..وفي ليلة مولد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كان فيروس كورونا المُستجد حاضراً، حل ماء الورد مكان المعقمات، غسل المحتفلون أيديهم ووجوههم مُصلين عليه، مُبتهلين إلى الله عز وجل أن “يرفع هذا الوباء عن المسلمين والبشرية جمعاء”.
المساجد والحسينيات في مدن محافظة القطيف وبلداتها وقراها، فتحت أبوابها من بعد صلاة المغرب لإقامة الصلوات وقراءة المولد، بعضها أقام احتفالات تخللته كلمات، أهازيج، أناشيد، وصدح القراء بالمولد النبوي، وقصائد شعر في مدح الرسول وحفيده الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، الذي يتزامن مولده في الـ17 من ربيع الأول أيضاً.
لكن الاحترازات من الفيروس كانت حاضرة أيضاً، فالوباء أصاب حتى اليوم (الاثنين)، 9959 في المحافظة، تعافى منهم 9744، فيما مايزال 181 يُصنفون “حالات نشطة”، وصل عدد حالات الوفاة إلى 34، وفقاً لبيانات وزارة الصحة.
مظاهر الاحترازات واضحة للعيان، شبان يقيسون درجات حرارة الوافدين إلى المساجد والحسينيات، الدخول لعدد محدود، في الداخل يجلسون متباعدين، بكماماتهم، بعضهم قدم شكره لمن قدم له قنينة ماء الورد ليغسل وجهه، معتذراً بلطف، الأمر تكرر مع “بركة المولد”، التي قُدمت للحضور مُغلفة.
لكن مظاهر البهجة والفرح – رغم كل ذلك – كانت حاضرة، سواءً في أماكن الاحتفال، أو في الشوارع، من خلال تشغيل مصابيح الإنارة المُعلقة على البيوت بكثافة. الأطفال ارتدوا أزهى الثياب ابتهاجاً بمولد أبي الزهراء، محال تجارية شاركت المحتفلين بتوزيع الحلوى والهدايا على زبائنها والمارة.
المظاهر امتدت إلى مواقع التواصل الاجتماعي على اختلاف مشاربها، تبريكات تدفقت عبر تغريدات “تويتر”، وتدوينات “فيسبوك”، صور وفيديوهات عبر “سناب شات” و”انستغرام”. مدونون ومغردون استغلوا جميع هذه الوسائل في تقديم بث مباشر من مواقع الاحتفالات، خصوصاً “يوتيوب”.
وجد راغبون في المزيد من الاحتراز والتباعد الاجتماعي في هذا البث “فرصة” للاحتفال من المنزل أو أماكن أخرى مع الأهل أو الأصدقاء.
حتى “واتساب” كان حاضراً، ناقلاً التهاني بين الأهل، الأصدقاء، المعارف والزملاء، سواءً من خلال الرسائل الفردية أو الجماعية في “الغروبات”، وتنافس المهنئون في إرسال مُلصقات التهنئة المُبتكرة، والتي طغت على الصور والرسائل النصية.