تاروت.. البلدية والأهالي يتشاركون وضع خطط تُحولّ الجزيرة إلى وجهة سياحية إقبال على المشاركة في "نحو غدٍ أجمل"
القطيف: ليلى العوامي
بأهداف كثيرة ورسائل توعوية أكثر، أطلقت بلدية تاروت أمس (الجمعة)، مبادرة “نحو غدٍ أجمل”، أكدت من خلالها أن التواصل مع المواطن مباشرة يضمن تقديم أفضل الخدمات البلدية، ويقلص عدد الشكاوى، مشددةً على أهمية تفعيل قنوات الاتصال بينها وبين المواطن، وتعزيز الثقة بين الجانبين، للوصول إلى المستوى المأمول من الخدمات والرضا عليها.
أقيمت المناسبة في مجمع “سيتي مول” القطيف، وسط حضور وتفاعل لافت من المواطنين والمقيمين، الذين استثمروا المناسبة ليعلنوا عن مطالب وأمنيات، على رأسها إنشاء ممشى في تاروت، وإقامة منشآت رياضية في الجزيرة، تُبعد الشباب عن الألعاب الإلكترونية.
أوجز رئيس بلدية القطيف المهندس محمد الحسيني، أهداف المبادرة في “نشر المعرفة ورفع مستوى الوعي في الأعمال والخدمات البلدية المقدمة، وترسيخ الشعور والمسؤولية الفردية والجماعية، وتعزيز الروابط والشراكة الاجتماعية وتحسينها بين البلدية ومختلف شرائح المجتمع، إضافة إلى تشجيع الجهود الأهلية التطوعية في هذا المجال، ورفع مستوى الثقافة البلدية، لتعزيز دور كل فرد في المجتمع كمشارك وداعم من خلال الرقابة العامة أو الصحية أو تحسين المشهد الحضري أو المشاريع التنموية بشكل عام”.
وتطرق الحسيني، إلى أحد الأهداف الرئيسة للمبادرة “تعزيز وتدعيم الخطوات الاستراتيجية الرامية الى تدعيم المشاركة الفاعلة بين البلدية والمجتمع”.
وقال “تحرص البلدية بصفة دائمة على القيام بواجباتها المجتمعية في شتى المجالات، من خلال تنظيم ودعم مختلف الأنشطة والمبادرات، ومشاركة كل فئاته بالبرامج والفعاليات الهادفة”.
وأضاف “بادرة نحو غدٍ أجمل تهدف أيضاً للتعرف الدقيق على الاحتياجات والملاحظات والمقترحات البلدية لمختلف شرائح المجتمع، وتعريفه بإنجازات البلدية الحالية والمشاريع المستقبلية وبرامج جودة الحياة في المحافظة، إضافة لرفع مستوى الوعي في كيفية تقديم البلاغات على منصة 940، والاستفادة من الأعمال والخدمات التي تقدمها البلدية، وقياس مستوى رضا المواطنين، وتدوين ملاحظاتهم وتعزيز العلاقة والشراكة وتطويرها مع المجتمع، ما ينعكس على جودة الحياة وأثرها الاجتماعي في بناء وتنمية الوطن”.
بدوره، شدد رئيس بلدية تاروت المهندس عبدالعزيز الشلاحي، على أهمية جودة الحياة وأنسنة المدن، قائلاً “اليوم بلدية تاروت تطلق مبادرة نحو غد أجمل، ونهدف من خلالها إلى نشر المعرفة ورفع مستوى الوعي في الأعمال البلديةً، وترسيخ الشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية، وتعزيز الروابط والشراكة الاجتماعية، وتحسينها بين البلدية وجميع شرايح المجتمع المختلفة، بالاضافة الى تشجيع الجهود الوطنية التطوعية في هذا المجال”.
وتابع الشلاحي “كما نهدف أيضاً إلى التعرف الدقيق على الاحتياجات البلدية لمختلف شرائح المجتمع، ورفع مستوى الوعي في كيفية تقديم البلاغات، وتعريف الجمهور بالأعمال التي تخص البلدية، وتحسين الصورة الذهنية للمواطن عن جهود البلدية، وترسيخ الشعور بالمسؤولية، إضافة إلى تعزيز وتطوير برامج الرقابة الصحية والإعلام نحو التوعية الصحية المتعلقة بالمنشآت الغذائية، وتعزيز الشراكة مع الإعلام، وزيادة فعاليته في برامج التوعية”.
وقال “نخطط في برامج جودة الحياة وأنسنة المدن أن نكون رائدين في هذا المجال، حتى تكون جزيرتا تاروت ودارين هما المستقبل الحقيقي للساحل الشرقي، وواجهة السياحة على مستوى المنطقة”، مُبشراً الجميع بأن “هناك حزمة من المشاريع تستهدف محافظة القطيف، وبالأخص جزيرة تاروت، حتى تكون الواجهه السياحية في المنطقة”.
روح الشراكة
ووجه المراقب الصحي الدكتور توفيق آل سباع رسالة إلى مواطني المنطقة، دعاهم فيها إلى تعزيز روح الشراكة بينهم وبين المجتمع، وقال مخاطباً المواطن “حين ترفع شكواك للبلدية، تكون قد قدمت خدمة لها وللمجتمع، رسالتنا أننا دئماً معك، وأدوارنا تتكامل”.
وتابع “المواطن شريك البلدية في الرقابة، وبهذه الشراكة والإبلاغ عن أي مخالفة، يكون قد نفع مجتمعه ونفع البلدية في الوقت نفسه، وهذه الشراكة تساهم في التقليل من المخالفات، فبلاغات المواطنين على 940 أو شكاوي البلدية ساهمت وبشكل كبير بالكشف عن الكثيرمن المخالفات”.
وأضاف “ما يسهل عملنا ويجعل البلاغ يتجه في مساره الصحيح، هو معرفة المواطن بحدود نشاط البلدية، اعرف ماذا تفعل البلدية، وكن شريكاً في تطوير المجتمع والإرتقاء بمستواه، وما تقدمه من بيانات هي سرية حتى لا تتضرر”.
تفاعل إيجابي
من جهته، شكر عضو المجلس البلدي في محافظة القطيف المهندس عباس الشماسي، القائمين على المبادرة، وقال “سعدتُ هذا المساء بتواجدي للإطلاع على ما تقوم به بلدية محافظة القطيف، بالتعريف بخدماتها ومشاريعها وأرقام البلاغات، وطرق تقديمها، ومختلف مهام الأقسام التي تقوم بها البلدية، وهو امتداد لجهد البلدية الإعلامي الذي تقوم به إدارة العلاقات العامة والإعلام، وأسعدني رؤية المواطنين وإجابة الزملاء على استفساراتهم بخصوص التشجير والحاجة للحدائق ومشاريع الصيانة”، واصفاً هذا بأنه “تفاعل إيجابي بين البلدية والمجتمع بما يعود بالنفع العام على الجميع”.
جاءت مع أطفالها
مواهب آل حسين اصطحبت أطفالها إلى مجمع “سيتي مول”، لتناول وجبة العشاء والترفيه عن أطفالها، وهناك شاهدت فعالية بلدية تاروت، وقالت “كنت قادمة إلى المجمع للترفيه، وشدتني لافتات وضعتها البلدية عن المناسبة، لأول مرة أرى فعالية للبلدية”.
وأكملت “المنطقة تشهد تغيرات إلى الأفضل، هناك شفافية لمسناها من البلدية في كل مكان، فكل ما يفعلونه يعرضونه على حسابهم في تويتر وغيره، وهذا شيء مبشر بالخير للمنطقة وللبلدية نفسها”.
أضافت “من واقع المبادرة، أستطيع التأكيد على الغد جميل ومستقبل المنطفة سيكون مختلفاً وأكثر تطويراً عمَّا كان عليه، بفضل الجهود التي تقدمها بلدية محافظة القطيف من أجل تطوير خدمات المنطقة.
تاروت تتغير
تتفق شريفة السماعيل مع ما ذكرته مواهب، قائلة “لا تعليق على الفعاليات، إلا الحمد لله، لأن بلديتنا بدأت تظهر للمجتمع، وما لمسناه من تغييرات، كافٍ أن نقول الحمد لله على ما تحقق، والقادم أفضل”.
وتابعت “أصبحنا أكثر إطمئناناً، عندما نزور أي مطعم، نجد أنفسنا متأكدين بأن البلدية قد مرت على هذا المطعم اليوم”، مضيفة “مطاعم كثيرة بدأت تخاف من المراقب الصحي، وصححت أوضاعها، خاصة في النظافة وتقديم الطعام الطازج”. وقالت “نشدُ على أيد البلدية ونطالبهم بأن يوصلوا رقابتكم ونحن معهم”.
مبادرات أخرى
رأى الناشط الاجتماعي أحمد منصور الخرمدي أن هذه الفعالية “بادرة طيبة من بلدية محافظة القطيف، ممثلة في بلدية تاروت”. وقال “شكرًا لهذه الجهود الخيرة، فهي ليست المرة الأولى التي تبادر فيها بلدية تاروت لمثل هذه الفعاليات، فهناك فعالية الرملة البيضاء كل يوم سبت، ونحن فخورون بمثل هذه المناسبات والمبادرات التي تعزز الشراكة المجتمعية بين الأهالي والمسؤولين، بما يخدم الجميع، وفيه روح التعاون والوعي من المواطن، ونتمنى أن تكون بادرة خير وتتواصل لمبادرات أخرى مستقبلاً”.
وفضل محمد الضامن الموظف في شركة سياحية، أن يركز كلمته على تقييم عمل قنوات التواصل الخاصة بالبلدية “في الأونة الأخيرة، هناك تواصل بين قنوات البلدية وخدماتها في المواقع، وهناك حركة واضحة نشطة في أداء المشاريع التي تقدمها البلدية، نتمنى مزيداً منها ويد بيد نكون معهم”.
ممر السعادة
أما محمد العبدالغني، صاحب مبادرة “ممر السعادة” في تاروت، فقال “التشجير أهم ما نريده، التغيير واضح في جميع النواحي، سواء في الشوارع أو المتنزهات، البلدية مقبلة على أشياء ستخدم المنطقة، ولا مجال للنقد اليوم، فكل شيء تغير وتطور للأفضل، ندعو لهم بالتوفيق لخدمة المجتمع”.
ممشى للجزيرة
وتمنى عبدالمنعم الصادق، أن يكون لجزيرة تاروت ممشى يستفيد منه الجميع، وقال “اليوم هذه المبادرة الجميلة تجعلنا نشعر فعلاً بالعلاقة التكاملية بين المواطن والجهه الحكومية، فالبلدية أقرب شيء للمواطن في الكثير من الأشياء الذي يحتاجها، ونحن نرصد وسائل التواصل الخاصة بالبلدية”.
وأضاف الصادق “نلمس التطور والتغير الذي لم نكن نراه، فالوضع تغير، هناك اهتمام أكبر، ونتمنى المقبل أجمل، والخدمات أكثر، فالشفافية اليوم من البلدية واضحة، وقد لمس الجميع هذا الأمر، خاصة في تغطية الجوانب السلبية وفي المقابل، قاموا أيضاً بتغطية الجانب الإيجابي في الخدمات، خاصة المطاعة وغيرها”.
ملاعب رياضية
ووجه الطالب أحمد عبدالمنعم الصادق في الصف الثالث المتوسط رسالة إلى البلدية، ضمّنها طلباً “أتمنى أن توفر البلدية الملاعب الرياضية وممشى، وألعاباً رياضية، لاجتذاب فئة المراهقين حتى يمارسون الرياضة، لكي تبعدهم عن الألعاب الإلكترونية التي لا يتركونها على مدار الساعة”.
وقال “هذه الأنشطة تساهم في تعزيز ثقة الشخص بنفسه، وتعطيه دافعاً لخدمة المجتمع، والخروج من عالم العزلة أمام الألعاب، فنحن نتمنى أن ننخرط في العمل التطوعي، ليكون لدينا ترابط مع الأعمار المختلفة”. وأضاف “أبحث عن مجال للعمل التطوعي، وسأكون في المقدمة، لو طلبتني البلدية للتطوع معها”.
توطين النظافة
وطالب محمد نادر الموسى (الجش)، طرح مبادرة توطين المقاولين، والعاملين على جمع النفايات من مهندسين ومشرفين وسائقي سيارات، تطبيقًا لـ”رؤية 2030″. وقال “المواطنون سيقبلون على العمل في مثل هذه الأعمال، فنحن من نرتقي ببلادنا، من خلال هذه الأعمال”.
الا زالت الفعالية مستمرة اليوم؟