لأول مرة.. الطلبة السعوديون يؤدون الاختبارات فوق الأسرة بدون مراقبين مؤيدون ومعارضون لقرار الامتحانات عن بُعد
القطيف: ليلى العوامي، شذى المرزوق، معصومة الزاهر، عبدالمحسن آل عبيد
لم يصدق أحمد، الطالب في المرحلة الثانوية نفسه، عندما علم أنه لن يؤدي اختباراته في فصل مدرسته، حيث تتباعد المقاعد عن بعضها، وينتشر في زواياها مراقبون يمنعون الغش ويفرضون الانضباط في جو من الرهبة والخوف، كما اعتاد كل عام.
بعد شهرين، سيؤدي أحمد الاختبار في منزله، فوق سريره، بجانبه أفراد أسرته، وهم يتناولون وجبة الإفطار مع كوب الشاي أو فنجال القهوة مع التمر.
علم أحمد ومعه نحو 5 ملايين طالب وطالبة في مدارس المملكة وجامعاتها، أن اختبارات الفصل الدراسي الأول ستكون ـ للمرة الأولى في تاريخ المملكة ـ عن بُعد، والسبب استمرار جائحة كورونا.
انقسم الطلبة وأولياء الأمور والمعلمون والمعلمات تجاه هذا القرار، بين فريق “مؤيد”، وآخر “رافض”، وثالث “متحفظ”، ويبقى لكل فريق منهم وجهة نظره، التي تنقلها “صُبرة”، وهنا الخلاصة..
غير مجدية
تقول طالبة الصف الثاني في المدرسة الثانوية بالعوامية نور محسن آل هنيدي “تتفاوت الإمكانات من طالب لآخر، وقد يكون الوضع فوضويًا في بداية الاختبارات عن بُعد، لكن حين نعتاد على هذا الأمر، سيكون سهلًا وواضحًا وفق آليات تقنية جديدة”.
أما فاطمة حسين الزاهر الطالبة في الصف الأول في ثانوية العوامية، فتقول “كنا نخاف في البداية من مرحلة التعليم عن بُعد، ولكن الأمور الآن أصبحت أكثر وضوحاً، وبدأنا نعتاد على هذا النوع من التعليم”.
أبرز السلبيات
ترى نور محمد العبدرب النبي، الطالبة في الصف الثالث في المدرسة الثانوية بالعوامية، أن التعليم والاختبارات عن بُعد، “لها سلبياتها كما لها ايجابياتها”. وتتابع “الإيجابيات تتركز في منع الاختلاط بين الطالبات، أما أبرز السلبيات فتتمثل في عدم التقييم الصحيح للطلبة، لمعرفة المتفوق من غير المتفوق”.
ولا يحبذ تركي الشبيب الطالب في الصف الأول في ثانوية سيهات، الاختبارات عن بعد “خوفاً من المشكلات التقنية التي قد تواجه الجميع، خاصة أن تجربة التعلم عن بُعد والاختبارات التقويمية خلال هذا الاسبوع لم تكن مشجعة”.
اختبارات الجامعات
لا تقتصر الإيجابيات والسلبيات على طلبة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وإنما تمتد إلى المرحلة الجامعية. يقول محمد الأربش، الطالب في السنة التحضيرية في كلية المجتمع بالدمام “نخضع في الكلية لاختبارين، أحدهما حضوري، وآخر عن بُعد، وكلاهما صعب”.
وتابع “لا أرى أن التعليم عن بُعد يجدي مع المواد التي تحتاج إلى متابعة وتركيز وحضور ومشاركة مباشرة للدروس، فكيف بنا مع اختبارات عن بُعد؟”.
مصلحة الطلبة
ومن الطلبة إلى ذويهم، تتناول زهرة حسين علوي (والدة طلاب)، إيجابيات الاختبارات عن بُعد، وترى أنها “كثيرة ومتعددة”، تقول “هذه الاختبارات لها أبعاد إيجابية، أولها قياس مستوى الطلاب، وتقييم العملية التعليمية، لذا أرى أن هذه الاختبارات تصب في مصلحة الطلبة في المقام الأول، ونتمنى أن يكونوا على قدر المسؤولية وسط هذه الجائحة، التي لا نعلم لها نهاية حتى الآن”.
رفض الاختبارات
في المقابل، ترفض الأم تاجة آل حبيب، مبدأ الاختبار عن بُعد، وترى أنه “يساوي بين جميع الطلبة؛ من ذاكر بشكل جيد، ومن لم يذاكر”.
تقول “أنا كأم اجتهدت كثيراً مع ابني في مراجعة دروسه، وهدفي من هذا الجهد أن يحصل على درجات متقدمة عند الاختبار التحريري، ولكن اعتقد أن الاختبار عن بُعد لن يكون قادراً على إظهار الطالب الذي اجتهد أو الطالب الذي لم يجتهد، لذلك أشعر بالضيق من هذا القرار، وكنت أتمنى لو كان الاختبار حضورياً كما اعتدنا”.
خطوة ممتازة
لكن حكيمة مهدي الحمادي تقول “اتخذت الوزارة خطوة ممتازة باعتماد التعليم عن بُعد، لمنع انتشار مرض كورونا وتزايده بين الطلاب والطالبات، واتخذت الوزارة خطوة ممتازة أخرى، باعتماد الاختبارات عن بُعد للسبب نفسه”.
وتستدرك الحمادي، أن هذا النوع من الاختبارات “لا يقيس مستوى الطالب ومهاراته بشكل كامل، لأن الطالب سيعتمد بشكل كبير على أسرته في أداء الاختبار والمتابعة، يضاف إلى ذلك أن بعضهم يعانون من تعثر في الإتصال بشبكة الانترنت والتعامل مع المنصة الإلكترونية، لذا لا بد أن يتعود الطلبة على هذا الوضع، فبعضهم لم يدخل إلى المنصة حتى الآن؛ فربما يكون الوضع في المرحلة الثانوية أو المتوسطة جيد جداً، ولكن في الابتدائية يُفضل اعتماد آلية التقييم بدلاً من الاختبار”.
وفضل أسامة الأمرد (ولي أمر طلاب)، أن يتحدث عن دور المعلمين والمعلمات في مساندة الأسرة في دعم الطلاب والطالبات. وقال “يبذلون جهوداً لتحفيزهم خلال فترة الدراسة عن بعُد، وكذلك خلال فترة الامتحانات، من خلال إقامة الاختبارات التجريبية، وتوضيح القصور، فشكراً لهم”.
توزيع الطلاب
للمعلمين والمعلمات وجهة نظر مختلفة قليلاً، إذ تمنى أمين البراك، معلم الحاسب الآلي وخبير “مايكروسوفت”، أن تكون الاختبارات “حضورية وفقًا لبروتوكول احترازي، يتم من خلاله توزيع الطلاب بطريقة مناسبة أثناء حضور المدرسة لأداء الاختبار، بحيث يتم يجرى اختبار كل يومين”.
وأضاف “مهارات الطلاب لا تُقاس بشكل صحيح عند استخدام التعليم عن بُعد، خصوصًا في المواد التي تحوي جوانب عملية، مثل مادة الحاسب الآلي، التي تحتاج إلى مراقبة ومتابعة لمعرفة تمكن الطالب من تطبيق المهارة بشكل صحيح”.
ظروف الجائحة
وانضم محمد عجيمي إلى فريق المؤيدين للاختبارات عن بُعد. وقال “في ظل ظروف الجائحة، وحفاظاً على الجهود المبذولة لسلامة أبنائنا الطلبة، اتخذت وزارة التعليم القرار الصائب بإجراء الاختبارت عن بُعد”، مضيفاً “كانت الاجواء في السابق تشهد رهبة في موسم الاختبارات، ولكن الوضع الآن اختلف، فالطالب يؤدى الامتحان أمام أسرته”.
أعمال السنة
ووصفت المعلمة راجية آل جبر، قرار تقليل الدرجات للإختبارات النهائية لصالح أعمال السنة بأنه “حكيم”. وقالت “جاء القرار حتى لا يزيد من العبء على الطالبات، وبالتالي تزداد حدة التوتر، خاصة إذا علمنا انه حتى الآن، بعض الطالبات لا يستطعن استيعاب الدروس 100%”.
وأضافت “أرى أن تخصيص الجزء الأكبر من الدرجات لأعمال السنة يخدم الطالبة، للحصول على درجات عالية، ويقلل رهبة الاختبار النهائي، ويُحفز الطالبة، ويرفع مستواها خلال الفصل الدراسي”.
ويش دخلكم .
الفرصة متساوية للكل .