براءة “بوفِيَةْ أشرف” من كبدة الكلاب انتهى الترخيص فتدخلت البلدية.. فانتشرت الشائعة
حلة محيش: ولاء إسماعيل
لم تكد تُغلق البلدية البُوفيه؛ حتى لاحقتها الشائعات من كل مكان في البلدة. “بوفيه أشرف تبيع كبدة كلاب”. ولا يمكن لمعلومة كهذه أن تتوقف في “واتساب” أحد. راحت الشائعة تتناسخ وتنتقل من جهاز إلى آخر في حلة محيش، وما حولها من القرى، والدليل هو لوحة الإغلاق التي وضعتها البلدية..!
بعد قرابة أسبوعين من الإغلاق؛ عاد العامل الهندي “أشرف” إلى عمله، وعادت “البُوفِيْهْ” إلى بيع البطاطس و “الهمبرجر” وسندوتشات البيض والفلافل واللحم المفروم.. وسندويتشات الكبدة أيضاً. واستأنفوا التعامل مع “أشرف”، وتناول المأكولات التي يُعدها ويبيعها في “بوفيه الناجي” التي اعتادوها منذ أكثر من 13 سنة…!
كلُّ ما في المشكلة؛ هو أن رخصة البوفيه انتهت، وأن هناك بعض الملاحظات الخاصة بالنظافة.. أغلقت البلدية البوفيه لهذين السببين، لكن هذه “المخالفة” تحوّلت ـ عبر شائعات الواتساب ـ إلى “جريمة” خطيرة. بعد عودة البوفيه إلى العمل؛ تلاشت الشائعة، وظهرت الحقيقة.
بُوْفِيَةْ أشرف
“بُوفِيَةْ أشرف”.. هكذا عرف الناس المحل في قرية حلة محيش، الواقعة في الجنوب الغربي من مدينة القطيف. قرية ريفية محاطة ببساتين النخيل من كل الجهات. كانت فيما مضى من الزمن محاطة بأسوار عالية، وحين مرها الرحالة الإنجليزي في القرن الماضي وجد فيها 135 منزلاً فقط. لكن القرية الصغيرة انفجرت سكانيًا، وتبعه انفجارٌ عمراني التهم مساحات هائلة من البساتين المحيطة بها، حتى التحمت ببلدة الجارودية، وكادت تلتحم بمدينة القطيف، خاصة بعد ربط مدخلها الشمالي بطريق الرياض الذي يربط مدينة القطيف وواجهتها البحرية وجزيرة تاروت.
القادم من كيرلا
اتسعت “القرية” وصارت “بلدة”، ومثل سائر البلدات والقرى والمدن؛ تحولت “حلة محيش” إلى سوق مفتوح، تنتشر في شوارعه المحلات التجارية بأنشطتها المتنوعة. و “البوفيهات” جزء من الأنشطة التي عرفتها البلدة. الوجبات السريعة تلقى رواجاً طبيعياً، حتى في القرى. وقبل 13 سنة؛ افتُتحت بوفيه “الناجي”، ليعمل فيها “أشرف” القادم من منطقة اسمها “كوتشي” ضمن إقليم “كيرلا” الهندي، لتقدم الوجبات السريعة المعتادة في هذا النوع من محلات الأغذية.
ناس طيبون
وعلى امتداد السنوات الطويلة؛ ألف الناس “أشرف”، وألفوا مأكولاته. بات المحل جزءاً من مشهد الشارع اليومي، نظراً لساعات العمل الطويلة التي يُمضيها “أشرف” الذي قال لـ “صُبرة” إنه يعمل بين 12 إلى 14 ساعة في اليوم. ولهذا السبب تطورت علاقته بسكان حلة محيش. أشرف الذي سمح بتصوير المحل واعتذر عن ظهور وجهه؛ وصف سكان حلة محيش بأنهم “ناس طيبون”. لكن علاقته الطويلة بهم لم تخرج عن إطار عمله. وقال إنه “لم يزعل” بسبب انتشار شائعة بيع كبدة الكلاب حول المحل، لكنه صُدم بشدة، وسأل بعضهم إن كانوا يصدّقون مثل هذه الأقاويل، لكنّ ما لمسه هو أن أغلب من سألهم تعاملوا معه باحترام وثقة، وقال بعضهم له إنه فردٌ من الناس في حلة محيش.
وحول سبب إغلاق “البوفيه”؛ قال أشرف إن كل ما في الأمر هو انتهاء مدة رخصة البلدية، وأوضح أن كفيله دفع الغرامة وجدد الترخيص، وعاد كلّ شيء إلى طبيعته.