امرأةٌ مثيرةٌ للغزل

علي  المادح 

 

سألتُ الوحي في الأهدابِ كيف غفا

وفي الوجناتِ كيف جلاله انعطفا

.

أهذا الوعي في شفتيك مندهشٌ

أم الإبداع بالإبداع قد شَغُفا

.

لقد أقسمتُ بالوجه الذي انعرفتْ

به الأسرار  ما سرٌ لك انعرفا

.

إذا ما الفنُّ بين الناسِ أظهرها

فهذا قدسها في الناس ما انكشفا

.

وقفتُ عليه والأطلال ذاكرتي

كما (العبدي) في أطلالهِ وقفا

.

أراقبُ كلَّ ما تبديه من طرفٍ

وأطلقُ في خيالاتِ الهوى طَرَفا

.

وأقسم بالذي قد صانكِ شرفاً

ببعضِ هواكِ حزتُ الصونَ والشَّرفا

.

ولو قد جاز أن أعطيكِ من صفةٍ

لقلتُ أَهَلْ ملاك الوصْفِ قد وصِفا 

.

كأنكِ من لحونِ العرش تنشدها

نجوم السَّعْدِ والتاريخُ قد عَزفا

.

أتتك مدائن الإحساس تعبر في

قصورَ الذوق كي تبني لك الغرفا

.

أحبكِ دونَ أسبابٍ ألوذ بها

وهل كُنْهُ الهوى قد بان أو كُشفا

.

أريدكِ أنت لا أحدٌ سواكِ أرى

وإني مَنْ عرفتُ الذنبَ فاقترفا

.

هربت إليكِ من تيهي ومن وجعي

كأن العمر لم يبدأ وما انتصفا

.

ولا أدري أهلْ كنتِ انتصاراً أم

وجوداً أم خلوداً أم ترى هدفا

.

سُحرت بضلعك المعوج حين بدى

فما أحلاك لو خصرٌ بك انحرفا

.

وما أحلاك لو صدرٌ به اندفعت

عباءاتٌ ومنكِ البطن قد خُسِفا

.

سراطكِ مستقيمٌ كم وقعتُ بهِ

ودربكِ واحدٌ أحدٌ فما اختلفا

.

ألا يا أنت يا قديسةٌ سرقتْ

فؤادَ المذنبِ العاصي الذي اعترفا

.

شممتُ عبيركِ المخزون واعيةً

يعدد من وجوه الحب ما انصرفا

.

نزفتُ هواكِ أشعاراً تخلدنا

وربُ القلب أدرى ما بنا نزفا

.

ربيعك أكسجين الروح يبعثني

وبردك في سلامي ضُم والتحفا

.

أيا عشتار لو تاروت أنصفها

إلهُ الخصب لم تبقي لك التحفا

.

ولازال النصيف يهزها خجلاً

فدوني  في ربوع الراحلين  قفا

.

قطيفيٌ له في عمقه وجعٌ

يخاصم صُبرة كي ينقذ السعفا

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×