“طلع صفر” وتكسرت “القداوة” وأسعار التِتِنْ لم تنكسر.. الكيلو  بـ800 ريال الأزمة التي بدأت قبل أشهر مستمرة.. وتجار يعزوها إلى "إجراءات رسمية"

القطيف: شذى المرزوق

في الأحياء القديمة من مدن وقرى محافظة القطيف، وقليلة منن الجديدة أيضاً، كان بالإمكان مشاهدة قطع الفخار المكسرة مساء أمس، فيما يُعرف بتكسير “القداوة” في نهاية شهر صفر، والذي قد يستمر حتى مساء اليوم (الأحد).

منذ عقود، وربما قرون، توارثت نساء القطيف ومناطق خليجية أخرى، إحياء هذا الطقس الفلكلوري، الذي يربطنه بطرد النحس، كما تشير إلى ذلك كلمات أهزوجة يرددنها أثناء تكسير “القداوة”: “طلع صفر بشرته وشروره.. جانا ربيع بفرحته وسروره”.

وإذا كانت “قداوة” النسوان تكسرت، لدفع ما يعتقدن أنه “نحس وبلاء”، فإن أسعار التِتِنْ الذي يعتلي رؤوس هذه “القداوة” في جلساتهن لم تتحطم، بل واصلت مسيرتها الصعودية في الأشهر الستة الأخيرة، حتى وصل مع نهاية صفر، إلى حدود 800 ريال، فيما كانت قبل أشهر في حدود 150 ريالاً، مما يعني أن الارتفاع تجاوز 5 أضعاف ما كان عليه. وسط مخاوف بين النساء ألا يستقر عند سعره الحالي، ويواصل الارتفاع “الجنوني”.

قفزة الأسعار

مبعث هذا التشاؤم، أن سعر الكيلو تدرج في الارتفاع، ففي شهر سبتمبر الماضي كان 550 ريالاً، وسط شح شديد في المعروض، وكان الأمل يحذو “المتِتِنْات” أن تعود الأوراق البنية للأسواق وتنخفض أسعارها في نهاية شهر صفر، بيد أن نهاية هذا الشهر خيبت آمالهن، إذ قفزت الأسعار بما يفوق 31% عما كانت عليه.

سعر كيلو التتن وصل إلى 800 ريال

بطء الإجراءات

وكان موردون وتجار وباعة تِتِنْ أرجعوا التدرج في ارتفاع السعر إلى “استغلال” بعض من قاموا بتخزين التِتِنْ في ظل شح المعروض منه، وانقطاعه من الأسواق، وأعادوا بيعه بأسعار “خيالية”، إضافة إلى التأخر في إجراءات المُخالصة الجمركية للشحنات العالقة في مطار الملك فهد الدولي بالدمام، بما فيها الاختام الضريبية من جهة الهيئة العامة للزكاة والدخل، ما تسبب في انقطاعه.

واستغل تجار وباعة ظروف السوق وحاجة المستهلكين (النساء خصوصاً) للتِتِنْ، في رفع السعر.

صوت المواطن المُبتلى

يعزو المدير العام لمؤسسة شروق الصفا التجارية شوقي آل سعيد، أحد كبار تجار الجملة لمنتجات التبغ في المنطقة الشرقية، أزمة التِتِنْ إلى “البطء في الإجراءات الرسمية، الذي نجم عنه طمع وجشع بعض تجار المنطقة، ما تسبب في ما نراه الآن من استغلال”.

يقول آل سعيد لـ”صُبرة” “مما يؤسف له؛ عدم وجود جهة رسمية تسمع صوت المواطن المُبتلى”.

تكسير القداوة والفخاريات عادة متوارثة في منطقة الخليج في نهاية شهر صفر

المزاج يتدهور 

وكان الارتفاع الخيالي في السعر سبباً في احتجاج نسائي ترجم في عدد من المقاطع الصوتية التي انتشرت في “قروبات واتساب” ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، مُسجلات موقفاً معارضاً للمزايدة في سعر الأوراق البنية، التي يعتبرونها “سلوتهن ومتنفسهن من الهموم”.

في حين رضخ بعضهن للأسعار المفروضة، على أمل الحصول على “المزاج الذي لا غنى عنه”، بينما اكتفت أخريات بتدخين  أعواد التِتِنْ، أو نوعيات رديئة منه، كنوع من “التصبيرة” لحين عودة أسعار التِتِنْ إلى سابق عهدها.

وهو ما استفز تجار التِتِنْ، الذين طالبوا بالتعجيل في الإفراج عن الشحنات العالقة من التِتِنْ، لعلها تضع خاتمة لهذه الأزمة المُستفحلة منذ أشهر، ولا يُعرف متى تنتهي.

اقرأ أيضاً:

نسوان القطيف يكسرن “القداوة”: “واصفيراه صفر”.. هل يتوفر “التتن” في ربيع؟

تعليق واحد

  1. يفترض ان تبذلوا جهدكم اعلاميا لاقناع المدخنات و المدخنين بالاقلاع عن التدخين بجميع انواعه و خصوصا التتن بدل ان تتعاطفوا مع المدخنين او تشرحون و تبينون سبب الارتفاع و كانكم تدافعون عن المشتري. انتم تعرفون مضار التدخين بجميع انواعه و خصوصا مع جائحة الكورونا حيث ان المدخنين أكثر عرضة للآثار المرضية و خصوصا الرئوية أثناء الاصابة بالكورونا.
    نسأل الله الفرج و ان تنعدم هذه السلعة من الوجود مع الكورونا.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×