من الأحساء إلى العوامية.. يوم المرأة الريفية يجمع أحلام النساء "جامعة تحف" و"مزارعة" و"عاشقة قهوة".. 3 سيدات جمعهن مهرجان
العوامية: معصومة الزاهر
جامعة للتحف وتحلم بإقامة متحف سعودي، مزارعة تحرث الأرض وتقلم الشجر، بائعة البُن التي عشقت إعداد القهوة، ثلاث سيدات اختلفت هوايتهن لكن جمعهن مكان واحد وافترشن نفس الأرض، بمهرجان المرأة الريفية بوسط العوامية، الذي نظمته وزارة البيئة والمياه والزراعة، (الأربعاء) الماضي، لمدة يوم واحد تزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الريفية.
مهرجان المرأة الريفية بالعوامية
ندى أبو فور تحلم بمتحف شعبي يدوي
سحرت التحف ذات الطابع السعودي ندى أبو فور، التي قررت ممارسة هواية جمع المقتنيات التي لم يكتشف جمالها أحد من قبل، ووضعها في متحف متنقل؛ على أمل إبهار المارة مثلما سُحرت بها، بدأت الفكرة مع أربع سيدات أخريات للمشاركة باليوم الوطني للمملكة؛ لتروي قصتها: “بدأت زميلاتي في فكرة لعمل شيء ما للمشاركة بالاحتفالات الخاصة باليوم الوطني للمملكة داخل مقر العمل في مجمع تجاري”.
تكريم ندى أبو فور بمهرجان المرأة الريفية بالعوامية
تابعت: “اقترحت عمل متحف بسيط بدأ بجمع الأغراض المنزلية، وتنظيمها وجمعها وصناعة متحف شعبي، يعبر عن ثقافتنا وثقافة المجتمع السعودي كله”.
وأضافت: “جمعت من كل منطقة تذكار وبعضها تكلفته عالية وصنعت وصممت البعض الآخر حتى هويت جمع التحف وعرضها في متحف متنقل”.
استمرت أبو فور رغم تفرق السيدات، لتعمل وحدها طيلة 8 سنوات؛ لمشاركة المقتنيات الشعبية على مدار 6 سنوات بالخبر، والعاميين الماضيين داخل مجمع تجاري بالدمام، ويشهد مهرجان العوامية أول مشاركة لها.
أما عن متحفها المتنقل، قالت: “المتحف غير ربحي ولا أجني من خلاله المال أحصل على التكريم فقط وبعض الهدايا، هوايتي هي تصميم الديكور الشعبي، وأحببت أن أبرزها فأنا أصمم “ديزاين” للديكورات بمتاجر الملابس”.
رباب الجبيلي عشقت الزراعة وهَوت المكرمية
مشاركة رباب الجبيلي مهرجان المرأة الريفية بالعوامية
في الأربعين ربيعًا، تسكن رباب الجبيلي، بمنزلها القاطن بالأحساء، تروي لـ”صُبرة” قصتها ومشاركتها بالمهرجان: “كنت مشرفة في أكبر مجموعة نباتية على مستوى المملكة وأعطي دورات زراعية منزلية.. استضفت روضة للأطفال وعلمتهم زراعة الجزر “.
بدأت الجبيلي في اكتشاف هوايتها منذ كانت في الصف الرابع الابتدائي، حين قالت المعلمة “من يعتني بالفاصولياء في نهاية الأسبوع”، تحملت الطفلة الصغيرة وقتها؛ عناء الاهتمام بالنبتة الجديدة وسيراً على الأقدام حملتها باعتناء شديد لتأويها في منزلها.
كبرت الفتاة وامتلكت مزرعة بمنزلها بالأحساء؛ تلونها حسب الرغبة والموسم بزراعة الجزر والبندورة، والأخضر “الكوسا والحشائش” في موسم آخر، باستخدام سماد عضوي؛ حسبما تروي: “وأقلم الشجر وخاصة الجوري”، هوايتها أصبحت مصدر لإسعاد الآخرين “لا أبيع بل أهدي وأعطي للراغبين”.
تحارب الجبيلي التلوث البصري بتشجيع جيرانها على الإدخار والزراعة، قائلة: “لو يدخر كل فرد من مصروفه مبلغ بسيط، لزراعة واجهة المنزل ستصبح منطقتنا كالجنة ونتخلص من منظر الأسفلت”.
عشق الأعمال اليدوية تملك السيدة؛ التي توجهت من هواية الزراعة إلى حياكة المكرميات اليدوي لتأتيها الخيوط مسافرة من ماليزيا: “هي نفس فكرة اللوحات الجدارية ولكنها يدوية من حبال صنعت التعليقات للنباتات لتزيينها ، كذلك المكرميات الجدارية وخداديات وسجادات وأساور ومفارش”.
منذ أربع سنوات، تاريخ ليس بالقصير لتتقن الجبيلي الهواية الجديدة عبرَّ دروس “اليوتيوب”، تحكي بحماس: “واشتريت كتاب من أبها ومارست وكررت حتى أتقنتها.. واحترفتها هذه السنة بشكل مثالي وبدأت بالمشاركة بالمهرجانات هذا الشهر بعد توقف كورونا”.
رغم المشاركة إلا أن الإقبال مازال ضعيفًا على شراء المكرميات؛ “يعود هذا لكونه فن حديث ولكنهله مستقبل فهو يستخدم في التأثيث والديكور في الستايل البوهيمي”.
عاشقة القهوة.. أماني العبادي
استهلت أماني خضر، حديثها قائلة: “أنهيت دراستي الثانوية ولم ألتحق بجامعة وفكرت بالعمل”؛ عشقها لمشروب القهوة حركها نحو بناء مشروع “صغير”: “بدأت بنوعين من القهوة العربية بالحليب ومن دون حليب، وبعد سنتين تطورت إلى ثلاث أنواع وإعداد القهوة الفرنسية (بحليب ومن دونه) وبعدها التركية”.
تُعِد أماني القهوة من الألف للياء، بدءاً من مرحلة الطحن ثم خلط البن بالهيل والحليب؛ وفقًا لمعايير تعلمتها على مر السنين، ومقادير محددة.
مشاركة أماني العبادي في مهرجان المرأة الريفية بالعوامية
عام 2016 لجأت العبادي إلى بيع القهوة بالمدارس بدعوات خاصة: “حققت نجاح كبير وأحب الناس مذاق القهوة وبعدها عرضتها في محلات الأسر المنتجة هنا بالعوامية وخارجها وبدأت تأتيني دعوات للمهرجانات في أقسام الأسر المنتجة ومن خلالها توسعت أكثر وكسبت سمعة جيدة”.
تلقت عاشقة القهوة دعماً من العائلة ومعلماتها بمدرسة القطيف؛ الذين شجعوها على التجارة في هذا المجال، لتختتم حديثها وهي تحلم بمستقبل أفضل: “أفكر في توسعة العمل وافتتاح مقهى مستقبلاً”.
مهرجان المرأة الريفية بالعوامية