هل كان أسلافنا “قليلي حياء” في تسمية بعض أصناف النخيل بأسماء + 18..؟ شاعر يصدم الخليفة العباسي.. وراوية حديث يبرّئه من البذاءة ويُنقذه من العقاب

القطيف: حبيب محمود

شفيعي إلى موسى سَماحُ يمينهِ

وحسبُ امرىءٍ من شافعٍ بسماحِ

وشعريَ شعرٌ يشتهيْ الناسُ كلُّهمْ

كما يُشتهى زبدٌ بـ “ز…” رباحِ..!

بيتا الشعر هاذان جزءٌ من قصيدة قدّمها الشاعر العربي المعروف بـ “أبي الشمقمق” مديحاً للخليفة العباسي الرابع موسى بن محمد، الملقّب بـ “الهادي”، شقيق هارون الرشيد وسابقه إلى الخلافة. الشاعر من أهل البصرة، وقد أخذه الإعجاب بالشعر الذي يكتبه، فشبّه تفضيل الناس لشعره باشتهائهم صنفاً من التمر يؤكل بالزبدة. المشكلة هي أن اسم صنف التمر فيه كلمة بذيئة. الأمر الذي صدم الخليفة الذي حقّق مع الشاعر في معنى الاسم.

عندها قال الشاعر أبو الشمقمق للخليفة إنه ” تمرٌ عندنا بالبصرة إذا أكله الإنسان وجد طعمه في كعبه”. لكنّ الخليفة لم يقتنع بهذا التبرير، فطلب إلى الشاعر دليلاً على صحة كلامه. ومن الصدفة أن مجلس الخليفة كان فيه أحد مسؤولي الدولة العباسية، هو سعيد بن سلم الباهلي، وهو بصريٌّ الأصل، وراوية حديث معروف. فشهد الباهلي للشاعر بصحة كلامه، وهنا نجا الشاعر الجريء من العقوبة، بل وحصل على مكافأة قدرها ألفا درهم..!

مؤاخذات اجتماعية

في صيف 2017؛ واجه فريق توثيق النخيل في القطيف، بعض المؤاخذات في الحديث عن صنفين من نخيل القطيف يحملان اسمين مكشوفين. استهجن بعضهم من ذكر “قـ…ر جمل” و “ف..ح غِنْيَهْ” أو ” ف..ح الشيخ”. فمثل هذه الكلمات لا تُذكر علناً، على الرغم من أننا في زمنٍ مُستباح ـ تواصلياً ـ بحيث بات تعبير “+18” رُخصة اجتماعية لما هو مسموحٌ به للراشدين..!

الفريق مكوّن من مهتمين بالبيئة والنخيل على وجه خاص، وقد ضمّ الفريق: كاتب السطور، خبير النخيل فتحي عاشور، المحاضر بجامعة الملك فيصل محمد الزاير، المصورون فيصل هجول وصبحي الجارودي ومحمد الخراري، والفلاح السابق علي الملا.

فحص أخلاقي

لم يأتِ الاستهجان ـ في رأيي ـ من الفحص الأخلاقي وحده، بل من فحص المجتمع للغة ذاتها. وللإيجاز أقول: إن الاسمين ماتا دلالياً، لأن المجتمع لم يعد يعرف النخلتين المهدّدتين بالانقراض. أسلافنا على العكس منا؛ كانوا يتعاملون مع النخلتين باسميهما، دون أن يجدوا غضاضةً أو تحرُّجاً. ثمة اتفاق اجتماعي كان بينهم على الاسم واستعماله، وكانت لهم أُلفةٌ معه. كانت الدلالتان تشيران إلى نخلتين، فبقيت الدلالة حيّة في أجيالهم هم.

وحين اختفت النخلة من البساتين؛ ماتت دلالة الكلمتين. وعليه؛ فإن ذكر اسم النخلتين الآن؛ بات عيباً صريحاً، ومن الصعب سَوقه في حديثٍ دون تلكؤ، أو تردّد..!

أسماء تاريخية

وواقع الأمر؛ هو أن التسميات البذيئة للنخيل موجودةٌ منذ قرون طويلة في البلاد المعروفة بالنخل. على الأقلّ في العراق والجزيرة العربية. ويمكن تفسير ظهور هذه التسميات بالمُخيّلة العربية التي يشغل التشبيه جزءاً هائلاً من موروثها اللساني والبلاغيّ. وتُشير قائمة الأسماء المكشوفة ـ التي وقفتُ عليها ـ إلى أنها وُلدت بفضل ما تخيّله مطلقو الأسماء من وجه شبه بين ثمرة النخلة وبين مشبَّه به في الطبيعة. تصور كل ذلك في تتبّع الأنواع التي وثّقها مؤرخو النخيل..

وفي العرض الآتي، قائمة وقفنا عليها من مصادر رصدت أنواع النخيل في المملكة وبعض دول الخليج والعراق، والجزيرة العربية، وإيران..

في الجزيرة العربية؛ بضعُ أسماء لنخيل خارجة عن استيعاب راهننا. والغريب أنها نشأت وانتشرت في مجتمعات موصوفة بالتحفظ، إن لم نقل التشدد. وقد أدركها التوثيق وأثبت وجودها.

السعودية

1 ـ خصيّ البغل

ذكره البكر في [نخلة التمر: 653]، برقم 35 في أصناف نجد والقصيم. ثم ذكر “خصيّة” وإلى جانبها كلمة (بالتصغير). وكلاهما من دون أي وصف أو شرح. وقبلهما ذكر “اخصيّة” واكتفى بقوله إنه من تمر القصيم. وجاء في [أصناف التمور المشهورة في المملكة العربية السعودية: 30 و 35] أن “خصي البغل” من نخيل الرياض، أي نجد. وأن “خصيّه” من نخيل القصيم. وقد نقل [أطلس أصناف النخيل: 125] الأسماء الثلاثة كما هي. ولا أملك أية معلومة حول علاقة ذلك بـ “خصاوي البغل” العراقي.

2 ـ قراقر جمل

من نخيل البحرين والقطيف. لم أعثر على توثيق له. لكنه معروفٌ على نطاق واسع بين كبار السن من فلّاحي القطيف. ووجوده الحالي نادر. لكننا عثرنا عليه في نخل اسمه “الطف” ببلدة الجارودية. وشكله أصفر، كُرويٌّ، كبير، بعض ثماره تظهر كأنه منفلقة من الخلف. ينضج في وسط الموسم.

3 ـ قريقر

يسمّيه بعض القطيفيين “قراقر جمل” أيضاً. وسكان أم الحمام وحلة محيش يسمونه “قريقر”، أما سكان التوبي فيسمونه “چبچاب”، وهو يختلف عن السابق. لونه أصفر مشوب بحمرة خفيفة جداً، طويل نسبياً. ينضج في بداية وسط الموسم. وله سمة خاصة، هي أن خلاله الأخضر لذيذ أيضاً قبل أن ينضج، ومن عيوب نخلته أن ثمره يتساقط كثيراً قبل النضوج. وربما كان هو الـ “چبچاب” العراقي الذي يُستخدم سلوقاً في موطنه. وقد جُلب ـ هو وصنف برَيم ـ لهذا السبب في زمن ازدهار السلوق القطيفي. ويبدو أنهما لم ينجحا سلوقاً لاختلاف البيئة، بل رطباً.

4 ـ فـ ..ح غِنْيَهْ

ويُسمّى في القطيف ” فـ ..ح الشيخ”، أيضاً. و “غِنْيَهْ” تعني “أغنياء” و “الشيخ” أي الرجل الثري، وليس رجل الدين. والتسمية كناية تتهكّم برفاهية الأغنياء. عثرنا على النوع في القديح، وهو نادر. لون ثمرته أصفر، بحجم الخلاص وشكله، لكنه يسبقه في النضج.

5 ـ خنـ .. خنيزي

صنف بحريني وكان موجوداً في القطيف. أحمر اللون يُشبه الخنيزي في شكله العام، لكنه طويل جداً، مثل طول صنف “حلوة” المعروفة في حائل.

الصورة للباحث البحريني حسين محروس

6 ـ  نغول

هناك قائمة طويلة تحمل أسماء مركبة من “نغل”. والنغل ـ في اللغة ـ هو ابن الحرام. وهي متفرقة في الجزيرة العربية، ومنها: نغل حلّاو، نغل خلاص، نغل برشه، نغال. ويظهر من أسمائها أنها من نخيل “الدقَل”، أي التي نسمّيها “خُصبة” في القطيف.

الإمارات

7 ـ ز.. الشيخ

ذكر البكر في [نخلة التمر: 679] أنه من نخيل رأس الخيمة. ووصفه بأنه “أصفر، أهلليجي، كبير”. ونقل عنه [أطلس أصناف النخيل: 132].

 

العراق

وللعراق النصيب الأوفى من الأسماء المكشوفة، ذات الدلالات الجنسية، وبالذات الأعضاء الذكرية..!

8 ـ ز.. رباح

لعلّه أقدم الأسماء المكشوفة الموثّقة على الإطلاق. وهو اسم صنف في نخيل البصرة. جاء ذكره في قصيدة لأبي الشمقمق (112 هـ ـ 200 هـ، 730 ـ 815م)، مدح فيها الخليفة العبّاسي موسى الهادي (144 ـ 176هـ، 766 ـ 787م). وقد وردت القصة في مقدمة هذا التقرير.

وردت القصة في كتاب [المستقصى في أمثال العرب، ج: 1، ص:321]. وذكر هذا الصنف ابن سيده الأندلسي أيضاً، في [كتاب النخل”، ج: 2، ص: 393]. ويظنّ عبدالقادر العبّاسي أن هذا النوع هو المعروف في البصرة، حالياً، بـ “أصابيع العروس”، حسبما دوّنه في كتابه [النخلة.. سيدة الشجر”، ص 54]. وذكره ـ أيضاً ـ عبدالوهاب الدبّاغ في [النخيل والتمور في العراق: 103]

9 ـ ز.. الواوي

.. أو “زبيب الواوي”.. والواوي هو الثعلب، من نخيل الحلّة، ذكره عبدالجبار البكر في [نخلة التمر: 616]، وعبدالوهاب الدبّاغ في [النخيل والتمور في العراق: 103].

10 ـ ز.. الريح

ذُكر في [نخلة التمر: 616]، و[النخيل والتمور في العراق: 103].

10ـ خصاوي البغل

قال البكر إنه من نخيل “أبو فلوس” بالبصرة [نخلة التمر: 613]، ووضعه ضمن قائمة النخيل التي نُقلت من العراق إلى أمريكا [ص: 786]. وذُكر في [النخلة.. سيدة الشجر: 67]، و [التمور والنخيل في العراق: 102]، ووثّقه الدكتور جاسم المديرس في [أطلس أصناف التمور] ضمن نخيل العراق [ص: 120]، وهو موجود في قائمة نخيل إيران [ص:133]، وضمن قائمة النخيل الموجودة في الجزائر والمغرب وأمريكا [142].

12 ـ خصاوي مشري

من نخيل البصرة، ورد اسمه في [نخلة التمر: 613] بالألف المقصورة، وفي [التمور والنخيل في العراق: 102] بالياء. وكذلك في [أطلس أصناف التمور: 120].

13 ـ أسماء شاذة

في العراق أيضاً أسماء ليست مكشوفة تماماً، إلا أنه يمكن أن تُصنَّف ضمن الأسماء غير المقبولة، أمثال: سكران، بنات العربيد..!

‫9 تعليقات

  1. على الاخوة ان لا يستغربون
    هي الرسالة المعدة لصبرة
    هل وجدتم لها رسالة اخرى غير اثارة الشبهات ومخالفة الذوق العام
    فلنفترض ان ما كتب صحيح
    فيصدق عليه قول امير المؤمنين
    كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع

  2. السلام عليكم
    عندي وجهة نظر
    المقال غير جيدا بتاتا وبعض الكلمات فيها قلة الحياء وبذاءة
    ما أعتقد المقال مثل هذا يصلح نشره،
    يعني ربما جميع المجتمع لديه مسميات جميلة، وهناك قرية معينة او جماعة معينة قلبت أسماء الرطب الى المسميات أخرى، هل ينبغي نشر ذلك؟؟؟
    هناك في التاريخ أخبار كثيرة جميلة.

  3. شكرا للموضوع الشيق والمقدمة اللطيفة

    .
    بس الكلمات الي ما افصحت عنها ترى ما قدرت اعرفها
    اتصل علي

  4. اللي ماعنده شغلة يختن السنانير..ألمشكلة مش في اللي كتب ألمقأل انمأالمشكلة في نأشره..يجب ان لانروج للت فأهأت حتى من بأب الفكأهة ..هل انتهت مشأكل مجتمعأتنأ..لكي ننحدرألى هذأالمستوى وهذه المسميأت التي لا تغني ولأتسمن من جوع ..وجهة نظر..

  5. هم راحو واندفنو الله يرحمهم وانت قليل الحياء انا خجلت وانا اتصفح فمابالك لو اكمل قراءة هذا المقال القبيح

  6. انت ببحثك قليل الحياء وتحتاج الجلد لنشرك قلة الحياء الا ترى بانك تشوه التاريخ العالم يجتهد ليظهر تاريخه بانقى العبارات والاحداث وانت اجتهدت لتوسخ التاريخ

  7. اسلافنا ربما حكمهم الجهل وقليل من البذاءة لكن قليل الحياء من يعيد نشر البذاءة وقلة الادب في منبر اعلامي اما يوجد حياء لذيك يامتعلم يابتاع المدارس ياكاتب المقال

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×