السعوديون.. أبناء الرقم الصعب

أديب موسى الصادق

نحن السعوديون..

نفخر ونعتز بهويتنا السعودية وانتمائنا لهذا الوطن العربي المسلم، الذي حباه الله بخدمة أقدس بقاع الأرض “الحرمين الشريفين” وخدمة أكثر الملايين والمعتمرين كل عام، وتقديم كامل الخدمات الأمنية والطبية والبيئية لتيسير مناسكهم.

نحن السعوديون

ندرك تماما بأن بلادنا ـ ومنذ عقود مضت ـ أصبحت رقما صعبا على جميع الأصعدة الإقليمية والعربية والدولية، ولها ثقل ومكانة، وهي بمثابة بوصلة المنظمات الدولية (الأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وجامعة الدول العربية، و G20، ومجلس التعاون الخليجي، و WTO، ومجلس حقوق الإنسان، وأوبك، والمحافل العالمية. ولها رأيها الوازن والمؤثر في سياسات واقتصاديات العالم بأسره بسبب ما حبى الله قادتها من رصانة وحكمة وسؤدد، وبما وهبها الله من مكانة لدى مليار و ٩٠٠ مليون مسلم بالعالم، وبما أودع الله بأرضها من خيرات ونعم ظاهرة وباطنة.

نحن السعوديون

على وعي تام بأن دولتنا مستهدفة، ولها متربصون وأعداء. لكننا كشعب، لم نُصَبْ يوماً بالفزع والخوف من أحد، لأننا على يقين بأن قيادة هذا الوطن قد رسخت أركانه وحصنت حدوده بسدود منيعة.. بدءاً من إيمان شعبه بقيادته الحكيمة، ووطنيته وانتمائه وإخلاصه وتفانيه.. وصولاً لاستبسال هذا الشعب في الذود عن تراب وأمن وكرامة وطنه بالأرواح والدماء.

وهذ واقع شهدت عليه دماء شهدائنا الأبرار من جميع أطياف شعبنا الذين امتزجت دماؤهم في ملاحم الشرف والكرامة، وروت الصحارى والجبال والسهول والوديان في الأيام الصعبة، منذ توحيد المملكة، حتى معركة الخفجي في يناير ١٩٩١ وتصدت فيها قواتنا الباسلة والجيوش الحليفة للقوات العراقية المعتدية إبان غزوها لدولة الكويت الشقيقة، مرورا بمعركة تطهير الحرم من الفئة المارقة في محرم ١٤٠٠ هجري ووصولا إلى معارك الكرامة بالحد الجنوبي.

نحن السعوديون..

بجميع قبائلنا وعائلاتنا، وعلى اختلاف مذاهبنا وأطيافنا ولهجاتنا، في قلب الوطن وشماله وجنوبه وغربه وشرقه، يجمعنا دين الإسلام وعروبة الجزيرة والهوية السعودية.

نحن السعوديون

نعتز بإن بلادنا تم توحيد على يد الملك عبد العزيز “طيب الله ثراه” الذي بايعه الناس ملكا عليهم.

والقطيف إحدى تلك المناطق التي بايعت عبد العزيز وانضمت إلى لواء التوحيد سلميا، لأن أسلافنا كانوا على بصيرة من أمرهم بأن من قدم لهم كان حاملا لراية لا إله إلا الله، وقد أتاهم داعياً وموحداً وليس غازياً، وكانت تلك نعمة من نعم الله على البلاد والعباد.

نحن السعوديون..

شعب تجذرت فيه الوطنية.. من الأسلاف والأجداد.. إلى الآباء والأبناء والأحفاد. شعب يتشرب حب الوطن فينا بالسليقة منذ نعومة أضفارنا ودونما خطب ملتهبة تلقى على مسامعنا بمعسكرات التجنيد الإجباري.

نحن السعوديون..

شعب فخور بوطنه، لأننا نشهد في حياتنا كل يوم قيم العدل والمساواة والإنسانية، ونشعر بالأمن والأمان في ربوع وطننا الكبير. فنحن نقطع الفيافي “ليلا ونهارا” آمنين غير خائفين من قطاع طرق، ونسكن مدننا والقرى المترامية الأطراف سالمين غير وجلين من متسللين، وننام في بيوتنا قريني العيون من دون أن تقفل بوابات منازلنا أو ترف لنا أعين خوفا من لصوص.

نحن السعوديون

ممتنون لدولتنا التي هيأت لكل فرد من أفراد شعبها سبل العيش الرغيد، عبر إستتباب الأمن، وتوفير جميع العلاجات الطبية والأدوية بالمجان، وشيدت مئات المستشفيات والوحدات الصحية المنتشرة بأرجاء المملكة، ولم تبخل بعلاج مواطنيها في أفضل المراكز الطبية بالعالم إذا دعت الضرورة لذالك.

دولتنا السخية وفرت لأبنائنا وبناتنا البعثات الجامعية بالداخل والخارج.. من الهند إلى الصين، ودول أوروبا وكندا وأمريكا. بعثات أكاديمية تقدمها دولتنا مدفوعة التكاليف ومدعومة بالمكافآت المجزية والتأمين الطبي وتذاكر السفر للمبتعثين وأزواجهم وزوجاتهم.

وضمنت لشعبها تكافؤ الفرص الوظيفية دون تمييز طائفي كما يحصل في بعض الدول المجاورة.

نحن السعوديون..

شعب لا تجد فقراءنا يتسولون على قارعة الطرق، لأن الدولة ضمنت لكل محتاج ومحتاجة ما يحفظ الكرامة ويسد الرمق ويشبع البطون، عبر برامج الضمان الاجتماعي. ودولتنا وفرت لمواطنيها برامج إسكان سخية وميسرة معفية من الضرائب عبر برامج الإسكان “سكني”، وبرامج أخرى عديدة داعمة لرفاهية المواطنين حسب حاجتهم مثل ساند وحافز وحساب المواطن وتنمية الموارد البشرية وبرنامج سند لمهور الزواج.

نحن السعوديون..

ندرك أنه قد يغرر بثلة من أبنائنا الذين “مسهم طائف من الشيطان”، وهذا يؤلمنا أيما إيلام، فضعاف الأنفس والجهلة والسذج، موجودون بين كل الشعوب كما حصل للذين غرر بهم في حروب أفغانستان والشيشان والبوسنة والعراق وسوريا، والإرهاب الذي كانت دولتنا إحدى ضحاياه، وبفضل الله وحكمة قادتنا تم هزيمته، ومزقته قواتنا الأمنية شر ممزق، حين حاول زعزعة الأمن بمؤسساتنا وقتل المصلين بمساجدنا وترويع الآمنين.

ونحن نسعد بإنسانية قيادتنا الرحيمة التي فاقت الأساطير والخيال، منذ ضربت أروع المثل في التسامح مع أبنائها ممن أخطأوا بحق الوطن، واستحدثت من أجلهم برامج المناصحة لإعادة تأهيلهم بعدما ضلوا جادة الصواب.

نحن السعوديون..

نعلم علم اليقين والعالم كذلك، أن دولتنا لا تتدخل في شؤون الآخرين، إلا إذا طلب منها مد يد العون. فدولتنا لم تسعَ يوماً في الكيد ضد الأخرين، كما فعلت بعض الدول تجاه بلادنا، ذلك لأن نفوس قادتنا الأبية وشعبنا تأبى المكائد. وهذه الدولة لم تقدم سوى الدعم الإنساني للشعوب المنكوبة، والوساطات بين الفرقاء لرأب الصدع وحقن الدماء بغض النظر عن جنسياتهم وانتماءاتهم السياسية والدينية والعرقية. وما الجهود التي بذلتها المملكة حين جمعت الفرقاء اللبناييين (سنة وشيعة ومارونيين وأرثوذكس ودروز وأرمن) في مؤتمر الطائف سنة ١٩٨٩، والذي أنهى الحرب الأهلية الدامية التي دامت ١٥ سنة، إلا خير دليل على مواقف المملكة المشرفة.

نحن السعوديون

نعتز ونتباهى بأن لدينا دولة أصبحت بمصاف الدول المتطورة، ببنيتها التحتية، وبمعاملات الحكومة الإلكترونية، وتطبيق مبدأ الشفافية والمكاشفة بجميع الأمور التي تمس حياة المواطنين. فدولتنا كرست النظام المؤسساتي والتشريعات والأنظمة العادلة، وتماشت مع روح العصر دونما المساس بثوابتنا الدينية، وكفلت حقوق شعبها المدنية والإنسانية على أكمل وجه.

نحن السعوديون

نعيش في دولة يحسدنا عليها الآخرون بكل تفاصيلها (قيادتها، موقعها، بحارها، مكتسباتها، قوتها، خيراتها) ويغبطوننا على حلم وحزم قائد مسيرتنا الملك سلمان بن عبد العزيز “حفظه الله”، من ضربت في عهده هامات الفساد بلا هوادة ولا تمييز، فليس بيننا سيد ولا مسود أمام القانون.

نحن السعوديون

كنا وسنبقى أوفياء لقيادتنا، نلتف من حولها كالطود الصخري الصلد، ونقف أمام الأعداء شامخين، كما قال سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، كشموخ جبل طويق.

* استشاري موارد بشرية، مدينة صفوى.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×