حب الوطن يعني التصدي للتحريض
عالية آل فريد
ربما يظن البعض أن ترديد الهتافات باسم الوطن والتغني بترابه ما هي إلا عواطف تجيش في وقتٍ ما أو مناسبة ما. لكن لا عيب في ذلك، طالما أن هذه المشاعر صادقة.
وقبيل أيام احتفل الشعب السعودي باليوم الوطني للمملكة الـ 90، رغم الأزمة الصحية العالمية “كورونا”؛ بدا لنا ـ نحن الشعب ـ أن “لا شيء مستحيل”، واحتفلنا بالمناسبة الغالية علينا جميعاً.
تشهد المملكة في هذه المرحلة، طفرة تنموية حضارية سياسيًا، اقتصاديًا، ثقافيًا، اجتماعيًا، تكنولوجيًا، من أجل بناء نموذج الدولة “العصرية المثالية”، كما صرح بذلك قادة البلاد، حفظهم الله.
لم يكن هذا حلمًا، بل تحقق ذلك على أرض الواقع، بدءًاً من إطلاق رؤية المملكة “2030” ثم برنامج التحول الوطني “2020”، ما جعل المملكة تتحرك بخطى طموحة وواثقة، تستثمر إمكانياتها الكاملة وعناصر قوتها المتينة في اقتصادها وسياستها وشؤونها كافة.
بات المواطن السعودي اليوم يستمتع بثمار هذه الخطة الواثقة، أينما كان، داخل الوطن أو خارجه، رغم مواجهة التحديات الكبيرة وأبرزها “جائحة كورونا” التي ما زالت عائقًا أم كبرى الدول، وهذه التحديات حولتها القيادة إلى مكتسبات، قفزت من خلالها المملكة العربية السعودية سياسيًا على صعيدها الداخلي والإقليمي والدولي، حتى أصبحت في مصاف الدول المتقدمة تمتلك الدور الفاعل والمؤثر في المنظمات الدولية العالمية والأممية، مما يدل ذلك على قوة كيان هذه الدولة العتيدة وعمق تاريخها وأصالتها.
إضافة إلى ذلك النقلة النوعية في تمكين المرأة السعودية ومشاركتها في سوق العمل وحصولها على حقوقها وما شهدته تلك الحقوق من تعديلات وتغييرات إصلاحية جذرية في أغسطس 2019.
وهذا كله يُملي علينا بوصفنا مواطنين أن نلتفت إلى أمور كثيرة، بينها:
الوحدة الوطنية
لا خيار لنا غير التمسك بالوحدة الوطنية، فهي السبيل الوحيد للنجاة، أمام المنعطفات الدولية والتموجات التي تهدد سلامة الوطن. حب الوطن تعني التصدي للتحريض وإثارة الفتن وتجنب الخلافات والصراعات الداخلية، والانقسامات المجتمعية لعبور مسار التغيير باطمئنان وثقة.
نحن في حاجة الى أن تتوحد القلوب تحت مظلة التسامح والتآخي وأن تسود أجواء المحبة، فالوطن واحد والمصير واحد والمبادئ والعادات والتقاليد كلها واحدة، والأهداف مشتركة، ويتحقق هذا عبر ترسيخ ثقافة الحوار ومد جسور التواصل والتعامل برؤية متسامحة مع حقيقة التعدد الديني والثقافي الموجود.
ويتحقق هذا عبر تعزيز قيم المواطنة وترسيخ ثقافة الحوار ومد جسور التواصل وسيادة القانون والتعامل برؤية متسامحة مع حقيقة التعدد المذهبي والثقافي الموجود.
حماية المكتسبات
فقوة الدول تكمن في حماية مكتسباتها، والشباب هم أهم مكتسبات الوطن، بمنحهم الفرص الواعدة ومواصلة تقديم الدعم لهم في المواقع القيادية، وهكذا تعزز دور المملكة.
وهناك مكتسب آخر مهم هو التطويرات التي شهدها العديد من المؤسسات الخدمية والممتلكات العامة الحدائق والمدارس والمرافق السياحية والعامة.
هناك جهود كثيرة للمحافظة على تلك المكتسبات؛ من خلال تطوير المؤسسات الأمنية والخدمية، وتطوير مهارات العاملين بتلك المؤسسات، بنشر الأمن في ربوع المملكة، وهذه الممتلكات ملك لنا جميعًا وعلينا التصدي لمن يحاول التخريب والعبث بها، ودورنا أيضًا هو حماية هذه الأرض الطيبة والمحافظة عليها.
مواصلة الإصلاح
لنجاح مسيرة الإصلاح يجب اتباع أهداف التنمية المستدامة والشاملة، التي تعالج الكثير من المشكلات القائمة، وأبرزها: القضاء على الفقر والأمية ومعالجة البطالة بإتاحة الفرص الوظيفية كافة، وتسخير أهم الإمكانيات المادية والطاقة البشرية لخدمة الوطن، فبلادنا ثرية بإمكانياتها وغنية بمواردها، ربما لكل هذا أشعر بالفخر والاعتزاز بأن المملكة وطني.