أنوار عويشير.. الطبيبة التي اكتشفت ذاتها في الخياطة لم يكسرها تأخر الوظيفة.. بل صنعت لنفسها عملاً مفيداً
القطيف: بنين مهدي
حين تأخرت عليها الوظيفة؛ لم تنكسر. وحين وجدت نفسها بلا عمل؛ لم تستسلم. ولم يُحبطها أن تحمل البكالوريوس في الطب ويداها خاويتان. بل فكّرت، ونفّذت، وأصرّت، وواجهت.. ونجحت.
هذه هي الدكتورة أنوار آل عويشير التي صنعت لنفسها عملاً، ولم تنتظر العمل، ووظفت مهاراتها في التصميم والخياطة والتطريز، لتجعل من نفسها امرأة منتجة، بدلاً عن أن تبقى مستهلكة.
ولعها بالفن جعلها تتقن الأعمال اليدوية المختلفة، وقدمت منتجات بارعة التصاميم والتنفيذ، وعرضتها للبيع، وصنعت لنفسها قاعدة من الزبائن.
أنهت الدكتورة أنوار مسيرتها الجامعية، وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل.
وحين روت قصتها قالت إنها واجهت صعوبة في البداية كونها أماً لطفلين، ما يجب أن ينعكس على اختيارات دراسية مناسبة لحياتها الأسرية، تملكت الحيرة أنوار بين اختيار دراسة الطب أو الهندسة المعمارية، إلا أنها استقرت على الاختيار الأول، قائلة “الطب يوفر الفرص الوظيفية أكثر من مجال الهندسة المعمارية، خاصة النساء”.
اجتازت الطبيبة سنة الامتياز عام 2019م، إلا أن هذه المرة كانت هناك أزمة أخرى بانتظار أنوار، في ديسمبر 2019 ظهر فيروس كورونا المستجد للمرة الأولى في مقاطعة وهان بالصين، بحسب ما ذكرته منظمة الصحة العالمية.
بعدها بأشهر قليلة وتحديدًا في الثاني من شهر مارس، أعلنت المملكة العربية السعودية، عن ظهور أولى حالات كورونا، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية.
هذه المرة “أنوار” اضطرّت إلى البحث عن فرص بديلة، فلم تسنح لها الفرصة في البحث عن وظيفة في ظل الأوضاع الراهنة خوفًا من انتقال عدوى كوفيد-19 إليها ولعائلتها.
نقطة البداية
طوال فترة الـ 6 أشهر، وهي مدة العزل المنزلي، بذلت “أنوار” المزيد من الجهد في تطوير مهاراتها وإبداعها في الخياطة، ما جعلها تتجه إلى حضور دورة تدريبية خاصة بالخياطة، وبدأت في شراء عدة الخياطة، وأقمشة متنوعة ذات جودة بألوان مختلفة.
بدأت “أنوار” في العمل، وكانت أولى تجاربها حياكة دمى لطفليها الصغيرين، وبعد الانتهاء وجدت التجربة ممتعة بالنسبة إليها.
الدعم المستمر من زوجها وعائلتها، جعلها ترغب في المزيد من العمل، الذين كانوا أولى زبائنها “طالبوا بعمل أطقم ومفارش بمقابل مالي”.
انطلقت الطبيبة والخياطة حاليًا في مشروعها، وأنشأت صفحة باسم مشروعها عبر “الإنستغرام”، لعرض أعمالها التي لقيت إقبالًا من المتابعين والزبائن.
شعف و اكتشاف
تسعى “أنوار” إلى تعلم أشياء جديدة، مهارات جديدة، أو حتى “طبخة جديدة” لم تجربها من قبل، فهذا هو شغفها في الحياة، تحاول اكتشاف وتجربة كل فكرة، حتى ترى نفسها تنغمس في الفنون.
وأضافت: “أطمح مستقبلاً أن أوفق بين وظيفتي كطبيبة، وممارسة هوايتي في الخياطة”.
واختتمت حديثها لـ”صُبرة” قائلة : “على كل فرد أن يبحث عن ذاته، ويمارس موهبته، داخل كل فرد شغف وحب لعمل معين، لابد أن يأتي يوم ليكتشفه”.
صور