مُضر.. ناديكم خرابة.. لكن شبابكم عمار

حبيب محمود

هذا ما قلته لرئيس مجلس إدارة النادي الدكتور سعيد الجارودي. النادي الذي صنع كلّ هذه البطولات يعمل في مبنى بائس قديم، ليس في مدخله ولا سلالمه ما يُرحّب بزائره، أو يُشعرهُ بأنه في مبنى نادٍ وطني كبير، صنع المعجزات في ملاعب الوطن والملاعب العربية، وملاعب دولية…!

ومنذ سنواتٍ؛ وتعبير “ملعب الإسمنت” يتكرر في إشارات إلى معاناة النادي المادية والفنية، وتجهيزاته الضعيفة. كنا أطفالاً حين كنا نذهب إلى “ميدان مضري”، ونشاهد ملعب كرة القدم الترابي، وملاعب الطائرة والسلة واليد على أرضية “قيسية/ صبّية” من الإسمنت العادي.

“هل عليكم متأخرات في إيجار المبنى..؟.. هكذا سألت الجارودي، أيضاً، وقبل أن يُجيب أوضحتُ له أنني لست بصدد عرض مساعدة مالية. وبكل عفوية أكد: نعم.

الله أعلم بأعباء هذا النادي، ومتاعبه المالية، وديونه المتأخرة. هو وغيره من أندية قدّمت معجزاتٍ، حين نقيس إنجازاتها بإمكانياتها. الله أعلم بحجم التضحية التي يُقدم عليها أحدٌ من أبناء البلدة حين يتصدّى للعمل ـ متطوعاً ـ في مجلس الإدارة، أو في لجانها الإدارية والفنية.

حين نقارنها بأندية كبيرة جداً؛ نجد ألّا ملايين تتدفق عليها، كما تتدفق ملايين النافذين ورجالات المال والأعمال على أندية المدن الكبيرة. ومع ذلك؛ فإن هذه الأندية الواقفة على حافة الإفلاس، والمستمرة على كفاف الإيراد وتقشّف الإنفاق؛ هذه الأندية تقدّم الكثير، وتصنع بطولات تقترب من المعجزات..!

ذهبتُ إلى مبنى النادي، على أمل أن أجد أحداً أقول له “مبروك”، أو “مبارك”، حتى يغضب زملائي سدنة اللغة. إلا إنني لم أجد إلا كآبة المدخل، والضوء الخجول، والسلالم الخافة.

ربما مضت ثلاثون سنة على دخولي المبنى، وخلالها تعاقبت مجالس إدارة، وتداولت الأنشطة لجان، وخاض التحديات عشرات الشباب. و “مضر” صامد، وقادر على إثبات وجوده في مشهد الرياضة الوطنية. لم يشغله وضع المبنى، ولم تُثبطه صلابة ملعب “الصبّية/ القيسية”، ولم تُحبطه مشكلات التمويل والدعم.. حتى صفة “الأملح” التي كانت تُغضب “القداحة” قديماً، باعتبارها “مُعايرة”؛ تحوّلت إلى مصدر فخر لكل قديحي…!

يا دكتور سعيد.. ويا شباب مضر.. مبنى ناديكم “خرابة”.. لكن شبابكم “عَمار”.. ملعبكم “صبّية”.. لكن إرادة قلوبكم فولاذ..!

شكراً لكم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×