اصنع أثراً
خديجة محمد بابكر
نطمح لترك أثراً خلفنا وتخليد بصمة في الكون من خلال السعي وراء طموحاتنا وتغذية أفكارنا والعمل على تطوير ذواتنا، ولكن تلك الأمور وحدها لا تكفي فبقاء ذكرك إلى ما بعد رحيلك عن الدنيا ينبغي أن يكون عميقاً قوياً بعمل دؤوب دون كلل أو ملل.
ليس فقط من أجل نفسك ومستقبلك بل لأجل من حولك، أولئك الذين سيذكرون أعمالك الحسنة تجاههم، فلا تتهاون بأبسط كلمة وأبسط فعل تقوم به، والتمس أبعاده وأثره عليهم، كن مراعياً لتصرفاتك محاسباً لذاتك عند الخطأ وتعامل بالمبدأ الذي يحضك على الخير ويجعلك سعيداً عندما تكون قادراً على مساعدة الناس، فمن طلب عونك لقضاء حاجة ما وجد فيك الخير والقوة فلا تتخاذل ولا تتكاسل وقدم ما استطعت واستشعر ما حظيت به من مكانة في الدنيا والآخرة من إغاثة وإعانة للملهوف، حتى لو كانت خدمة يسيرة فهي قد تكون باباً لخدمات أخرى ذات أثر عظيم، وثق تماماً أنك ستجني ثمارها يوماً ما، وستكون لك كالنجدة في يوم شديد الضيق، فتكون أعمالك منقذة لك، ومن قمت بقضاء حاجاتهم عوناً لك.
وهذا ماأمر به ديننا الحنيف ووصى به رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قائلاً: ( المسلم أخو المسلم، لايظلمه، ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة) فإما أن تلقى جزاء أعمالك في الدنيا وتؤجر عليها، أو تكون منقذةً لك يوم القيامة.
اتبع عادة حسنة وقم بتذكير من حولك بها وتشجيعهم على الاستمرار عليها فهنالك الكثير من العادات الجيدة المنسية أو التي يتكاسل البعض عن القيام بها، كن داعماً لأصدقائك على العودة لممارسة هواياتهم والسير خلف أحلامهم، ساعد في نشر أمور إيجابية، وتحفيز الآخرين لاتباعها، ولا تستهن بأهمية ما تقوم به وما تصنعه من أثر، وابتكر دائماً أفكاراً فعالة وشاركها مع الآخرين.