“كافل اليتيم” بالقطيف تُراهن على وقفة المجتمع في مشروع “قُربى الخيري”إنجاز 50% والتكلفة الإجمالية 7.1 ملايين ريال
العلقم والمسلم: المجتمع لم يخذل الأيتام.. ولن يخذلهم
8 أبريل، 2018آخر تحديث: 25 يوليو، 2020
القطيف: صُبرة
“رهاننا على وقفة المجتمع كبير.. لم يخيبونا سابقاً ولن يخيّبونا الآن.. ولا مستقبلاً”.. بهذه الكلمات الواثقة أظهر رئيس لجنة كافل اليتيم بخيرية القطيف، بسّام العلقم، توقعاته قُبيل ساعات من إطلاق حملة تنشيط التبرعات لتمويل مشروع “قُربى الخيري”.
وعلى الوزن ذاته؛ كانت كلمات مسؤول الاستثمارات في اللجنة فائز المسلم الذي قال “المجتمع لم يخذل الأيتام.. ولن يخذلهم”. وعلى مستوى واحد من التفاعل والتفاؤل أشار الرجلان إلى زملائهما في اللجنة التي تُعدّ العدة لمواصلة الرهان على وقفة المجتمع في المشروع القائم.
قبل 21 شهراً
بدأ الرهان على وقفة المجتمع قبل عام 2016، ليبدأ العمل فعلياً في أغسطس من العام نفسه. وبعد قرابة 21 شهراً من العمل المستمرّ؛ وصل المشروع إلى مشارف النجاح بإنجاز 50% منه، بتمويلٍ من المجتمع، ليستمرّ الرّهان، كما بدأ، على الوقفات التي يقدّمها المجتمع للجنة كافل اليتيم بخيرية القطيف منذ أكثر من 28 عاماً.
ومساء الليلة؛ أعلنت لجنة كافل اليتيم بخيرية القطيف عن إطلاق اسم “قُربى الخيري” على المشروع الاستثماري الذي يعود ريعه لشراء وتحسين مساكن الأيتام. المشروع هو الثامن من نوعه تحت مظلة لجنة كافل اليتيم، ويتمثل بمبنى تجاري مكتبي على شارع أحد بالقطيف بتكلفة تبلغ 5 ملايين و500 ألف ريال، على مساحةٍ تقريبية قدرها 875 متر مربع، على أن يتم استكمال بنائه في عام 2019.
المهندس فايز المسلم
بسام العلقم
فكرة استثمارية
الفكرة الاستثمارية في المشروع صريحة ومُعلنة، وسبق للجنة أن نجحت في استثمار 7 مبانٍ مماثلة، 5 منها في محافظة الجبيل، وواحد في الخبر، وآخر في حي المشاري بالقطيف، وجاء مبنى “قُربى الخيري” ليكون الثامن في سلسلة الاستثمارات الخيرية التي تؤمّن وقفاً مطوّراً يدعم طموحات اللجنة التي لا تريد ليتيم أن يكون أقلّ من سائر الناس في مستوى المعيشة الكريم.
بعد استكمال مبنى “قربى الخيري”؛ سوف يتمّ تأجير مكاتبه، لتأمين رافد مالي ثابت جديد للجنة، ومن ثم يعود الريع على الأيتام المشمولين بخدمات اللجنة، وتمويل شراء وتحسين مساكن الأيتام المستفيدين، وهو واحدٌ من الأهداف التي تأسست اللجنة من أجلها قبل قرابة 3 عقود. ومن شأن 4 محلات تجارية واسعة و14 مكتبًا مع مرافقها أن تفعل الكثير لأكثر من 370 يتيماً ويتيمة يتزايد عددهم سنوياً.
هاجس الأيتام
هاجس الأيتام بقي طريّاً وحيّاً في أنشطة اللجنة منذ تأسيسها. هناك 170 أسرة محضونة بتكاليف ضرورية، تضم هذه الأسر أكثر من 370 فرداً. ثمة إيرادات تحظى بها اللجنة، لتأمين الاحتياجات الضرورية لكل هؤلاء الأيتام الذين فقدوا عائليهم. ويأتي تأمين المساكن كواحدة من ضرورات الحياة الكريمة. في السنوات الأخيرة؛ لجأت اللجنة إلى فكرة الحملات الواسعة لتمويل شراء مساكن للأسر الواقعة تحت ضغوط حادة. نجحت ـ حتى الآن ـ في تأمين 17 مسكناً. وقال العلقم لـ “صُبرة” إن “المجتمع لم يُخيّب طموحنا العالي.. شراء منزل ليس أمراً سهلاً.. لكن كرم المجتمع جعله كذلك.. جعله أقل صعوبة مما كنا نتصور”.
تنفيذ
وجاءت فكرة “قربى الخيري” ليُضاف إلى برامج الجمعية الاستثمارية.. طبقاً لفائز المسلم؛ فقط اشترت اللجنة قطعة الأرض بـ 1.6 مليون ريال.. ثم بدأت التنفيذ”.. لكنّ ما مضى من إنجاز في المشروع لم يكن سهلاً، كما أن الآتي من مراحل استكماله لن يكون سهلاً أيضاً. احتاج التنفيذ إلى أموالٍ طائلة، بدءاً بالتفاصيل التخطيطية وشراء الأرض قبل خمس سنوات، وعرض المشروع على مجلس إدارة الجمعية والجمعية العمومية لجمعية القطيف الخيرية، ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وبعد سلسلة طويلة من الإجراءات؛ دخل المشروع حيّز التنفيذ في أغسطس 2016م، ضمن اتفاق يمتدّ العمل فيه ثلاث سنوات، وبتكلفة 5500000 ريال، من أجل الحصول على ثلاثة أدوار ونصف دور، في كل دور مكاتب، ومرافق خدمية.
3 ملايين
ويُشير فائز المسلم إلى حجم الدعم المالي المتبقّي لاستكمال المشروع.. قال إنه “قريبٌ من 3 ملايين ريال”. أضاف “منذ بداية التنفيذ حصلنا على تبرعات ساعدتنا في المراحل السابقة. المبنى ارتفع، بفضل الأيادي الكريمة التي مدّت يد العون. هناك متبرعون قدّموا أموالاً، وهناك من قدّم تبرعات عينية.. على سبيل المثال؛ قدم رجل الأعمال عادل الحدّاد تبرعاً عينياً شمل احتياجات المشروع من الخرسانة الجاهزة.. وهذا كرمٌ كبير. أضف إليه كرم رجل الأعمال عبدالعزيز الخنيني الذي تبرّع بالطابوق.. هناك داعم كبير ثالثٌ هو المهندس بسام حسن البدر”.
يُضيف المسلم “هذا كرمٌ كبير من المجتمع، ورهاننا على مزيد منه من أجل استكمال المشروع، ولهذا قررنا إطلاق حملة تنشيط وتجديد الدعوة إلى دعم المشروع”.
