أسرة فريح الشرطان لأهالي صفوى: نعزيكم في وفاة أبينا ولده رائد اعتبر ما كان يرويه والده عن الأهالي "كأنه من نسج الخيال"
القطيف: صُبرة
قدمت أسرة الشرطان في منطقة حائل، تعازيها لأهالي مدينة صفوى في وفاة فقيدهم فريح رشيد الشرطان الشمري، الذي وافاه الأجل الأربعاء الماضي، بعد حياة حافلة بالعطاء، قضى منها 45 عاماً مديراً لمدرسة الإمام علي بن أبي طالب في صفوى.
ورداً على مشاعر الحزن والتفجع التي عبر عنها الأهالي، قال ابنه رائد في رسالة وجهها إلى أهالي صفوى (حصلت “صُبرة” على نسخة منها)، “مع كلُ ما نراه منكم نحن من يقدم عزائنا لكم”.
رائد استعرض في رسالته، جوانب من علاقة الوفاء والأخوة التي تبادلها والده الراحل مع أهالي صفوى، والتي جسدت قيم الإسلام والوطنية، واصفاً ما كان يرويه والده لهم عن الأهالي بانه “ما تنحني لأجله الهامات والأنفس، احتراماً وتقديراً وتبجيلاً”، و”ما يمكن أن يوصف بأنه من نسج الخيال”.
وفيما يلي نص الرسالة التي كتبها رائد الشرطان، لأهالي صفوى، والتي تفيض وفاءً ومحبة، ليست مستغربة ممن تربى على يد المرحوم إن شاء الله فريح الشرطان:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن والآهم ليوم الدين
أنا لست بكاتب ولا أديب، ولكن هناك كلمتان في نفسي، أودُ أن أقولهما لكم، فإن اصبت فمن الله، وإن اخطأت فسامحوني.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت لأُتمِم مكارم الأخلاق” فالأخلاق موجودة من كرمٍ ونبل وصدق ووفاء وشجاعة وغيرها من الأزل القديم… ورسول الله صلى الله عليه وسلم أتمها لنا.
فأنتم يا أهلي وأهل صفوى، وأهل المنطقة الشرقية، نموذجٌ حي لهذه الصفات، من وفاء ومحبه وصدقٍ وإخلاص وشهامةٍ ونخوة. بما شهدناه ولمسناه واستشعرناه منكم من مودةٍ ومحبةٍ وصدق وإخلاص، بمواساتكم لنا بمكالماتكم ورسائلكم وتقاريركم ومقالاتكم، وتعازيكم الحارة في وفاة والدي (رحمة الله عليه).
وهذا ليس بمستغربٍ منكم، فأنتم أهله ومنبعه، فقد عمل أبي معكم، وأنتم من كنتم معه سنداً في التربية والتطوير والرقي، فقد كان يستشيركم ويشيرُ عليكم، وأنتم من أيده واعانه على ذلك التطور والعمل بجديةٍ وانضباط، فقد كنتم عينهُ التي ترى، ولسانهُ الذي يُتحدث، ويدهُ التي تشير وتكتب وتساعد وتنهض بالتربيةِ والتعليم، فأنتم كنتم معه في العمل، وكنتم طلابه، وكنتم جميع العوامل المساعدة له في ذلك، حتى أولياء الأمور من آباء وأمهات واخوان وأخوات، ساعدوه في ذلك، بتقبل الحزم والشدة والتعليم ومتابعة أبنائهم واخوانهم، ومساعدتهم وتعليمهم وتحفيزهم، وجعلهم يتحلون بأفضل الأخلاق والاجتهاد في مسيرتهم التعليمية.
فالحق أن يقال أيضاً: إن ما قمتم به أنتم من عمل وقول وأشياء لا يسعني ان أذكرها لكثرتها، فقد كان أبي يتباهى بذكركم، من زملاء وأولياء أمور وأصدقاء وإخوة، وكان يروي لنا قصصاً وأحاديث ومواقف بينه وبينكم، من طلاب وأصدقاء وزملاء وغيرها… ما تنحني لأجله الهامات والأنفس احتراماً وتقديراً وتبجيلاً.
وبعدما تقاعد أبي (رحمه الله)؛ فقد ودعتموه بخير وداع، فقد اقمتم له احتفالاً كبيراً، شاركتم فيه جميعكم، وقمتم على إكرامه وتقديره وشكره، من ولائِم تدل على الكرم، ومن كلام شكرٍ وتقدير يتكسر منه الصخر، ومن دموعٍ يذوب لها الحديد، وقد حملتموه بالهدايا ما لا يستطيع حملها بسيارةٍ واحدة. وبعد هذا كله؛ لم ينقطع حبل الاتصال بينكم، فقد كنتم تتصلون عليه، وتسألون عن حاله، وتأتون إليه في حائل؛ كلما سمحت لكم الفرص والظروف، فأي وفاء مثل هذا؟ وأي محبةٍ تكنون؟ وأي جلادةٍ فيكم؟ وأي خصالٍ حميدة تحملونها؟ فلو اتكلم عنكم سنين حياتي؛ لم ولن أوفيكم حقكم إيها الأفاضل الأعزاء.
فقد كنتم معه، وكنتم له، وكان منكم، فما وجد أطيب وأفضل وأحب وأرغب وأجل من عشرتكم وصداقاتكم، والعيش بينكم. فقد كانت محبتهُ لكم تضاهي محبته لنا، ولأهله، وأود ان أذكر أشياء، ولكني أخشى أن يقول أحداً: قد بالغت في ذلك.
وبصريح العبارة أقولها: العلاقة التي بينكم وبين أبي (رحمه الله) لم أر لها مثيل، من يسمعها يقول إنها “نسج من الخيال”.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من لا يشكر الناس لا يشكر الله”.
فكل الشكر والتقدير والاحترام لكم جميعاً، فقد اعجز عن شكركم، والثناء عليكم، وقد تخونني العبارات والأسلوب، وقد تكون كل الكلمات تحت مقامكم، ولا استطيع أن اوفيكم حقكم، ولا أن أُجازيكم بخير الجزاء.
فيا رب إني قد وكلتك بمجازاتهم خير الجزاء، وبإسعادهم سعادة تفوق سعادة أهل الأرض.
ومع كلُ ما نراه منكم نحن من يقدم عزائنا لكم.
رحم الله والدنا، وجعل قبره روضةً من رياض الجنة، واسكنهُ الفردوس الأعلى من غير حساب ولا سابق عذاب.
رائد فريح الشرطان
اقرأ أيضاً: