كيف كان الحاج باقر الزاهر في بيته..؟
الدكتور أيمن عبدالرزاق باقر الزاهر
يصادف هذا اليوم ذكرى وفاة جدي أبي عبد الحميد الحاج باقر الزاهر، رحمه الله. وقد أسعدني الله تعالى بالعيش في ظلاله عشر سنين اختزنت فيها ذاكرتي الكثير من الذكريات منها:
١- مجلسه العامر بالزوار كل يوم وخصوصًا في المناسبات.
٢- إحياء ليالي شهر رمضان الكريم بقراءة القرآن الكريم والأدعية والمستحبات.
٣- إقامة مجالس المناسبات الدينية في بيت العائلة الذي هو بيته وراثة أبًا عن جد، فهو ابن الحاج أحمد الزاهر – رحمه الله – الذي كان يقيم مجالس المناسبات الدينية، ووالدته خادمة أهل البيت، عليهم السلام، الحاجة الموقرة الملاية أمامة – رحمها الله – التي علمت الكثير من الملايات الخطابة وخدمة أهل البيت عليهم السلام.
٤- كنا نسهر ونحن أطفال وكل ليلة، نراه يجلس منتصف الليل ليحيي الليل بالصلاة والعبادة، وهو قد تجاوز السبعين من عمره وغنيٌّ عن الذكر محافظته على صلاة الجماعة.
٥- كان كلامه هادئاً ولا يحتدّ في كلامه أبدًا، إلا لما يوجب الغضب، ولم نرَه يصرخ قط رغم شقاوتنا ورغم كثرة الناس التي تزوره لتأخذ رأيه ومشورته حول مختلف المشاكل والنقاشات.
وغنيٌّ عن الذكر أنه لم يضربنا أبدًا:
أبو عبد الحميد يكون جدي
وحُقَّ الفخر لي عند افتخاري
ملاذًا كان يقصده الجميعُ
لأوقات الرخاء والِاضطرارِ
وما عهدوه إلا ربَّ خيْرٍ
وسيع الصدر يرفل في الوقارِ
ويلقاهم وبسمته دواءٌ
بلا هذَرٍ شفاءٌ في اختصارِ
حليمٌ كاملٌ سمحُ المحيّا
ويصدع في هدوءٍ بالقرارِ
فيكشف غمَّهم والهمَّ يمحي
رؤوفٌ بالكبار وبالصغارِ
فكم أبدى الصغار له أمورًا
وعالجها جميعًا باصطبارِ
ولا زالت له الحسنات تُهدى
وتُكْتَبُ في ازديادٍ وازدهارِ
يبيد الدهر والأيام تمضي
وفي ذكراه ذكر الخير جاري
رحم الله من قرأ له وللمؤمنين المباركة الفاتحة، قبلها الصلاة على محمد وآل محمد.
23/1/1442