سلحفاة نافقة في كورنيش تاروت تثير الجدل في مواقع التواصل عثرت عليها المغردة "ماجدة" وأزالها عامل نظافة في ظل غياب "الحياة الفطرية"
تاروت: صُبرة
تفاعل مغردون مع مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، لسلحفاة نافقة على كورنيش تاروت. وفيما تساءل نشطاء عن آلية التعامل مع السلحفاة النافقة، والجهة المسؤولة عن دفنها، وتحديداً الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية، أبدى آخرون مخاوف من نفوق الحيوانات النادرة والصيد الجائر، وما يسفر عنه من اختلال في دورة الحياة الطبيعية.
أظهر مقطع الفيديو، الذي التقطته المغردة “ماجدة”، السلحفاة بعد ما دفعتها أمواج الخليج إلى رمال شاطئ تاروت على ما يبدو، وفي مقطع آخر، أظهر أحد عمال النظافة يقوم بوضع السلحفاة في كيس أسود اللون.
وقال المغرد فرحان الشمري، تعليقاً على مقطع الفيديو “يفترض أن الجهات المسؤولة عن البيئة تأخذ إجراءً”.
وأضاف “يجب عمل دراسة لمعرفة سبب النفوق. ماهو؟! ربما يمتد السبب إلى الإنسان من خلال الصيد البحري، علاوة على أن ذلك، يسبب اختلالاً بيئياً له أثر على المدى البعيد”.
المغرد إبراهيم الحارثي، وهو مهتم في البيئة البحرية، كما جاء في معرفه، دونّ “أرجو التواصل معي على الخاص لأخذ احداثيات الموقع، هناك سجلات خاصة وطريقة للتعامل مع هذه الحالات، وكيفية تلقي البلاغات، أو يمكن الاتصال مستقبلاً على رقم الهيئة السعودية للحياة الفطرية وهو: 0114418700 أو إرسال بريد إلكتروني على:
balagh@swa.gov.sa
يُذكر أن مياه الخليج العربي تحتضن خمسة أنواع من السلاحف البحرية، اثنان منها تعيش على الشواطئ الرملية، وهي السلحفاة الخضراء، ومنقار الصقر، وتتغذى على القشريات البحرية وتفضل العيش بالقرب من الشعاب المرجانية، أما الثلاث الأخرى فهي جذعية الرأس وتمتاز برقبة كبيرة، والزيتونية، وجلدية الظهر، وهي أكبر السلاحف البحرية حجماً.
عامل ينقل السلحفاة النافقة
فصل التعشيش
وتعتبر السلاحف البحرية من مجموعة الزواحف البالغة القدم، التي تعيش في المياه، حيث ترتاد إناثها في فصل التعشيش الشواطئ اليابسية لوضع البيض، ويبقي الذكر في الماء طيلة حياته، وهو أصغر حجماً من الأنثى، ويمكن تمييزه بذيله الطويل بالقياس إلى ذيل الأثني.
وتتنفس السلاحف الهواء الجوي، ويمكن أن تبقي في الماء دون تنفس لفترة قد تصل إلى ساعة، وهي كائنات مهددة بالإنقراض ويحظر صيدها والإتجار فيها وفي منتجاتها حظراً تاماً.
200 عام
وتعيش السلاحف عمراً مديداً، هناك حالات معروفة لبعض السلاحف عاشت لمدة 100 عام، كما أن هناك دلائل لبعض أفراد السلاحف عاشت 200 عام، ويمكن القول إن طول فترة الحياة تختلف من نوع لآخر تبعاً للنوع. وتصل إلى النضوج الجنسي عندما يبلغ عمرها من 15 إلى 50 سنة، ولا يختلف عمر نضوج السلاحف صقرية المنقار كثيراً عن السلاحف الخضراء.
الأحياء النباتية
لا يوجد للسلاحف أسنان، وتغذي معظمها علي الأحياء النباتية والحيوانية، وبعضها يتغذي كلياً علي اللحوم أو الأعشاب، وبعض الأنواع يتغذي صغارها على القشريات، ثم تتحول للتغذي علي الأعشاب، والبعض الآخر قد يكون عكس ذلك، وتتغذي السلاحف الخضراء علي الحشائش البحرية والطحالب وبعض القشريات وقناديل البحر، بينما تتغذي السلاحف صقرية المنقار في مراحلها الأولى على النباتات مثل الحشائش البحرية والطحالب وعند البلوغ تتغذي على الرخويات والقشريات والأسماك الصغيرة.
شواطئ التكاثر
وتهاجر السلاحف مئات بل آلاف الكيلو مترات من مناطق تغذيتها إلى شواطئ التكاثر، حيث ترتاد إناث السلاحف البحرية الشواطئ الرملية لوضع البيض،وتحفر السلحفاة حفرة كبيرة قد يصل قطرها إلي 1.5م، ثم تحفر في وسطها حفرة على شكل اسطوانة لتضع بيضها الذي يبلغ في المتوسط 100 بيضة، وتعود السلحفاة إلى نفس الشاطئ أو الجزيرة لوضع البيض خلال موسم التكاثر، وتبيض السلاحف البحرية مرتين أو أكثر في موسم التكاثر، وتبلغ الفترة الفاصلة بين فترات على درجة الحرارة، يفقس البيض وتتجه صغار السلاحف إلى البحر، حيث تعتمد على نفسها بمنأى عن الأمهات، وتعود إناث السلاحف إلى المكان الذي فقست فيه بعد البلوغ لتضع بيضها.