مرثية نهَّام

 

ياسر آل غريب

السفينة التي أبحرت منذ ٤٠ عاما تفقد صوت نهَّامها الأوفى / عمّار قريش.. الذي جمع العذوبة بين ألحانه وإيمانه.

 

لكي أنعاكَ ؛ أحتاجُ المزيدا
فهبْني من هواكَ هوًى مديدا

دموعُ الحزنِ تسقطُ بانهمارٍ
ولكنْ أدمعي ترقى صعودا

سلامًا أيها الصوتُ المُشَذَّى
نثرتَ بكلِّ مَوّّالٍ ورودا

بحَنْجَرَةٍ مُطَهَّرَةٍ وثَغْرٍ
يُربِّي قلبُكَ الحاني النشيدا

رحلتَ ( أبا سراجٍ) كيف تمضي
وتتركُ هاهنا ظلي وحيدا ؟

أرحْنَا يا ( بلالُ).. وأيُّ صوتٍ
تشهَّتْهُ المآذنُ أن يجودا

بروحِ العزمِ عامًا بعدَ عامٍ
نظمتَ بعمْرِكَ العِقْدَ الفريدا

على أشجارِ أهلِ البيتِ تشدو
لمدَّةِ أربعينَ هوًى سديدا

وبوركَ موئلُ الأطهارِ يامن
بنيتَ بحبِّهِمْ قصرًا مَشِيدا

سلامُ الطائرِ الغرِّيدِ أسرى
وأرسلَ للسماواتِ البريدا

شريطُ الذكرياتِ إذا اسْتُعِيدا
رأينا عبْرَهُ مجْدًا تليدا

رأينا كيفَ دوزنْتَ التفاني
ولحَّنْتَ التحدِّي والصمودا

ولمْ نعرفْكَ إلا مُسْتَطَابًا
خلوقًا باسمًا سَمْحًا ودودا

وكنا نستهلُّ وكم رصدْنا
سنا عينيك يا ( عمَّارُ) عيدا

أخذتَ مكانَكَ السحريَّ فينا
وفي وجداننا تُثْري الوجودا

وكنتَ لنا القريبَ ؛ فكيف تغدو
بجائحةِ الأسى عنَّا بعيدا؟!

ولم نخسرْكَ هذا اليوم فردًا
خسرنا في منيَّتِكَ العديدا!!

أكانَ لديك ميعادٌ التجلي
لتبصرَ فيه مِيناءً جديدا؟

بعاشوراءَ قد هاجرتَ عنَّا
ويأبى الحزنُ إلا أنْ يزيدا

سيأخذُكَ الحسينُ إلى نداهُ
وعالمِهِ الذي ألغى الحدودا

كما أنهرْتَ في الدنيا عطاءً
فَذُقْ في جنَّةِ المأوى خلودا

وعذرًا.. ليس عندي غيرُ حرفٍ
لكي أنعاكَ ؛ أحتاجُ المزيدا

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×