سناءُ و أمل “تلعبان بحسبة” الجلواح وعساكر.. شعرياً مساجلة بين شاعرين شرّقا وغرّبا بها في عالم الأحلام
مَـعـُونـَةٌ في العـُشق
محمد الجلواح
ـ هذه نفثات عشق متبادلة جرت بيني، وبين أخي وصديقي الأكرم .. الشاعر الأحسائي السامق الأخلاق، البديع البيان، الأنيق الهيئة، العبقُ الإقبال.. الأستاذ جاسم بن محمد عساكر، وقد اتخذنا من بيت مولانا الشاعر الشاب الظريف.. شمس الدين محمد بن عفيف الدين بن سليمان التلمساني (688 -661هـ)،(1289-1263م) غفر الله له، ولنا.. نبراسا ومنهجا وقدوة، وذلك في بيته:
فعسى يُعينُكَ مَنْ شَكـَوْتَ لهُ الهوى
في حَـمْـلِهِ.. فـالعاشقون رفاقُ
الذي جاء ضمن قصيدته الشهيرة:
لا تـُخْفِ ما صَنـَعَـتْ بك الأشواقُ
واشْـرَح هواكَ.. فكُلـّنا عُـشاقُ..!*
والفضل ـ كل الفضل ـ في ذلك لأخي الشاعر أبي محمد جاسم عساكر الذي يبادر بِـِمَـدّ حرف الجود، بالرد البديع، والتجاوب الدافئ الجميل..
فقد أرسَـلـْتُ له.. ذات عشق، عبر جهاز الهاتف الجوال.. أبياتا خاطفة في حسناء عربية ما فـتِـئَت تَتَمَنـّع.. اسمها (سناء)، وتاريخ كتابة الأبيات هو يوم الأحد : 1427/5/1 هـ ، 2006/5/28 م :
1- سناء..
سناء ٌ فـَجرُ ثغركِ يا (سنـاءُ)
و رَيْحانٌ، وكأسٌ، وارتِـواءُ
ندِيّ ٌ ضاحك ٌ طلـقٌ جمـيل
دواء ٌ كلـمـا عـزّ الدّواء
أضـاءَ وُجودُكِ الـشّمـسيُّ كَونـاً
فـلا شـمسٌ سواهُ، و لا ضيـاء
أ ُرَدِّدُ كلـمـا تاهتْ دُرُوبي:
سناء ٌ.. يا سـناءٌ .. يا سنـاء ُ
فكتب يقول:
ـ مَتى ألـْقـاكِ ؟
أحِـبكِ .. كـَمْ تـحُـنُّ بيَ الدِّمـاءُ
إلى اللُّـقـْيا، وكـَمْ عزَّ اللّـقـاءُ
أيا حَسناءَ، وانـْتـبَـهَتْ لـُحـوني
على ذكـراكِ .. يَعزفـُهـا الرّجـاءُ
(مَتى ألـْقـاكِ)؟، أرهَـقـَني سؤالي
وأتـْعَـبَـني التـَّغربُ، والجَـفاء !
خذيـني بـاقـة مِـن أمْـنـياتٍ
على زنـْدَيـْكِ يهْـجُرها العناءُ
إذا غـَطـّى الظـلامُ على جـُفـوني
فمِـنْ عيْـنَيْـكِ ينطـلقُ الضِّـيـاء
وإنْ شـَعتْ على الأحـياء شـمْسٌ
فأنتِ على أشِـعتها (سنـاء)!
ـ وبعد نحو شهر من تلك الواقعة (السنائية) ..أرسلتُ له هذه الشحنة الراقصة أبثه شجوني في سيدة لم ترع الوفاء بالوعد، وكان ذلك في يوم الثلاثاء: 1427/5/23 هـ، 2006/6/19 م :
2- الأمل
وَعَدَتْ أنْ تتّصـِلْ
فانتشى عنديْ الأمـلْ
نَـسِـيَـتني، وَمَضَتْ
عاد قلبي يشتعـل
هل أنادي رقـمَـها؟
أم هو الوهمُ اكتمَـل؟
أنا حَـيران ٌ .. أنا
لست أدري ما العمل ؟!*
لكنها لم تتصل إطلاقا، ولم أتصل أنا..
فما هي إلا لحظات وإذا برده ـ حفظه الله ـ يأتي كغيمة ماطرة ناعمة:
عمْ غـَراماً..
الليالي لم تزلْ
بَـعـْدُ حُـبْـلى بالأملْ
كم فـؤادٍ مَسَّهُ
منك مَـسٌّ فاشتـَعل
أيها النـّجم الذي
في سما الشعر اكتمـَل
لا أرى غير الهوى
فيك قد وفى العمل
عِـمْ غراما يا أخي
ربما الجـرحُ اندمَـل
وفيما كنت أعيش لحظات في عالم الخيال والألم، والحافلة تقطع الطريق البـَرِّي الى دمشق .. في صحراء سوريا، وذلك يوم الثلاثاء: 1429/7/6هـ ، 2008/7/9 م، ومن داخل الحافلة نـَفـَثـْتُ هذه الشحنة ..ثم ارسلتها له ..
3- عشقٌ بلا معشوقة..
مـُؤلمٌ أن تنزفَ العشق..
بلا أي ّ عشيقة
تعب ٌ ..أن تحملَ الطوْدَ،
ولا تدري طريقه
تعـَبٌ.. إن لم تجد ..
معشوقة،
تشعل في الروح
حياة ..
أو (حريقة)!
هي أغلال عتيقة..
هي كالماء الذي
دونك لكنْ..
لن تـُريقه ..!
وما إن تلاها ـ حفظه الله ـ حتى كتب في اليوم نفسه .. هذه الخريدة (العساكرية) لأخيه:
ـ ألـْفُ أنثى..
أنتَ يامَـن ذبْـتَ في
وهْـج الأحاسيس الرقيقـَة
وازدَهَـتْ فيك القوافي..
مثلَ وردٍ في حديقة
لا تصادق أيَّ قلبٍ..
لا يرى فيكَ صديقه
نجمُـك اللاّمعُ .. كـَمْ
صَـبَّ على اللّيل بريقـَه
فـَتـَجَلـَّتْ ألفُ أنثى
قد رأتْ فيك الحقيقة
وتـَمَنـَّتْ ألفُ أخرى
لو تؤاخيهِ دقيقة..!
—–
* ديوان الشاب الظريف، ص 225، تقديم وشرح د. صلاح الدين الهواري، دار الكتاب العربي،ط 1، 1415 هـ ، 1995 م، بيروت ـ لبنان