أبو زيد الطبيب الأسكندري الذي أصبح قطيفياً 289 مرة عاش 66 عاماً مناصفة بين المملكة ومصر متفانياً في خدمة المرضى

القطيف: ليلى العوامي

إذا كان المثل يقول “من عاشر قوماً أربعين يوماً صار منهم”، فإن الدكتور الأسكندري يحيى أبو زيد عبدالهادي قطيفياً 289 مرة، فهذا القادم من شواطئ الأسكندرية قضى بالقرب من سواحل القطيف  11.553 يوماً، فحياة طبيب الأعصاب قسمت بالتساوي بين المدينتين.

عبر مطار الظهران الدولي؛ قدم أبوزيد للمملكة في الـ3 من ذي الحجة عام 1408هـ، كان شاباً يافعاً عمره 33 عاماً، التحق بالعمل فى مستشفى القطيف المركزى، ولم يغادرها إلا في الساعة 9 مساءً يوم الأحد الماضي (11 محرم)، عبر مطار الملك فهد الدولي.

بكلمات حزينة، وعبارات مؤثرة، انهالت على مسامعه، ودع أبو زيد المستشفى ومن عملوا معه، بعضهم ما زال على قيد الحياة، وآخرون رحلوا عن عالمنا، لكنهم باقون في ذاكرته، مُلقياً السلام الأخير على مرضاه، وهو يحزم حقائبه في سفر بلا عودة، قافلاً نحو مصر.

ودع أبو زيد أهالي القطيف، الذين وصفهم بـ”الناس الطيبين”، ملوحاً بإشارة الوداع لمن يعرفه ومن لا يعرفه،  وكأنه ربما لن يراهم مرة أخرى، ولكن كان يؤكد للجميع أنه لن ينساهم.

أثناء الرحلة القصيرة إلى مطار الملك فهد للسفر النهائي، حرص الرجل أن يُشبع عينيه من محافظة القطيف بلدة تلو أخرى، حياً فآخر، وشارعاً فآخر.

أحب القطيف وأهلها من أعماق القلب كما قال، بعدما عاش بينهم في سلام وأمان، وأفني سنوات عمره في علاجهم، متنقلاً بين قسمي الباطنة والأعصاب.

ولذلك يقول “أنا ابن هذا الوطن، وابن مستشفى القطيف المركزى، أعتبره بيتي، فقد قضيت به وقتاً أطول مما قضيته فى بيتي بمصر، وأعتبر العمل به وساماً على صدري، كما أعتبر مشاركتي لـ20 مرة في خدمة الحجيج بمكة المكرمة ومنى وعرفات وساماً على صدري، وتكليفي بالعمل في الحد الجنوبى تاجاً على رأسي”،النشأة هذا ما بدء به الدكتور يحيى أبو زيد حديثه مع “صُبرة”.

3 أبناء و4 أحفاد

أبوزيد من مواليد مدينة الاسكندرية المصرية عام 1955، وهو أخصائي باطنية وأعصاب، يحمل شهادة ماجستير أمراض باطنية من جامعة الاسكندرية، متزوج من مهندسة مصرية، ورزقهما الله بثلاثة أبناء، الأول محمد، ويعمل في مجال الطيران، والثانية دينا، وتعمل مدرسة في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، والثالث عمر، ويعمل مهندساً، وللدكتور أبو زيد أربعة أحفاد.

بداية السفر

يختزن أبو زيد ذكريات 33 عاماً، جعلته “شاهد عيان” على تطور مستشفى القطيف المركزي بصفة خاصة، والمحافظة عموماً. فعندما قدم للمملكة أول مرة، حضر إلى المستشفى عند الـ10 صباحاً، استلم مسكنه في السكن الخاص بالمستشفى.

يقول عن هذه الفترة “قابلت الدكتور عبدالله خوجلي، سودانى الجنسية،  وكان رئيس قسم الباطنية آنذاك، وشرح لي طبيعة العمل، وأوقات الدوام، وفي هذا الوقت، لم يكن هناك أي طبيب سعودي، فقد كان كل الأطباء مقيمين، مثل: الدكتور ماهر ارشيد، الدكتور عبدالقادر تمكيت، الدكتور توماس والدكتورة جوبتا. وعملت استشاري أمراض باطنة، وكنت مسؤولاً عن معاينة المرضى في العيادات الخارجية والمرضى المنومين في أقسام المستشفى”.

أول يوم غربة

يصف أبو زيد شعوره في أول يوم غربة “كان مزيجاً من الرهبة والغربة، الرهبة من ترك الوطن والأهل، والرغبة فى إثبات الذات”.

ويضيف “كان محيط مستشفى القطيف في ذلك الوقت صحراء جرداء، لا يوجد بها سوبرماركت أو تليفونات للاتصال بالأهل في مصر، لم تكن هناك وسيلة مواصلات للرياض، إلا حافلة المستشفى، الذي كان يوصل العوائل إلى الدمام أو الخبر يومين في الأسبوع”، مستدركاً بالقول إنه “إذا قارنا بين القطيف سابقاً واليوم، فسنجد الفرق شاسعاً إلى ما لا نهاية”.

نصيحة لن أنساها

يواصل أبو زيد حديثه “من الذين لا أنسى فضلهم علي؛ مدير المستشفى فى ذاك الوقت صالح الخنيني، أتذكر أنه طلبني لمقابلته في مكتبه في اليوم الثاني لالتحاقي في العمل، رحب بي كثيراً، وأعطاني نبذة عن المستشفى ودوره فى المنطقة، ثم نصحني بنصيحة وجهها إلى جميع الزملاء الجُدد بعدي، وهي ألا نتحدث فى ثلاثة أمور: السياسة والجنسية وإختلاف الأديان”.

ويصف هذه النصيحة بانها “كانت نعم النصيحة التى عملت بها طيلة فترة بقائي في المملكة”، وبجانب الخنيني، يكن أبو زيد للدكتور عبدالله خوجلى رئيس القسم في ذاك الوقت، “كل التقدير والود، وأدعو له بالرحمة فى الدنيا والآخرة، لأنه كان مثل الوالد الناصح”.

جيل العظماء

كان الدكتور أبو زيد شاهداً على بدء رحلة التغيير في الهيكل الطبي في مستشفى القطيف المركزي، والتحاق جيل من الأطباء السعوديين به. يقول “شهدت التحاق الأطباء الاستشاريين السعوديين في المستشفى. واعتبر هذا الجيل جيل العظماء، وأولهم الدكتور علي الجامع شيخ الأطباء، والدكتور سرور العيثان، والدكتور جعفر القلاف، والدكتور حسين عيسى، ثم الجيل الثانى، ومنهم: الدكتور علي الحداد، الدكتور عيسى العقيلى، والدكتورة كوثر العمران، والدكتورة علياء الحجاج، والدكتور حسين السعيد، والدكتور عطية الحوري، الدكتور حسن الشيف والدكتور علي المبارك، وهؤلاء الأطباء منهم من تقاعد، ومنهم من مازال في الخدمة”.

ويتابع “لا أبالغ إذا أكدت أن هؤلاء هم جيل العظماء فعلاً، الذين نحتوا فى الصخر، لرفع اسم المستشفى عالياً علمياً، هؤلاء تميزوا بالاخلاص والتفاني في العمل، كانوا يتشاركون المعلومات الطبية لخدمة المرضى. والحمد لله فالخدمات الصحية في المستشفى اليوم في أعلى المستويات التي تتوافق مع المعايير الطبية العالمية، بل ان الخدمات الصحية التي يقدمها المستشفى تضاهي، بل تتفوق على مستشفيات في دول متقدمة”.

يتذكر أبو زيد أنهم كانوا يعانون كثيراً من أجل الحصول على أي معلومة طبية، أو تحضير محاضرة علمية، يقول “كنا نحن الأطباء نتبادل المعلومات لأجل مرضانا، أما اليوم فالمشهد تغير تماماً، فكل المعلومات متوافرة في شبكة الإنترنت”.

أمراض القطيف

يكشف الدكتور أبو زيد عن خريطة الأمراض المنتشرة في محافظة القطيف دون سواها “بحكم عملي الطويل في القطيف؛ فإن أكثر الأمراض شيوعاً فيها فقر الدم المنجلى ومضاعفاته، وأستطيع التأكيد أن القطيف المركزي مستشفى رائد في علاجه، وقام الدكتور علي الجامع بتأليف كتاب عن المرض، أسهمت بالكتابة في جزء منه، وبجانب الفقر المنجلي، هناك السكر، وارتفاع ضغط الدم في حالاته الحرجة، وأمراض الجهاز التنفسي والهضمي”.

حالات لا تنسى

ينتقل أبو زيد من الأمراض الأكثر شيوعاً في القطيف، إلى الحالات التي لا ينساها “من تلك الحالات، وقد حدثت خلال جائحة كورونا، مريضة عمرها 27 سنة، تعاني من وهن العضلات، كانت تتابع العلاج في مستشفى الملك فهد التخصصي، ونظراً لإجراءات الحجر؛ أحضرت إلى مستشفى القطيف، وهي تعاني انتكاسة حادة في مرضها، مع ارتفاع في درجة الحرارة، وصعوبة في التنفس، وضعف في الساقين والذراعين، وصعوبة في البلع، وأخبرتنى عنها الطبيبة المناوبة، فذهبت لها في قسم الطوارئ عند الـ8 مساءً، وجلست معها حتى الـ11 مساءً، لأقنع والدتها بالتنويم في قسم العناية المركزة، ووضعها على جهاز التنفس الاصطناعي، مع عمل غسل لبلازما الدم، لإزالة الاجسام المضادة، إضافة إلى عمل اجراءات العزل ومسحة كورونا، وأخيراً وافقت والدتها على طلبي، وأجرينا لها كل ما يلزم، وفي اليوم الخامس من التنويم، وهي في عزل العناية المركزة، وجدتها جالسة دون جهاز تنفس، وتشير لي بيديها، والابتسامة تملأ مُحياها، بعد أن استردت بعض عافيتها، ولا تتخيلوا كم كانت فرحتي وأنا أراها كذلك، وأدعو الله أن يشفيها ويديم عليها الصحة والعافية”.

 إنجاز المذيبات

في عام 1427هـ، انضمَ أبو زيد للعمل في قسم الأعصاب، لحاجة القسم إلى طبيب مساعد لاستشاري الأعصاب الدكتور علي المبارك. يقول “تعلمت من الدكتور المبارك الكثير، واستطاع جميع من يعمل في القسم أن يجعلوا له مكانة مرموقة، تشهد بها بقية مستشفيات المنطقة، مثل: أرامكو، والملك فهد الجامعي، والملك فهد التخصصي”.

يتابع “أتذكر أنني قمت مع الدكتور المبارك بإعداد بروتوكول لعلاج مرضى الجلطات الدماغية بالمذيبات، وقدمنا مع الدكتور علي أبو سرير أخصائى الأعصاب، مجموعة محاضرات وورش تدريبية لأطباء وممرضات الطوارئ والباطنة والعناية المركزة، وبدأنا بتطبيق البروتوكول على مرضانا اعتباراً من يناير الماضي، وكان القطيف المركزي أول مستشفى حكومي في المنطقة الشرقية يطبقه، فأنقدنا به عدد من مرضى الجلطات الدماغية حتى أثناء جائحة كورونا”.

سياسات الجودة

ساهم أبو زيد أيضاً فى إعداد سياسات الجودة في قسم الباطنية، والحصول على اعتماد الجودة عام 2016، وكان الدكتور عيسى العقيلى رئيساً للقسم، وفي عام 2019 قام بإعداد سياسات الجودة وتدريب أطباء القسم، وحصلوا على شهادة الجودة تحت رعاية رئيس القسم الدكتور أحمد التاروتي، والمدير التنفيذي للمستشفى الدكتور رياض الموسى، يقول “لا أنسى فضل رئيس قسم الجودة مدير الخدمات الطبية الدكتور حسن الفرج، وما قدمه لنا من محاضرات وورش عمل عن الجودة، ساعدتنا كثيراً في الحصول على هذا الاعتراف”.

شكرٌ وعرفان

يختتم الدكتور أبو زيد حديثه لـ”صبرة”، موجهاً كلمة لمنسوبي المستشفى “أشكر إدارة المستشفى على تكريمها وتقديرها لي، بإقامة حفل مصغر، رغم ظروف جائحة كورونا، كما أشكر زملائي وزميلاتي في كل أقسام المستشفى، الذين أحاطونى بتكريمهم وتقديرهم، وكلماتهم التي لامست شغاف قلبي، وتنم عن طيب أصلهم، وأقول لهم إن الوفاء من شيم الكرام، كما أشكر مرضاي الذين غمروني بكرمهم وأسعدوني بشفائهم، وأقول للجميع إن مستشفى القطيف المركزي، وأهل القطيف ومرضاي، في القلب، لن أنساكم ما حييت، شكراً لكم، شكراً لأهل القطيف الذي عشت بينهم في حب وسلام وأمان”.

أسرة الدكتور يحيى أبو زيد

قالوا عنه الدكتور يحيى أبو زيد

البداية كانت مع استشاري أمراض الدم رئيس مركز أمراض الدم الوراثية الدكتور عبدالله آل زايد، الذي يقول “تعرفت إلى الدكتور يحيى قبل سنة وثمانية أشهر فقط، وشعرت عندها وكأنني أعرفه منذ زمن طويل، لما يمتاز به من أريحية وتواضع وسعة صدر، بل حسن المعشر”.

يضيف “كان حقاً مثالاً للتعاون والإخلاص، وشعلة من النشاط والاجتهاد، وليس أدل على إخلاصه للمستشفى ومرضاه من أنه أفنى معنا زهرة شبابه، بقي مدة 33 عاماً، وها هو اليوم يترجل للاستراحة، وقد رسم للجميع لوحة ناصعة جميلة، تركها لمن خلفه، كي يحذوا حذوه، ويقتفوا أثره، أدعو له من صميم القلب بكل خير، وألا ينسانا، كما أننا لن ننساه”.

الأسرة الواحدة

أما نائبة مدير إدارة الطب المنزلي نعيمة حسين آل عبدالعلي، فتقول “بدأ مستشفى القطيف المركزي فعلياً  بالعمل عام 1408هـ، وفي هذا العام وصلت مجموعة من الأطباء والممرضات من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، منهم الدكتور يحيى أبو زيد، الذي كان وقتها طبيباً شاباً هادئاً، قليل الكلام، لطيف التعامل، كنت وقتها الممرضة السعودية الوحيدة في المستشفى، وأعمل في قسم الباطنة (نساء)، وكنا كالأسرة الواحدة، نتعاون لخدمة المرضى، نفرح لبعضنا، حتى أن أطباء القسم، ومنهم الدكتور أبو زيد، شاركوا في إقامة حفل بسيط بمناسبة زواجي في السنة نفسها”.

تتابع “أعطى أبو زيد الكثير في خدمة المرضى، بأسلوبه الهادئ، وتعامله اللطيف مع الجميع، لم يرفض مساعدة أحد لجأ إليه. وحقيقة، سنفتقد هذا الطبيب، الذي أفنى من حياته 33 سنة في خدمة مرضى مستشفى القطيف المركزي، وأسال الله أن يوفقه، ويطيل عمره لخدمة الآخرين”.

ذكرى جميلة

أما استشارى الأشعة في المستشفى الدكتور فيصل الزاير، فيقول “الدكتور أبو زيد من أخلص الناس، فهو يتفانى في عمله، مثابر، يهتم بعمله ومرضاه، كما أنه يحافظ على المودة مع جميع الزملاء، لم يبخل بجهده وعلمه أبداً في علاج المرضى، عرفته أخاً عزيزاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.

ويضيف الزاير موجهاً حديثه إلى أبو زيد “عرفت معك سهولة العمل، والتفاهم، سأفتقدك، وسيفتقدك مستشفى القطيف المركزي، موفق إن شاء الله في خطواتك المستقبلية، يحفظك الله في أفضل حال. وبصحة جيدة، وشكراً على الأوقات الجميلة، وستبقى ذكرى عزيزة علينا جميعاً”.

أداء الرسالة

بدوره، يقول الطبيب علي الداود من قسم الباطنية “الدكتور أبو زيد أبي ومعلمي العزيز، شكراً جزيلاً على كل ما قدمته للمستشفى والمرضى، ولنا نحن الأطباء، فأنت نهر كبير من العطاء المتدفق”.

أما مدير مستشفى القطيف سابقاً صالح الخنيني، الذي كان ثاني من استقبل أبو زيد حين التحق في المستشفي، فيقول مخاطباً أبو زيد “الله يحفظك ويجزيك كل خير، نعم الطبيب الإنسان والأخ الوفي، أديت الواجب على أكمل وجه، عرفتك بسمو خلقك وعظمة عطائك”.

من جانبه، قال رئيس قسم العناية المركزة الدكتور سعيد آل مكي مخاطباً أبو زيد “كنت ولا زلت أخاً أكبر لي، أكن لك الاحترام والتقدير، تعلمت منك الكثير، كنت حلقة من حلقات مسيرتي التعليمية، كنت مميزاً بأخلاقك وهدوئك، وعلمك، من أصعب لحظات الحياة، لحظات الفراق، ولكن لك مكان في القلب، تبقى ذكراك فيه، أدعو لك الله أن يديم عليك الصحة ويكتب لك التوفيق والنجاح بين أهلك وأحبائك”.

من جهته، يؤكد رئيس قسم الأشعة في المستشفى الدكتور باسم أبو السعود، أن قضاء الدكتور أبو  زيد 33 سنة في خدمة المستشفى “عمر طويل، أفناه الرجل في أداء رسالته”، مضيفاً “الكل يشهد لك بطيبة القلب والأخلاق والإخلاص في العمل، أرفع القبعة تحية لك، الله يديم عليك الصحة والعافية، ويوفقك لكل خير”.

نعم الصديق

ويقول نائب مدير المستشفى سابقاً سعد أبو دلى “كان هناك فضل بعدالله علينا في شيء بالخير، فهو بفضلك، بتحملك لنا وبصبرك علينا، فليسامحنا الباري عز وجل أولاً، وكرمكم علينا ثانياً، إذا أخطأنا، أو قصرنا في حقك، أسأل الله الكريم أن يمتعك بالصحة والعافية، ويطيل في عمرك، كنت خير سفير لبلدك، كنت نعم الصديق والأخ، وكانت أياماً جميلة تسجل بمداد من ذهب، تمنياتي لك بحياة سعيدة”.

ويودع الدكتور جعفر القلاف، أبو زيد قائلاً “لقد اختلطت المشاعر عندما ألتقينا في مجمع الظهران، وأعلمتنا بحلول مغادرتك القطيف، التي عرفتك طبيباً أخصائياً، يستحق لقب استشاري، لما حملته من علم وأداء عملي رائع، تجلى في حرصك على رعاية المريض وأهله، وجميل الصبر والتعامل والتعاون مع الزملاء والزميلات، على اختلاف مستوياتهم ومشاربهم”.

ويتابع “كنت عوناً لي شخصياً، فجزاك الله خيراً. إن اللسان ليعجز أن يوفيك حقك، كنا نتمنى أن تكون الظروف أفضل لنقوم بالواجب تجاهكم، ولكن لله الأمر الذي جعل هذه الجائحة تحول بيننا وبين ذلك. نسأل الله أن يديم عليكم ثوب الصحة والعافية، وأن يجعل التوفيق والسعادة رفيقيك، ولا حرمنا الله بهجة التواصل معك”.

ويصف رئيس قسم الباطنية سابقاً الدكتور على الجامع، خبر مغادرة الدكتور أبو زيد المستشفى بأنه “غير سار”، مستدركاً “عزاءنا أن هذه الرحلة كانت مباركة، لم نعرف منك فيها إلا الخير والعطاء دون طلب المكافأة، إلا من الله الكريم، كنت نعم الأخ الكريم المخلص، جميع العاملين في المستشفى والمرضى لن يذكروك إلا بالخير، أرجو لك مزيداً من التوفيق والسداد”.

ينير الدروب

أما رئيس قسم الأعصاب الدكتور علي المبارك فيقول “الأيام ليست أوراقاً تقطف من شجرة الزمن، بل مواقف وآثار يتركها رجال صنعتهم التحديات والشدائد والمحن، مغادرتك لنا مستحيلة، فأنت أحد أهم هذه الركائز التي بنيت عليها خدمات مستشفى القطيف المركزي، وستبقى معنا دائماً بآثارك وعطائك في أوقات الصعوبات والتحديات، فقد كنت أحد النجوم الزاهرة والباقية في ذاكرتنا وذاكرة مرضانا. قد يكون الإنسان طبيباً، لكن النجاح أن يكون الطبيب إنساناً، وأنت بأكمل وأجمل هذه الصور الطبيب الانسان، وجدناك أخاً قبل أن تكون زميلاً، أياديك البيضاء سطرت في عقول أطبائنا معاني الإخلاص والوفاء، فشكراً لله الذي جعلكم معنا وفينا ومنا ولنا، أورثتمونا علماً ينير الدروب وعطاء يأسر القلوب”.

الطبيب الإنسان

ويقول المدير التنفيذى للمستشفى الدكتور رياض الموسى “كل الشكر والتقدير للدكتور الفاضل يحي أبوزيد على عطائه الكبير على مدار 33 سنة، وهو أقدم طبيب متعاقد في مستشفى القطيف، كان فيها مثال الطبيب الإنسان المتعاون، وخير قدوة لكل العاملين، وفقك الله في خطواتك المقبلة وفِي رعاية الله”.

ختام الحديث كان لرئيس قسم تمريض الباطنة رجال سابقاً قاسم قنبر، الذي يقول “تشرفت بالعمل مع الدكتور أبو زيد، أخلاق وعلم وتفان في خدمة المريض، خالص الدعاء لك بالتوفيق والمزيد من النجاح إن شاء الله”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×