حين نادت المآذن: عمّارُ يا عمّار

علي المادح
إلى روح خادم أهل البيت عمار قريش، أبي سراج، صاحب الصوت الشجي

 

قُبر الشجى وتكسَّر المزمارُ
وتقطعتْ في لحنها الأوتارُ
وتكدرتْ صفوى وكل قطيفنا
وتفرق الأصحابُ والسمارُ
ومآذنٌ وقفتْ دقيقةَ صمتها
بندائها عمارُ يا عمار ُ
ومنابرٌ من فرط صدمتها بكتٰ
وكأنها من حزنها تنهارُ
والحسُ أخمدهُ السكوتُ فلم يعدْ
للحس من سببٍ عليه يثارُ
فأبو سراجٍ قد تغمده الردى
والغمدُ كم يحلو به البتارُ
مثل الغيوم الماطراتِ لرزقها
وبقت لنا من صوتهِ الآثار
فعجبتُ من فعل الزمان بأهله
وكذلك الأيام كيف تدارُ
ما أدركَ المرءُ الحياةَ حقيقةً
فالناسُ في آثارهم أعمارُ
ذي غفلة الايام ما انتبهت بنا
إلا وفي وجناتنا استعبارُ
حتى رأيتُ الحي أروعَ ميتٍ
مذ كان ينشره لنا التذكارُ
والميتون الغارقون بغفلةٍ
من ظاهرِ يُدْعَى لها العبَّار
تباً لهذا الوقتَ يسرقنا فلا
جِدٌّ يناهضه ولا استهتارُ
هي طاقةٌ في العالمَينِ أمامنا
أو خلفنا إنَّ الفناء ستارُ
أأبا سراج الحزن حزنك مسرجٌ
والموت أخرس صمتَه الإعمار
أوجدتَ في سككِ الخلودِ ملامحاً
فكأنَّ صوتكَ للقلوبِ نثارُ
مذ كنت تبحرُ في الحسين سفينةً
مذ كان يطرق عشقك المسمار
من ورد عاشوراء صغت قلائداً
تبكي لها الأورادُ والأذكارُ
لازلتَ فينا كالسراجِ ولم تزلْ
فالموتُ ليلٌ والحياةُ نهارُ

١١ محرم ١٤٤٢

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×