خلافات المتخاصمين

جواد المعراج
الخلافات تحمل آثار تدميرية على مستقبل الفرد والعلاقات الإنسانية، وخصوصا التي تتغلغل فيها أحقاد دفينة تعطي الأطراف المتخاصمة الفرصة لاستخدام مختلف الأساليب الموجودة بالمعركة، وذلك عن طريق الاستفادة من الملفات القديمة للخصم أو استغلال نقاط ضعفه من أجل تدميره من الناحية النفسية والاجتماعية، نظرا لما يملكه من قواعد شعبية ونفوذ اجتماعي.
تلجأ فئة من الناس إلى إشعال الفتنة بين المتخاصمين، حيث تحاول هذه الفئة بشتى الطرق إثارة الجدال والخلافات السابقة أو الجانبية، لاسيما وأن هناك أشخاص يريدون “إيقاف المعركة”، من أجل بدء المرحلة الجديدة في بناء العلاقات الإنسانية الإيجابية، فالمرء الذي لديه الضمير الحي يسعى لإطلاق المبادرات التي تساعد على تهدئة الأوضاع والتخلص من النوازع الانتقامية.
عملية “إيقاف المعركة” مرتبطة بالاستجابة بين الأطراف المتخاصمة، فهناك من يعمل على رد الجميل، باستخدام وسائل معينة تهدف لإزالة الأحقاد الداخلية وتخفيف الانفعالات، من جهة أخرى يوجد من يتجاهل المشكلة الحاصلة، وهذا الأمر طبعا يولد الشعور بالحقد والكراهية تجاه الآخر في الخطوة القادمة التي ستبقى لمدة قصيرة، ولكنها سوف تعود مجددا، بسبب التفكير في الانتقام من جديد.
الانفعال يؤثر على السلوك والتفكير، ويجعل الإنسان يتخذ قرارات ومواقف صادمة تجلب العداوة والخراب وتورث البغضاء، كما أن الانفعال يؤدي إلى الفشل بضبط النفس في فترة الأزمات الصعبة، ومختلف الكوارث التي تواجه الأمم والبلدان والمجتمعات.
ولهذا فإن الأمر يتطلب وجود أصحاب العقول الواعية التي تحدد المسار الصحيح، من خلال السيطرة على الرأي العام، والعمل على احتواء المشاكل الحاصلة بين المتخاصمين، من دون إظهار الشماتة للآخر، بالإضافة إلى ذلك الابتعاد عن تعميق الخلاف.