بفنّ “التشطير”.. أبو المكارم يضيف 15 بيتاً إلى قصيدة الصحيح في مغازلة القطيف
القطيف: صُبرة
مستخدماً فنّاً قديماً معروفاً بـ “التشطير”؛ قدّم الباحث محمد أمين أبو المكارم؛ مجاراة شعرية لقصيدة الشاعر جاسم الصحيح “القطيف آية البحر القديمة” التي نشرتها “صُبرة” حصرياً في منتصف يوليو الماضي.
أبو المكارم اختار 15 بيتناً من قصيدة الصحيح، ليُضيف إليها عدداً مماثلاً من شعره، على أساس ما يقتضيه فن “التشطير”.
ويقوم فن التشطير على تحويل كل بيت من الشعر إلى بيتين، وذلك بفصل شطريْ كل بيت، وكتابة شطرٍ ثاني للشطر الأول، وشطرٍ أول للشطر الثاني. وبهذا تُصبح القصيدة وكأنها مكتوبة بواسطة شاعر واحد. هذا الفن قديمٌ جداً، ويُصنَّف ضمن علم “البديع” البلاغي.
وفيما يلي أبيات الصحيح المشطَّرة، ويمكن تمييز ما كتبه الصحيح باللون الأسود، فيما يظهر ما كتبه أبو المكارم باللون البنّي.
القطيف .. آية البحر القديمة
مُنْذُ الْـتَـقَى بالبَّحرِ هذا (السِّيفُ)
لم يثنه مدّ ولا تجريف
وعلى صدى اليامال يطربه المنى
والموجُ يهمسُ للرمالِ: (قطيفُ)!
و(قطيفُ) من بَوحِ المياهِ قصيدةٌ
رقصٌ على إيقاعها ورفيف
وبصمتها تستاف ألف حكاية
لا النظمُ يبلغُها ولا التأليفُ
ما طافَهـا عَصْـرٌ -وعـادَ لأَهْلِهِ
مترنما ً- بالأحجيات شغوف
يطوي فيافيها يفيض بلاغة
إلَّا عليهِ نَدَى المجازِ كـثيفُ
فإذا الزمانُ اخْضَـرَّ بين حروفِها
وعلته من عطر الدهور سجوف
وتنكر التاريخ يوماً لاسمها
فـخَضَارُهُ عن إِسمِها تعريفُ
تقتاتُ من صوتِ (الحسينِ) لـجُوعِها
وبريّها عطش الحسين يطوف
فكأنما عطش الحسين غمامة
فكأنَّما صوتُ (الحسينِ) رغيفُ!
* * *
يا آيةَ البحرِ التي صَدَحَتْ بها
البحرين والخطيُّ منك نزيف
من شاطئ سُكِبت على أجراسه
أمواجُهُ .. ماذا عسايَ أُضِيفُ؟!
آتِيكِ مُلتَبِسًا بـزورقِ لهفتي
يحدو بها عشق إليك شفيف
ما ضلّ عشقي للقطيف وما غوى
لِـيَ في النوارسِ مُرشِدٌ وحليفُ
آتِيكِ في (البحرِ الفصيحِ) مُجَدِّفًا
بدمي وكل العالمين صفوف
شروى نداك تخاف ينهكها الهوى
وأخافُ أنْ يتعلثمَ التجديفُ!
بوحُ الهوى تحكيهِ دارجةُ اللُّغَى
فـرداً فـيمـسي فـي القطيف أُلوف
ويضيع قاموس البيان بحرفها
ويطيبُ فيهِ النَّحتُ والتصحيفُ
وأنا الهوى الريفيُّ حيث صبابتي
طبع وعوّامِيّتي تعريف
وأوال نبع العشق فاض لترتوي
لغةٌ يترجمُها إليكِ الرِّيفُ
* * *
لا تَخْدَعَنَّكِ فِـيَّ قُوَّةُ حبكتي
فقيامتي والعابرون ضيوف
تتعبد الكلمات تفضح صبوتي
للحرفِ .. إِنِّيَ في الفؤادِ ضعيفُ!
صُدِّي جَمَالَكِ عن هشاشةِ جوهري
فالقلب من لهب الجمال دنيف
والصمت ينطق بالعذاب فحاذري
وترفَّقي .. بعضُ الجمالِ مُخيفُ!
وإذا تَوَحَشَّتِ القصيدةُ في دمي
كَلِفت بي الأحساء والهفوف
بجناجن التحنان تفضح حبّها
لا تفزعي فمِنَ الوحوشِ أليفُ!
وإذا مَجَنْتُ على هواكِ، فإنَّما
مجنت حروفي والهوى المعزوف
حتى وإن سقط النصيف شقاوةً
قلبُ المَحَبَّةِ كالأذانِ نظيفُ!
ينحازُ لي فِقْهُ الجنونِ فأَدَّعي
أن الجنون بمقلتيك لهيف
أنّ الصبابة في سبيلك حكمةٌ
أَنَّ المجونَ الشاعريَّ عفيفُ
شعر: جاسم الصحيح
ذو القعدة 1441هـ/تموز 2020م
تشطير: محمد أمين الشيخ سعيد أبو المكارم
ذو الحجة 1441هـ/ آب 2020م
ملاحظة: ما تم تشطيره 15 بيتاً فقط.
اقرأ قصيدة الصحيح