جرّبوا كورونا ثم احكموا على مجالس الحسين
حبيب محمود
ليس ما أنشره، هنا، خبراً شخصياً. لست إلا واحداً من 301323 مصابًا بفيروس كورونا في السعودية. ومنذ الثاني من مارس الماضي؛ وأنا أتابع سيرة الوباء في بلادنا عامةً، وفي محافظة القطيف بوجه خاصٍّ. ومنذ قرابة نصف سنة؛ وأنا أحملُ على نفسي فوق ما تُطيق تحرُّزاً وحذراً.
لم أدخل مسجداً، ولا حسينية، ولم تعرفني سوق، ولم ولم ولم. بل وصل الأمر إلى الامتناع عن حضور عزاء لبعض أرحامي. ومع ذلك؛ تسرّب الفيروس إلى بيتي، وأصاب ثلاثة منّا حتى هذا اليوم.
أؤكد؛ ليس هذا خبراً شخصياً لثلاثة مواطنين من بين مئات آلاف. إنه مبعث تساؤل واستغراب من المستائين من ترتيبات عاشوراء في القطيف هذا العام.
من جرّب حالات الإجهاد المخيفة، والصداع الذي لا يتوقف أياماً، ومشكلات الحركة والألم؛ واضطرابات الشهية والشمّ، وغيرها من الأعراض؛ يُدرك ماذا تعني الإصابة بهذا المرض. ومن فقد عزيزاً، أو شاهد قريباً أو جاراً شارف على الهلاك؛ يفهم ما يجري.
كورونا ليس موضوعاً للنقاش، ومجالس عاشوراء الحسين، عليه السلام، ليست فكرة جدلية. مجالس الحسين باقية ومستمرة في مجتمعنا، والدولة لم تتدخل، يوماً، في مبدأ إقامة شعائر الطائفة الشيعية، بل أمّنت لها الحماية ووضعت لها الترتيبات السنوية، ليأخذ الناس راحتهم.
ومن منّا ينسى الاحتياطات المشددة في سنوات الإرهاب، وتأمين القطيف بنقاط أمنية منعاً لتسرُّب أي إرهابيّ في زحام الناس..؟
عاشوراء 1442هـ؛ يواجه إرهاباً جديداً، وخطيراً، وحتى يومنا هذا هناك 7569 مصاباً في القطيف، و1598 في صفوى، و12 في سيهات، حسب إحصاءات وزارة الصحة. توفي منهم 26، وهناك 569 حالة نشطة، ووصلت نسبة التعافي 93.51%. حسب إحصاءات الصحة؛ فإن القطيف تسير في طريق التعافي.
ترتيبات الجهات المعنية؛ إنما هيَ تنظيم مدني لشأنٍ اجتماعي صحي أمني. ترتيبات هدفها الأصل هو حماية الناس، وليس التضييق عليهم، كما يحلو لبعضنا أن يرى. تدخُّل الدولة، هذا العام بالذات، يخص تفاصيل، ولا يمسُّ المبدأ. لم تطلب الجهات المعنية من أحد ألّا يُقيم فعاليات عاشوراء، بل حدّدت أموراً ذات صلة بالتجمعات، وأضافت عليها تذكيرات أمنية سبق أن نبّهت إليها في سنواتٍ سابقة.
يجب أن تكون علاقتنا بوطننا قائمة على الثقة، وطننا هو المملكة العربية السعودية، وحكومتها حكومتنا، ونحن مواطنون فيها، مثلنا مثل أي مواطنين في أي مكان من هذا الوطن الكبير. نعم؛ لدينا خصوصية ما في انتمائنا المذهبيّ. وهذه الخصوصية جزءٌ من المواطنة، وليست شاذة عنها. وشعائر عاشوراء تُقام كل عام تحت نظر الدولة، وضمن تنسيق بين الأجهزة المعنية وبين الناس.
ثقوا في وطنكم، فهو يثق فيكم، ولا تخافوا على خصوصيتكم، فهي محترَمة ومستمرّة برعاية الدولة، وحمايتكم شأنٌ وطنيٌّ يسهر عليه مخلصون لا يريدون لكم إلا كلّ الخير.
يلف ويدور لازم ادقق بالقراءة عشان افهم
اوصل فكرتك بوضوح لاداعي للف والدران
طبعا انت واشكالك ماكان ودكم الدولة ايدها الله تسمح باقامة عاشوراء لكن تم الدعس عليكم