بدل “المحموص”.. “صحن بركة” يقدم إيجار منزل ومساعدة عاطل وكفالة يتيم "إطعام وإسهام" تقدم في 5 دقائق مترجمة إلى 4 لغات

رؤية فنية جديدة "بعيداً عن الطقوسية قريباً من الإنسانية"

القطيف: معصومة الزاهر

على مدى خمس دقائق، تتحرك كاميرا السيد فاضل الشعلة وفريقه في أزقة تاروت وبين جدران منازلها العتيقة، لتقدم الإطعام في أيام عاشوراء برؤية مغايرة عن الصورة النمطية، رؤية ربما أوحت بها وحفزتها تداعيات جائحة كورونا.

“صحن بركة”، الذي قدمته حملة “إطعام وإسهام”، خال من العيش المحموص، وإن وزعت أطباق الوجبات على البيوت، كما يفعل أصحاب المضائف والمآتم والحسينيات في كل عام، ولكن تلك الصحون المُغلفة كانت تحوي قسائم لشراء مواد غذائية، أو إعفاء عن سداد الإيجار، ومساعدة لفاقد وظيفة، وكفالة يتيم باسم الإمام الحسين عليه السلام.

حاول فريق “القطيف فرندز” تقديم الإمام الحسين بعيداً عن الشعارات، بل “نحو تحول فعلي وحقيقي خارجاً عن الحالة الطقوسية، وقريباً من الإنسانية ومواسياً للبشرية، عبر تلمس حاجة كل إنسان”.

الفيلم، الذي حصد أكثر من 40 ألف مشاهدة منذ رفعه قبل يومين على موقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب”، تمت ترجمته إلى أربع لغات: الإنجليزية، الأوردو، الهندية والفارسية.

إسهامات لا حصر لها

السيد فاضل الشعلة، وهو صاحب فكرة الفيلم وكاتب السيناريو ومخرجه، يقول لـ”صبرة” “حملة إطعام وإسهام انطلقت قبل ست سنوات، وهي تدعو إضافة إلى الإطعام، إلى البحث عن إسهامات أخرى بإمكاننا تقديمها باسم الإمام الحسين عليه السلام، هذه الإسهامات لا حصر لها، وتتغير أولوياتها وفقاً لحاجات الناس”.

وفي هذا العام، وبسبب تداعيات جائحة كورونا، يؤكد الشعلة أن أهداف الحملة “أضحت أكثر وضوحاً، ومن هنا جاءت فكرة هذا الفيلم التي يمكن أن ألخصها في رسالة الواتساب التي تظهر في نهاية الفيلم:

“حتى هذا العام ولأجل الإمام الحسين لن نتوقف وسنستمرّ..

فالحسين غنيٌّ بعطائه..

يقول الحسين عليه السلام: وَاعْلَموا أنّ حوائج الناس إليكم من نِعمِ الله عليكم فلا تَمُلُّوا النِعَم…”.

زوجتي أوحت لي بالفكرة

منسق الفيلم رفض أن يذكر اسمه، مفضلاً أن يعرف “خادم خدام مآتم الإمام الحسين”، استوحى فكرة الفيلم من تجربة زوجته، وهي كادر تعمل في أحد المأتم القريبة من منزلهما، وهي المسؤولة الرئيسة في المطبخ، وتقوم بتجهيز المحموص وتباشر نقل الأدوات.

منذ العام الماضي بدأ يظهر عليها وشريكاتها التعب بسبب الأجواء الحارة، يقول “تعبت أكثر في هذه السنة، فاعتذرت عن عدم الخدمة، لظروفها، وأيضاً نظراً للظروف المتعلقة بجائحة كورونا”.

يضيف “أصرت صاحبة المأتم على المواصلة في تقديم الوجبات، بعدما وجدت صعوبة في ترك ما اعتادت عليه، ولكن زوجتي قالت: لا بد أن نقف وقفة صحيحة وصارمة، كي لا نعرض أنفسنا والآخرين لأي ضرر، في ظل وطأة هذا الفيروس، ويجب أن نكون على حذر ونأخذ جميع احتياطاتنا. من هنا راودتني فكرة إرسال رسالة توعية لنشر الخير، ونحولها لطريق آخر خاص بالعطاء ويستفيد منها الآخرون”.

آن أوان التغيير

بحسب متابعته على مدار سنوات؛ يعتقد جازماً “أننا لا نستهلك أكثر من 30 إلى 40% مما يتم إنتاجه من أطعمة في أيام عاشوراء، خاصة من الأرز، والحاويات مليئة بالمحموص والدجاج والأسماك وفضلات المضائف”.

ويؤكد أنه “آن أوان التغيير، ويجب أن نستفيد مما ينفق بطريقة أخرى، أكثر فائدة. وبحكم خبرتي المتواضعة في العمل التطوعي، حيث كنت أحد أعضاء الجمعيات الخيرية في تاروت؛ تواصلت مع عدة مسؤولين في الجمعيات، لاستثمار هذا المقطع في إيجاد تواصل مباشر بين الجمعيات وأصحاب المضائف والمآتم، لنستفيد من المبالغ التي تتحول لمساعدات، عوضاً عن تحويلها لأطعمة تُهدر”.

يأمل صاحب المبادرة من خلال التنسيق مع الجمعيات “بالوصول لأفكار في تحويل هذه المأكولات لأشياء أخرى يستفيد منها المحتاجون، عوضاً عن الطبخ والاستهلاك، ولنقف وقفة صريحة لتحويل هذه الأموال لعطاءات أخرى، كالأمثلة التي ظهرت في الفيديو، وتوزع على الجمعيات الخيرية، أو من خلال أصحاب المآتم مباشرة، ليقسموها على العوائل التي يرون أنها محتاجة ويجب مساعدتها”.

طاقم العمل

العمل من إنتاج “القطيف فرندز”، وعالج السيناريو والإضاءة موسى جعفر، مدير الإضاءة والتصوير ومونتاج أحمد الجارودي.

وطاقم الممثلين: علي العرفات، عبدالمنعم الوحيد، حسين المطوع، عبدالله الزين، علي أيمن آل جواد، عبدالرؤوف الجشي، ياسر الحسن، أحمد البناي، وسكينة أحمد الجارودي.

وفريق الإنتاج: فايز الخنيزي، عبدالمنعم الوحيد وسعيد آل طلاق. ومعالجة لونية أحمد الجارودي وموسى جعفر.

والصوت: حسين الشعلة.

غرافكس: ميثم البحراني وموسى جعفر.

ترجمة: محمد الفردان.

كواليس: ميثم البحراني.

تعليق واحد

  1. الإمام الحسين عليه السلام بحر من الخيرات
    المحموص له مريديه من الفقراء والمحتاجين في كل عام
    والمساعدات المالية لها مريديها وباذليها من اهالي المنطقة سراً وعلناً دون تسقيط شعار او رفع جهة واسقاط اخرى

    الأعمال بالنيات والله يحفظ لنا مآتم الحسين عليه السلام فهي نبع الخيرات على المنطقة

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×