عبدالجبار.. الطبيب التاروتي الذي أنقذ أطفال السعودية من تناول الكحول ملاحظة زميل كشفت عن "تليُّف كبد" مبكر لدى صغار في سن الرضاعة
القطيف: صُبرة
منشور ساخر تداوله رواد صفحات التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية عن محلول يسمى “ماء الغريب”، كانت الأمهات تعطيه تسقيه أطفالهن الرًّضع لتهدئتهن وإخفات بكائهم.
كان ذلك في ثمانينيات القرن الماضي؛ قبل تدخل الحكومة في مكوّناته، بسبب احتوائه على مادة “الكحول” التي كانت السبب الحقيقي وراء تهدئة الأطفال، دون أن تفهم الأمّهات هذه المشكلة.
قد تتسم القصة اليوم في إعادة سردها بخفة الدم، لكنها في الحقيقة تخفي وراءها مجهوداً جاداً قدّمه الطبيب السعودي والمؤلف الدكتور عبد الجبار آل محمد حسين، حينما كان يعمل طبيبًا متخصصًا في الباثولوجي في مستشفى القوات المسلحة بقاعدة الملك عبد العزيز في الظهران.
ملاحظة زميل
في عام 1985، أخبره زميله الفلسطيني، الذي كان يعمل طبيب أطفال في المستشفى نفسه، بأنه لاحظ إصابة أطفال يستقبلهم بالتليف الكبدي. وفي الاجتماعات الصباحية، أثارت تلك الحالات النقاش بين الأطباء، وأشار خلالها دكتور عبد الجبار إلى أنه لاحظ خلال دراسته وعمله في ألمانيا أن الاحصاءات تربط بين زيادة نسبة الإصابة بأمراض الكبد وبين مدمني الخمر.
بالطبع لم يكن يخطر ببال أحد من الأطباء أن تكون هناك علاقة بين هذه الملاحظة وأطفال المستشفى، فلا يوجد خمر هنا، فضلًا عن أن الأطفال رضع.
لم يتوقف عبد الجبار عن البحث؛ زار زميله الفلسطيني في عيادته، وشاركه في الكشف على بعض الأطفال، وسأل الأمهات وجمع العينات. اشتركت أمهات كثيرات في إخباره بأنهن عادةً ما يستخدمن محلولاً شعبي التداول يحمل اسم “ماء الغريب” كي ينام الأطفال، ملعقة واحدة بمثابة “دواء سحري” يُغرق الأطفال في نوم هادئ، ومن ثم يستطعن القيام بالأعمال المنزلية. أخبرنه أيضًا أن المحلول يحسن من صحة وعافية الطفل بدليل أنهن كنّ يلاحظن تورد خد الطفل وهو نائم.
أغفلت الأمهات علامات الكسل والخمول التي بدأت في الظهور على الأطفال، لم يربطن بينها وبين هذا المحلول، على عكس الدكتور عبد الجبار الذي أثارت هذه الملاحظات الشك داخله تجاه هذا المحلول، فطلب إجراء عدد من الفحوصات للأطفال من بينهما الفحص بالأشعة فوق الصوتية، بل ذهب بنفسه لشراء محلول “ماء الغريب” الذي كان منتشرًا في المحال وقتها.
كحول مركزة
تحليل المحلول في مختبرات المستشفى العسكري، كشف للدكتور عبد الجبار ارتفاع مستوى الكحول فيه ليبلغ 395 مليجرام في كل لتر. وهو ما تطابق مع نتيجة العينة الثانية الذي أرسلها لمختبر “البيوسانتيسا” في ألمانيا، واستنتج من ذلك ما يقف وراء إصابة الأطفال الرضع بأمراض الكبد.
يقول: “أعددت تقريراً بكل هذا، وقدمته إلى مدير عام الخدمات الطبية للقوات المسلحة، وبعد أشهر من التحقق مما حواه التقرير، وجّهت السلطات بمنع استخدام المحلول في المملكة، وكافأتني الإدارة العامة للخدمات الطبية وقائد قاعدة الملك عبد العزيز الجوية بمبلغ 50 ألف ريال سعودي، إضافة إلى إرسالي إلى دورة تدريبية لمدة 6 أشهر في ولاية نيو أورلينز الأمريكية لدراسة اللغة الانجليزية، حيث إن دراستي للطب كانت باللغة الألمانية”.
وخلال هذه الرحلة، زامل دكتور عبد الجبار بروفيسوراً أمريكياً ذا أصل مصري، وقد ساعده لغويًا في دراسة الأمراض الطفيلية بالمملكة، التي كان قد صور المئات منها أثناء عمله في المستشفى العسكري، وانتهت بإعداد كتاب عنها.
بلا كحول
أنهى الدكتور عبدالجبار قصة “ماء الغريب” الذي صار غريبًا بالفعل في المملكة وأنقذ الأطفال من “سحره” بعد انتزاع “الكحول” منه، لكن لم ينته الأمر سريعًا بالنسبة للأهالي الذين حينما لم يجدوه في المملكة صاروا يشترونه من البحرين. وهو ما لاحظته السلطات أيضًا فمنعت استيراده إلا الخالي من الكحول، فبطل مفعوله، ولم يعد يحظى بالأقبال الذي كان عليه.
عقول صاحية وضمائر يقصة تعمل بحب
من هو الفلسطيني
البرفسور عبدالحبار كفاءه وطنية مغموره له دراسات منشوره في مجلات طبية عالمية
اطال الله في عمر العم ابو جمال
نحن نفخر بهذا الدكتور وأمثاله
سوال
للامانه الصحفيه هل يجب دكر إسم الدكتور الفلسطيني والمصري؟
وسلامتكم
هنا يكمن سرعة البديهة والذكاء في د كتور الباحث ربط المسبب بالاسباب لكشف غموض وحل مشكله ماء
الله يعطى دكتور الصحة والعافية وطولة العمر