كورونا و عاشوراء.. لا “أكشن” ولا تساهل.. بل “نعود بحذر”

علي المادح

بين صناعة الـ “أكشن” ونشر روح التهدئة والموضوعية يأتي خطاب سماحة العلامة الشيخ عبد الله الخنيزي في فترة حساسة جداً، حيث محرم على الأبواب وكورونا داخل الدار.

خطاب الشيخ الخنيزي يدعو بشكل واضح إلى إقامة شعائر عاشوراء وفق الضوابط الاحترازية، وليس هذا ما يميز الخطاب فحسب، بل كونهُ جاء في وقت حساس جداً، حيث تلوح في الأفق معركة لم تعهدها المنطقة بين من يرى إمكانية لإقامة الشعائر وآخرين يرون أنَّ إقامة الشعائر يجب أنْ تقتصر تحديداً عبر الأثير، أو من يكافح من أجل تعطيلها كلياً بسبب الجائحة.

هناك هاجس من أنْ تنسحب جميع الخلافات السابقة والمتراكمة والمتلازمة مع دخول شهر محرم أو أنْ تجد لها بيئة خصبة مع كورونا، لتفتيت لحمة المجتمع الذي توحد وطنياً بعد أنْ ضرب كورونا العالم أجمع، مما يؤدي إلى الفرقة والمزايدة في المباديء والنوايا.

إنّ من أجمل ما تضمنه الخطاب تركيزه على الروح العامة، حيث شدد العلامة الخنيزي على “الوقاروالاحترام”، واعتبر أن إثارة الاختلاف في مثل هذه الظروف جريمة في حق الروح الإيمانية وطعناً في قلب السكينة التي كانت من سمات هذه الليالي والأيام.

ودعا الفرقاء جميعاً في هذه المرحلة الحرجة إلى التحلي   بقدر عالٍ من اللياقة والإتزان الاجتماعي، حتى لا يتحول هذا الاختلاف إلى مطية جديدة تُقَسِّمْ المجتمع وتزيد من حجم الطاقة السلبية المتراكمة بسبب الجائحة.

يجب أنْ يحترم الجميع خيارات بعضهم بعضاً، خصوصاً أنَّ المنطقة اكتسبت خبرة لا يستهان بها في التعامل مع الجائحة، ولاشك أن من يدعون إلى إقفال الحسينيات بالشمع الأحمر ليس لهم مبرر أبداً، بل إنّ موقفهم يتجاهل مبدأ العودة بحذر الذي أطلقته وزارة الصحة بالتعاون مع جميع الجهات المعنية، لعودة الحياة لطبيعتها تدريجياً من خلال تطبيق البروتوكولات المعتمدة للتعامل مع الفيروس.

إحدى عبارات خطاب الشيخ الخنيزي تُعَلَّقْ على القلوب كونها لبّ المقصد وجوهرة الخطاب، وإنني أكررها بصوت عالٍ ومسموعٍ ألا وهي: “لا مسوغ للخلاف بين المؤمنين”.. هذه حكمة بالغة يجب أن يلتزمها الجميع، سواءً الذي عقد العزم على إقامة الشعائر حضورياً بشرطها وشروطها، أو عن طريق البث الإلكتروني مرجحاً المأتم الافتراضي، ولا مبرر أبداً لتعطيل إحياء المناسبة العظيمة التي دأبت الأجيال على إحيائها والاحتفاء بها مادام الإمكانيات تسمح بذلك.

تعليق واحد

  1. السلام عليكم
    حفظ الله الحجة الشيخ الخنيزي صمام امان وصوت الاعتدال القطيف وما تبعها نعم فالعاقل خصيم نفسه فإذا ترى ان لك القدرة والإمكانية لإقامة المأتم حظوراً بشرطها وشروطها فذاك نور على نور وإن لم تسطع تحقيق وتنفيذ الاشتراطات فعليك بالبث وإن لم توفق للأثنتين فبالغ انشاء الله للعام القادم لتقيم ما اعتدته ولا حرمنا الله وإياكم هذه المجالس ويجب ان لا يكون اختلاف الرأي في ذلك سبباً للفرقة والتنافر فما هو الا إختلاف في الممكن وغير الممكن لكل شخص ومكان فربما ما هو ممكن لديك وفي مكانك ليس كذلك بالنسبة لي. رفع الله هذا البلاء عن العباد والبلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×