ضدّ المذهبية.. ضدّ الفساد…!
حبيب محمود
أياً كان مذهبك؛ فسوف تأخذ حقك. وأيّاً كان مركزك؛ فلستَ أعلى من المحاسبة.
لعلَّ كثيراً منّا شهِدوا ما حدث هذا الأسبوع في بلادنا.
الحدث الأول؛ هو مسارعة النيابة العامة إلى محاسبة شاعر شعبي أساء إلى المواطنين الشيعة؛ في بيتينِ من الشعر المهزوز أخلاقياً ووطنياً. تداعى خيار المواطنين السعوديين، من الطائفتين الكريمتين، إلى رفض هذه الوسيلة المتقيّحة، وبادروا إلى إبلاغ الجهات المعنية. وما هي إلا ساعات حتى عرف الناس الإجراء الرادع.
الحدث الثاني، مساء البارحة، حين نشرت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد بياناً جديداً عن سقوط مسؤولين فاسدين في قطاعات مختلفة، بعد تورطهم في قضايا لا تليق بمؤتمنين على مواقع مهمة. الهيئة سمّت الأمور بأسمائها، ولم تتردد في الإفصاح عن مراكز المتورطين، على رغم علوّها في السلّم الوظيفي.
ضبّاط بينهم لواء، قاضٍ، عضو في مجلس الشورى، مدير شرطة منطقة، محافظ.. ذوو مناصب كانوا يظنّون أنفسهم فوق المحاسبة؛ فإذا بهم أمام مرآةٍ يرون أنفسهم كما هم، لا كما كانوا يحسبون أنفسهم في عيون الناس.
بيان الهيئة لم يكن الوحيد، ولن يكون الأخير. وبيان النيابة العامة كذلك. وبيانات الأجهزة المعنية لن تتوقّف إلا إذا توقف الفساد والمحسوبية والتجاوز والإساءة.
بلادنا ماضيةٌ في مواجهة كلّ ما هو قبيح، وعبر آليات النظام، وعبر أجهزة المحاسبة والتحقيق والتقاضي. وكما قال سمو ولي العهد؛ لا أحد فوق المحاسبة كائناً من كان.
بلادنا ماضيةٌ في تكريس حسّ المسؤولية، وإرساء قواعد النزاهة، وتعميق قيم المواطنة، سعياً إلى مستقبل أفضل.
