يا زَهرة الشَّرقِ
أحمد الخميس
جُرحٌ على الجُرحِ..
كيف الجُرحُ يَلتَئِمُ ؟
وكيف يَشفَى إذا
مااستَحكَـمَ الوَرَمُ ؟
أحتاجُ صَبرَكِ..
يابيروت يُسعِفُنـي
كي أستَفِيقَ فقد..
أودَى بِـيَ الألَـمُ !
قد أَخرسَ الرُّزءُ..
صَوتي واستبَاحَ فَمِي
فكيف يَنطقُ مِن..
هَوْلِ المُصَـابِ فَمُ !!
أكَـادُ أغرقُ في
هَمِّي وفي وَجعَي
ما أسعـفَ الدَّمعُ
لكنَّ الأسَـى عَرِمُ
يا زَهرة الشَّرقِ..
ما للوجهِ مُحتَرِقٌ !!
وفي عيُونكِ حُزنٌ..
راحَ يَحتَدِمُ !!
مالي أراكِ..
بلا مأوى مُشَرَّدةً !!
وما لأَرزكِ صُبَّت
فوقهُ الحِمَـمُ !!
ما للمآذنِ..
والأجراس صامتةٌ !!
ما للكنائِس تَبكِـي..
والدُّموعُ دَمُ !!
ما للمنازلِ
أطلالٌ مُهَدَّمَـةٌ !!
والنَّاسُ حيرى فمَن
تَشكو وتَتَّهِـمُ !!
ما للمقابِرِ غَصَّت..
بالذين قَضـوا !!
ما للمشافي بها
الآلافُ تزدحِـمُ ؟
مَن أحرقَ الأَرزَ ..
في ظلماءِ داجِيَةٍ ؟
مَن صَادرَ الحُلمَ..
مِن عَينيكِ غيرهُمُ !!
هُمْ مَن أضَاعَكِ..
يابيروت مِن زَمنٍ
مَاتَ الوفَاءُ بِهـمْ..
بَـل مَاتَت الذِّمَـمُ
هُم أسلمُوكِ إلى..
الأغرابِ واستَلمُوا
وتاجروا بِدَمِ
الأطفالِ واقتسَمُوا
ظَنُّوكِ بيـروت..
أسلاباً وأرصِدةً
وكعكَـةً في فَمِ
السُرَّاقِ تُلتَهَـمُ
ألقَوكِ للمَوتِ..
في نيرانِ مِحرقَةٍ
كأنَّمَـا مِـن شمُوخِ
الأَرزِ قد نَقِمُـوا !!
ظَنُّوا إباءَكِ وَلَّى
والشُّموخُ مَضـى
فاستضعفوكِ وقد..
خابوا وقد وَهِمُوا
بيروتُ قُومي مِن
الأنقاضِ، وازدَهِري
أنتِ الخُلودُ ، لكِ
التاريخُ يَحتَكِـمُ
أنتِ الحضارةُ مُذْ..
شَعَّت، ومُذ سَطَعت
أنتِ الشُّموخُ
وأنتِ المَجدُ والهِمَمُ
بيروت لُمِّي
جِراحَ الحُزنِ وانبَعِثي
أنتِ الحيَاةُ
وهُم مَوتى..وهُم عَدَمُ