الطب والفقه يتفقان في القطيف: لا تجعلوا من مجالس عاشوراء سبباً في تفشّي كورونا 24 طبيباً مختصّاً يحذرون من أخطار التجمّعات والوضع المجهول

لا عذر لأحد في مخالفة الاحترازات.. والاحتياط في الصحة من موجبات الشرع

القطيف: ليلى العوامي

تتأرجح الحسينيات والمآتم والمجالس الحسينية في محافظة القطيف، بين إحياء شعائر شهر محرم هذا العام بالحضور المباشر، أو الاكتفاء بالبث المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على غرار شهر رمضان الماضي، في ظل تداعيات جائحة كورونا وما فرضته من تباعد اجتماعي.

وفي لقاء افتراضي تواصل على مدار 190 دقيقة حضره مختصون، من أطباء وبائيات، ومشائخ وقائمون على حسينيات ومآتم مساء أمس (الأحد)، سعى المشاركون للخروج بتصورات ومقترحات لإحياء أيام شهر محرم، فيما القطيف على أبوب عام هجري جديد.

المشاركون انقسموا بين فريقين: فريق مؤيد لإحياء الشعائر بالحضور المباشر، ولكن مع تطبيق كافة الاشتراطات والاحترازات المعمول بها في التجمعات، وفريق معارض أو متحفظ على ذلك، ومع الإحياء عبر البث المباشر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، احتياطاً لتلافي تسجيل المزيد من الإصابات، بعدما سجلت المحافظة 9091 إصابة حتى اليوم (الاثنين)، 718 منهم مازالوا يصنفون “حالات نشطة”.

اللقاء الافتراضي باقتراح قدمه الأكاديمي الدكتور فؤاد السني، حول أهمية شهر محرم؛ نفسياً واجتماعياً، وموقف الشرع في ظل وجود الوباء، ورأي ومقترحات المختصين، مالت خلاله الكفة لصالح من رأى الاكتفاء بالبث المباشر على حساب الحضور المباشر، وإن بالاشتراطات.

الشرع والعقل

عن الموقف الفقهي من إقامة مجالس محرم، في ضوء هيمنة الوباء على العالم، قال الشيخ حسن الصفار: “هناك موقفان؛ أحدهما شرعي والآخر عقلي، فالأخير يحتم على الإنسان أن يحمي نفسه، وألا يكون سبباً في ايصال الخطر للآخرين. أما الشرعي فكل العلماء افتوا، وكانت آراؤهم واضحة بينة، بانه لا يجوز للإنسان أن يكون سبباً في إيصال الخطر والضرر للآخرين، ولو تعمد ذلك؛ فهو يتحمل المسؤولية الوضعية، كالدية والغرامة، إضافة إلى الإثم أمام الله تعالى”، مستدركاً بأن المسألة غالباً تكون في التشخيص الخارجي: هل هذا مورد من موارد وجود الخطر أم لا؟

وأضاف الشيخ الصفار “الحكم الشرعي واضح لا لبس فيه: إحياء مناسبة عاشوراء من المبادئ والقيم الأساسية، ولا يمكن التخلي عنها في أي حال من الأحوال، الحكم الشرعي واضح وهذا لا نقاش فيه، فالنقاش في التشخيص الخارجي: أين هو المورد الذي يتجلى فيه الخطر أو يحكم فيه بان هناك خطر، فبالتالي لا ينبغي إحياء عاشوراء بهذه الطريقة والأسلوب، وفي هذا المكان. هذا ما نحتاج إليه، ونحتاج لاختصاصيين يساعدون على تشخيصه”، داعياً إلى قياس نسبة الخطر، “فالعالم اتفق على أنه لا يمكن أن تتوقف مسيرة الحياة، ولا بد أن تسير مع الاحترازات، فالجانب الروحي والديني جزء من ضرورات الحياة، كالجوانب الأخرى”.

صعوبة تطبيق الاحترازات

بدوره، عرض الشيخ عبدالكريم الحبيل، تجربة مسجد الخضر، وقال “الاحتراز فيما لا يمكن تداركه أولى من الاحتراز فيما يمكن تداركه”، مضيفاً ان “احتراز الناس وتقيدهم بالضوابط الصحية يصعب تحققه جداً جداً من وجهة نظري، ويسبب إحراجات للحضور والمنظمين، وهذا ما لمسناه في المسجد؛ رغم مساحته واستعداداته الكبيرة، إذ لاحظنا حالات عدم انضباط كثيرة من الحضور، سواءً في نوع الكمام، أو طريقة وضعه، أو عدم التقيد في وضعه أثناء الصلاة، وهناك من يأتي للمسجد من دون كمام، بل هناك من جاء وهو مصاب بكورونا، فما بالك بعاشوراء.؟”.

واستشهد الشيخ الحبيل بتجربة إحياء يوم عرفة، لافتاً إلى أنه كان هناك تفاعل وبكاء، فالباكي لن يتمكن من إبقاء الكمامة على فمه وأنفه، وسيضظر لرفعها، بسبب الدموع، فطبيعي عند التفاعل مع عاشوراء، ستقع مشاكل في وضع الكمامة، مشيراً إلى صعوبة أخرى تكمن في عدم التقيد بالأعداد المطلوبة عند حضور المأتم، وهي 50 شخصاً وأقل، وقال “كثير من المساجد تُقام فيها القراءة بعد الصلاة، والحضور خلال الصلاة قد يصل إلى 150 مصلياً، ومن الصعب منعهم من الحضور في المجلس بعد الصلاة، للاكتفاء بـ50 شخصاً، فهنا إحراج كبير، وقد أوصى المختصون بهذا العدد من الحضور، وفتاوى العلماء متطابقة، وعلينا الرجوع إلى المختصين والعمل بمرئياتهم”.

المجالس بالاحترازات أو البث المباشر

وتناول الشيخ سعود شروفنا، تكليف أصحاب المجالس مع وجود هذا الوباء وهذه الأرقام، وأن تطبيق الاحترازات بحاجة لموارد بشرية كثيرة، ولا يمكن توافرها إلا في بعض المجالس، والموقف الشرعي من هذا، وقال “الأرقام تعكس واقعاً موجوداً، وهو تأثر فئة كبيرة من المجتمع بهذا المرض، فالمجلس الذي يشعر أنه سينفذ الإجراءات الاحترازية الصحية؛ نقول له: تفضل أقم المجلس، أما الذي لا يستطيع السيطرة على الناس؛ فنقول له: قدم البث المباشر  من أي مكان، رعاية لهذا الظرف الحرج الذي يعيشه العالم أجمع”.

 

وسائل التواصل أفضل

بعض المتحدثين تطرق إلى التجمعات النسائية واعتبرها “من أسوأ الأوضاع التي يتفشى فيها الوباء”، وتناول مواجهة المخاطر، وقال “هناك إشكالية تقبل التغيير في عاشوراء، فالمرجعية الواعية توصي بهذا الشيء، وحتى الأجيال الشابة تطرح سؤال: هل يمكن إقامة الشعائر الحسينية، عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي؟” موصياً بعدم إقامة الشعائر مباشرة، وإنما بالوسائل التقنية، وهذا يمكن أن تصل الرسالة بشكل كاف، ونحن كنا مغتربين وعشناها، ولا بد أن ننظر إلى الصورة الكلية، وليس بما هو عندنا فقط”.

بين قوسي النزول والصعود

بدوره، سأل مستشار الرعاية الصحية طبيب الأسرة الدكتور بدر المصطفى: هل المؤشر في اتجاه النزول؟ وقال “ارتفاع المؤشر أمر مقلق جداً، واستقراره يقلل القلق، وانخفاضه يبعث على الارتياح بعض الشيء، ولكن لا يُعدم القلق، لا بل القلق الشديد”، مضيفاً أن “كل جائحة لها منحنيات، وتمر عليها موجات، ولو أخذنا أي مؤشر للجائحة في القطيف من البداية إلى الآن فسنجد أن المؤشر يصعد وينزل، ثم ينزل ويصعد، وينزل الآن، ونحن في قوس النزول في الموجة الحالية، ولدينا مبررات تبرر قوس النزول، وهي:

  • هل نقوم بعمل فحوصات كثيرة؟
  • هل كل من لديه عوارض ندعوه ونخضعه للفحص؟
  • هل الفحص متوافر؟ وإذا كان متوافراً؛ فهل ترتفع الحالات؟
  • هل الفحص الذي نقوم بعمله حساس جداً، فالأمر لا يخلو من فجوات، وهذه جميعها مؤثرة.
  • وأضاف المصطفى “نحن في قوس النزول، ونخشى كثيراً أن ندخل في قوس الصعود، خاصة إذا خففنا الإجراءات والاحترازات”، مختتماً بالقول “نحن مسؤولون، وأصحاب المأتم مسؤولون أيضاً”.

الأرقام غير مطمئنة

طبيب الأسرة الدكتور نزيه علي الخاتم، تناول أرقام الإصابات، وقال “مازالت الأرقام غير مطمئنة، حتى لو كنا في نزول؛ فلا نأمن من الارتفاع، ورأينا امتلاء المستشفيات بعد عيد الأضحى. ومازالت الأرقام غير مطمئنة، وهناك خطة للعودة إلى الوضع الطبيعي في المستشفيات، ومع ذلك فإن أي ارتفاع قد يسبب إرباكاً في أي خطة”.

وأضاف الخاتم “إذا تكلمنا عن إقامة عاشوراء؛ فلا بد أن نضع في أذهاننا مدى استيعاب الخدمات الطبية في القطيف”. وتابع “تنقل الخطيب بين المجالس يعرضه للإصابة بالفيروس، وقد ينقله بدوره من مأتم لآخر، وتنقل الناس أيضاً قد يؤدي إلى ذلك”، لافتاً إلى أن محرم ليس 10 أيام، وإنما شهرين كاملين، وقد يزيد نسبة الخطر.  

توصيات للمجالس

ومن جهته؛ استعرض الاختصاصي الأول في طب المجتمع (مجال الوبائيات) الدكتور أحمد آل سيف، توصيات للقائمين على المجالس والكوادر والخطباء والناس، تصب جميعها ضمن الالتزام بالاحترازات والبروتوكولات الصحية أثناء التجمعات.

وطرح اختصاصي الصحة العامة الدكتور غريب السالم، فكرة “إيجاد جمهور رمزي، متدرب على حضور المجالس في ظل ما تفرضه جائحة كورونا من اشتراطات واحترازات، كي يشعر الخطيب بالحضور”.

لا تلعبوا بالنار

مدير مراكز الرعاية الصحية الأولية في محافظة القطيف سابقاً الدكتور غازي القطري، صنف نفسه ضمن “المتشددين” في عدم فتح المساجد والحسينيات، والاكتفاء بالقراءة غير المباشرة، معدداً الأسباب التي تجعل إقامة الشعائر “صعبة للغاية”، ومنها أن “المرض لا زال على مستوى الانتشار، ولم يقتصر على شكل بؤر أو مستوى الأفراد، لذلك لا نستطيع التيقن ان من تقابله مصاب أم لا”.

القطري، الذي تولى إدارة مستشفى القطيف المركزي مرتين، قال “أي وباء يبدأ على مستوى فرد، ثم يستفحل ليكون انتشاره على مستوى المجتمع، ومع محاولة التحكم فيه؛ يتم حصره على شكل بؤر”، مستدركاً بأنه “على مستوى الأفراد، ومع وجود الأنظمة والتشديد عليها؛ من الصعب التحكم في سلوكيات الناس، ويعتقد البعض أن بإمكانه استخدام احترازات يتحكم فيها في سلوكيات الناس، فعمل الإنسان عكس ما يعرفه”.

وأضاف أن “الوضع غير مستقر، وإن بدأت الحالات تقل فحتى مع قلة الحالات؛ علينا الحفاظ على هذا المستوى، وجعله أفضل، وأي تصرف تنتج عنه ولو حالة واحدة فقد يؤدي إلى نشأة موجة ثانية، حتى لو أكد أصحاب الحسينيات بأنهم يستطيعون التحكم في السلوكيات، ونحن رأينا كثير من الفيديوهات، والصور يتضح فيها عدم الالتزام، فعدد من لا يلتزمون كبير، فلا تلعبوا بالنار”.

المجالس الصغيرة

أمَّا مستشار تنمية الموارد البشرية الدكتور منصور القطري، فأكد أهمية تعزيز التوجه العام الذي دعت إليه المرجعية والمختصين، بأن البث غير المباشر هو الأجدر. وقال “نحن بحاجة إلى قادة الرأي والإعلاميين والخطباء، ومن المهم تحويل الأفكار إلى خطوات عملية، فنحن لا نتكلم عن المجالس الرئيسة، فنحن على ثقة بهم، بل نتكلم عن المجالس الصغيرة، وكيفية الوصول لهؤلاء، نحن بحاجة لخطة وقائية من اليوم حتى دخول محرم”.

وأبدى القطري مخاوفه من ارتفاع الأعداد في محرم، مضيفاً “نحن أمام تحد بألا ترتفع الأعداد، فيكون هناك تهريج على هذه الشعائر”، داعياً إلى حملة توعية كبيرة جداً، خصوصاً في المجالس الصغيرة.

تعزيز الروحانيات لمواجهة الضغوط

أمَّا المتخصص في علم النفس الدكتور مهدي الطاهر فكان له رأي آخر، عبر عنه بقوله “دخول محرم الحرام فرصة لإزالة كل الاحتقان الذي نتج من الاحترازات، أو الحجر والجلوس في المنزل وعدم التواصل، والذي ّوَلَد لنا المزيد من الضغوط النفسية والتوتر، وغير ذلك من الاضطرابات”.

واستدرك الطاهر بأنه مع هذه أرقام من الإصابات بفيروس كورونا “لا بد أن نأخد الحيطة والحذر، ونرى ماذا يمكن عمله، فإبقاء الناس من دون ممارسات روحية سيزيد الضغط على كاهلهم ليضاف إلى ما لديهم من ضغوط ومشاكل، لكن إذا وجدنا أن هناك أرقاماً مخيفة، وكذلك نسباً قد تزداد عندما يكون هناك هذا النوع من الوجود بأعداد كبيرة قد يساعد في زيادة الانتشار، فخروج الناس بهذه الأعداد مع عدم وجود الاحترازت قد يزيد النسبة، وقد لا تكون مخلة أو مؤثرة، وهي راجعة للعدد وكيفية أخذ الحيطة والاحترازات، ونأمل أن يكون خروج الناس في محرم هو جانب ايجابي، ولكن مع هذه الاحترازات”.

حملة توعية

عادل عبدالكريم المتروك من القائمين على جامع الرسول الأعظم بصفوى، قال “جميع المجالس عزمت على إقامة الشعائر، ورتبت أمورها منذ فترة، وأخذت القرار، والآن جاء دور الكوادر الصحية بأن تعزز وجودها للتوعية”، داعياً إلى نشر التوصيات للجميع، وتمنى تكوين مجموعة لتوعية الناس في كل مدينة وبلدة وقرية.

من جانبه، قال محمد حسين الشخص “المجالس التي حزمت أمرها لن تلتزم كثيراً مقررات هذه الندوة، ولكن نريد حملة توعية ووسائل التواصل هي الأقوى والأوسع”، مثنياً على جهود الأطباء. ودعا إلى تلخيص الندوة إلى عناوين تفيد المستمع “فالناس حزمت أمرها”.

الاحتياط للحفاظ على صحة الناس

وختم الشيخ حسن الصفار بالقول “لا عذر لأحد في مخالفة الاشتراطات والاحترازات، ويجب علينا أخذ الحيطة، ونحن في أمورنا الدينية دائماً نتحدث عن الاحتياط لذا يجب أن تراعي برامجنا ذلك”، وضم صوته لصوت من أيد إقامة المجالس الإلكترونية.

وأضاف الصفار “سيكون هذا الأفضل، ويجب أن نحتاط لأنفسنا وأبناءنا، ونحن في مشكلة المزايدات والقلق على الهوية الشيعية، لكن الوضع الآن خطر، ويجب أن تجعلنا أكثر تعقلاً ومراعاة لهذه الظروف الاستثنائية. الحمد لله العقيدة مستقرة في النفوس ولا خوف على هويتنا، ولكن حينما يكون الحديث عن وضع استثنائي؛ فلا بد أن نأخذ أكبر عدد من الاحتياطات”.

ودعا الأطباء والاختصاصيين إلى أن يكونوا أكثر جرأة في طرح آراءهم، ويجب أن يكون ذو الاختصاص أكثر صراحة في طرح آراهم، ولا باس باختلاف الرأي، وأنا أويد الاحتياط، للحفاظ على نفوس وصحة الناس، ما دمنا نستطيع إقامتها ونحييها، ونحن لسنا مخيرين بين إقامتها أو لا، بل بين وسيلة ليست فيها مخاطر، وأخرى يحتمل فيها المخاطر، ونحن مسؤولون أمام الله لو أصيب شخص وتعرض للخطر، المسألة ليست بطولة، وإنما تحمل مسؤولية أمام الناس. فصاحب المنبر والآخرون مسؤولون أمام الله”.

 

بيان

قبيل نشر “صُبرة” تغطية الندوة؛ وردنا من الدكتور فؤاد السني البيان التالي:

رأي طبي بشأن إقامة مراسم عاشوراء الحسين (ع) 1442

مع اقتراب موسم عاشوراء الحسين (ع)،

يتطلع الجميع بكثير من التساؤلات بشأن إقامة شعائر أبي عبد الله (ع) وسط جائحة كورونا.

وقد أبدت المرجعية العليا، وكثير من المراجع العظام حفظهم الله، إضافة إلى عدد غير قليل من الفضلاء التوجيه إلى الجميع بالاستنارة برأي أهل الخبرة من المهنيين الطبيين.

ونحن إذ نقدر للجميع هذا الحسّ عالي المسؤولية، فقد تدارس عددٌ من الأطباء والمهنيين ذوي العلاقة بالأمراض المعدية والطب الوقائي وطب المجتمع وطب الأسرة، في عدة مراجعات مهنية، هذا الأمر وانتهوا إلى ما يلي:

أولا:

في ضوء:

  1. الوضع الوبائي لجائحة كورونا، المحلي والإقليمي والعالمي.
  2. استنفار الخدمات الصحية عالي الوتيرة.
  3. الأخطار المحيطة بالتجمعات بشكل عام، وما يصاحب الشعائر الحسينية بشكل خاص.
  4. الممارسات والتطبيقات المشاهدة في المجتمع.
  5. الوضع المجهول الذي قد تؤول إليه الحالات المصابة على المدى المتوسط والبعيد.

فإن القلق البالغ ينتابنا لاحتمال زيادة الحالات شديدة الخطورة، والوفيات، جراء إقامة المجالس الحسينية، حتى مع الإلتزام بالاحترازات، التي قد تتفاوت من فرد إلى آخر، ومن مجلس إلى آخر، ومن يوم إلى آخر.

ثانيا:

يكمن هذا الخطر في كل مما يلي:

  1. المجالس الحسينية، بشتى أحجامها. وتزداد الخطورة في المجالس الصغيرة والمجالس المنزلية.
  2. المجالس النسائية، وحيثما كان التفاعل العاطفي أكبر.
  3. التراخي الشائع في المجالس التي تمت إقامتها في شتى البلدات، بما فيها المجالس المركزية، خلال الأسابيع الفائتة.
  4. المضائف والمواكب.

ثالثاً:

لكل هذا، نوصي بإحياء ذكرى عاشوراء بمراسم وأساليب تتفادى هذا الخطر المحدق، وتحفظ النفس المحترمة، كما يلي:

  1. اقتصار المجالس الحسينية على البث عن بعد.
  2. اقتصار المجالس الحسينية الحضورية على الكادر المعني بالبث والنقل، وبالعدد الأدنى مع الالتزام بكامل الاحترازات، المذكورة في بروتوكولات بيئة العمل.
  3. إظهار معالم الشعيرة بوسائل بصرية وسمعية مؤثرة. واستثمار هذه الضائقة في ابتكار طرق حديثة وغير تقليدية.
  4. منع المضائف والاستعاضة عنها بالتوصيل إلى المنازل مع الالتزام الصارم باحترازات إعداد وتوصيل الأطعمة.
  5. منع المواكب.

رابعاً:

من جهة أخرى، نشدد على ضرورة الالتزام شديد الحرص بجميع الاحترازات المرفقة، والتي تشمل:

  1. مراجعة الاحترازات اللازمة لكل خيار، والتدرب عليه، مع كادر مطّلِع على إجراءات مكافحة العدوى.
  2. مراقبة تطبيق هذه الاحترازات بشكل مستمر.
  3. أن يشمل ذلك جميع العاملين في الخدمة، من خطباء وكوادر إعلامية ولوجستية (بما فيها معدي الأطعمة وموصليها).

خامساً:

نسعى، بإذن الله وتوفيقه، لتوفير التدريب، على إجراءات درء العدوى، لكل من يرغب من الكادر الصحي وكوادر المآتم.

حرر بتوفيق منه سبحانه في 18 ذو الحجة 1441 هـ الموافق 8 آب 2020

حرر بالتشاور المستفيض المنتظم مع التالية أسمائهم، ومع آخرين بشكل جزئي:

  1. أحمد آل سيف. أخصائي أول طب المجتمع
  2. أحمد العوامي. استشاري طب الأسرة
  3. إيمان السلمان. استشاري طب الأسرة
  4. بدر المصطفى. استشاري طب الأسرة والأمراض المزمنة
  5. جمانة الجشي. استشاري الأمراض المعدية
  6. زهراء الجشي. استشاري طب الأسرة
  7. زينب آل ناس. أخصائي أول طب المجتمع والوبائيات
  8. زينب اليوسف. استشاري طب الأسرة
  9. سلمى أبو قرين. استشاري طب الأسرة
  10. سهير آل شهاب. أخصائية مكافحة العدوى
  11. السيد قاسم الشعلة. استشاري طب الأسرة
  12. ضياء الحجاج. استشاري الأمراض المعدية
  13. علي الحداد. استشاري طب المجتمع
  14. علي المتروك. أخصاءي أول طب الأسرة
  15. علياء آل ناجي. استشاري الصحة العامة والوبائيات
  16. عمار أبو زهيرة. استشاري طب الأسرة
  17. عمار آل كبيش. استشاري طب الأسرة
  18. غازي القطري. استشاري طب المجتمع والجودة
  19. غدير آل غريب. أخصائي أول طب المجتمع والوبائيات
  20. غريب آل سالم. أخصائي الطب الوقائي والوبائيات
  21. كوثر العمران. استشاري الأمراض المعدية
  22. نزيه الخاتم. استشاري طب الأسرة
  23. هادي آل الشيخ ناصر. استشاري الطب الوقائي
  24. هادي آل قرين. أخصائي أول طب الأسرة

اقرأ أيضاً

21 عالم دين وطبيبان حول إحياء عاشوراء: تقام ضمن الاحترازات الصحية القصوى

‫11 تعليقات

  1. ان شاء الله
    سوف نقضي عاشوراء داخل الحسينية مع اتباع الضوابط والارشادات الصادرة من وزارة الصحة من
    ١- لبس الكمامات
    ٢- التباعد الجسدي
    ٣- لا يزيد العدد عن ٥٠ شخص
    ٤- استخدام المعقمات عند الدخول والخروج
    ٥- قياس درجة الحرارة قبل دخول الحسينية
    ٦- وغيرها
    اما من كان:
    – عنده مرض مزمن
    – او لا يجد في نفسه القدرة على الحضور
    – او عمره اقل من ١٥سنه
    – او كبير في السن
    فلا يحضر المجلس

    وهذا ما اوصت به ايضاً المرجعية العليا
    حفظ الله مراجعنا جميعاً

  2. يا ليت نفس المجموعة تكون حريصة على الأبناء ايضاً ونسمع تقييمهم واصواتهم ونسمع التوصيات في الوضع التعليمي فالمدارس قادمة في محرم ايضاً

  3. سبحان الله، كيف أن الفقه والطب اتفقوا؟
    كذلك يوجد العشرات من الفقهاء والأطباء يؤيدون العودة ولكن بحذر

  4. الله يخلي لينا المراجع وشيوخنا وأطبائنا
    وهم الرأي السديد
    الحكومةً فتحت كل شي بسبب تدهور الوضع الاقتصادي
    والمساجد فتحتها الحكومة ولم يكن للمرجعية أو مشايخنا دور فيى الموافقة أو عدمها بل على العكس شددو على البقاء في المنازل والخروج فقط للضرورة
    وحتى الحكومة ماقالت اطلعو اخذو راحتكم بل اخرجو للصرورة مع اخذ الاحترازات
    وعلى العموم لسنا اكثر معرفة بالوصع من المرجعية والشيوخ والاطباء
    ونحن الآن في وضع وباء ولا مجال للجدل

  5. لو أعلنت وزارة التعليم غدا عن العودة للمدارس ستقوم الدنيا ولن تقعد بسبب خوف الأسر على أبنائها لأنهم يعلمون سلوكيات الأبناء وخطر العدوى في المدارس

    الأطباء أقدر على تقييم الوضع في المآتم

  6. لو اجتمعت جميع الثقلين إنسا وجنا علماء وأطباء وخاطبوا بعض العقليات المتحجرة التي تريد أن تطيع الله من حيث يعصى.. لما غيروا مقدار ذرة من قناعاتهم.. عجيب حتى بعد كل هذه البيانات والتعريف برتب الموقعين و تخصصاتهم في المجال الطبي.. تعلو نبرة التخلف المتلبس بلبوس إحياء الشعائر وهم يسعون لإماتة الشعائر.

  7. ‏‎عاشوراء عام 1442
    عظم الله لكم الأجر والثواب
    نحو التجاذب الصحي والديني والكل يريد الحفاظ على
    الأنسان ويريد اقامة شعائر بأمان وسلام وان لا تكون فيها جرح او ألم
    وان لا تفتح المجال لدخول الفيروس كورونا المستجد COVID-19 من جديد الى منازل كانت في وقاية وحماية طول تلك الفترة الماضية
    وهي في نفس الوقت تريد المشاركة والحضور …ولقد كانت في الفترة الماضية تتظافر الجهود المبذوله في الوطن والمجتمع من محبي وصناع الحركة الثقافية والدينية ان تقوم بأحياء الشعائر الدينية بما يناسب الوضع الراهن وما كانت تمر به في الاعوام السابقة وكل فترة تحاول ان تبرز الشعائر الدينية والثقافية في نشر الوعي والحفاظ على المجتمع …
    وفي ظل هذه الجائحة جعلت فراغ كبير مسافة كبيرة بين الصحة البدنية وبين المشاعر والواجبات الدينية ان تكون في انسجام
    هل من يقوم بخدمة المجالس عنده استعداد كيف يحافظ على المجتمع بما يطابق الشروط الصحية ويضع قواعد وشروط مثل ما دعت له الصحة سابقا
    نعود بحذر
    ? الالتزام بمعايير الوقاية الصحية
    ? ألزم من حولك بالإحترازات الوقائية:
    مسافة آمنة ?
    لبس الكمام ?
    غسل اليدين ?
    تجنب المصافحة ??
    ?كلنا مسؤول نعود بحذر????
    مع تعقيم المقاعد ووضع بوستر في تحديد مسافة الجلوس وعدم تقديم الاكل والطعام الجماعي …مع تنظيم الدخول والخروج

    مع الحد من عدد الحضور والاعلان بشكل واسع على حسب القدرة والمكان ومساحة المأتم …

    الذي يستطيع ان يفتح يتحمل المسؤوليه بان يتعهد للمجتمع انه قادر على توفير الشروط الصحية للحفاظ على الحضور

    وكلنا مع احياء الشعائر لكن ليس على حساب الشروط الصحية وتعريض المجتمع للخطر وعلينا مراجعة ذلك وعلى كل مأتم يستعين باهل التخصص في الوقاية من الامراض ويكون يراقب ذلك بشكل مستمر وتقييم الوضع بين فترة وأخرى

    مع توفير كل ما يلزم من وسائل الوقاية تعقيم وكمام وغسيل الأيدي. والدخول من عدة ابواب وجعل وقت القراءة قصير والنشاط الثقافي محدود في الوقت ويضع شروط خاصة لبعض الفئات العمرية وخصوصا النساء التي يصعب حضورهم

    ونحو شعائر تحمل أمن صحي ووقاية …

  8. طالما يطبقو الاحترزات والتباعد الاجتماعي لامانع من أقامه المأتم حالها حال باقي المجمعات والمراكز والصالونات

  9. الناس تجتمع في المساجد الاسواق وفي السينما والمجمعات والصالونات والنوادي الرياضيه والاعمال والاماكن العامه ظهر الفقهاء والاطباء فجأه يحذرون ويكتبون البيانات فقط عندما عزم الناس لأحياء عاشوراء مالكم كيف تحكمون !!

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×