الكمامة تفتقد البريق في ظل تراجع “كورونا”.. وتبحث عن زبائن حرب أشعلتها منظمة الصحة العالمية ودخلها تجار محتكرون

القطيف: عبدالمحسن آل عبيد

تختزن الكمامة، التي تصدرت المشهد في جائحة كورونا، قصة كاملة الأحداث داخل المملكة، أبطالها منظمة الصحة العالمية، والمواطن والمقيم، والتاجر، ووزارة التجارة، ولكل منهم دوره في القصة، التي انتهت بانهيار تام في أسعار الكمامات قُدر بـ900% مع تراجع أعداد المصابين بالفيروس، الذين وصل عددهم حتى يوم أمس (الثلاثاء) إلى 291.468، تعافى منهم 255.118.

تبدأ أحداث القصة مع ظهور الجائحة في المملكة والعالم، ومعها قالت منظمة الصحة العالمية، إنها لا ترى دليلاً أو فائدة من استخدام الأصحاء الكمامة للوقاية من الوباء، في هذه الفترة كانت أسعارها في أسواق المملكة في معدلها الطبيعي (5 إلى 10 ريالات للعلبة).

بعد فترة وجيزة، نشرت المنظمة توصية “مهمة” للحكومات، طالبتها فيها بضرورة إلزام مواطنيها ارتداء الكمامات في الأماكن العامة “للمساعدة في الحد من انتشار الفيروس”، عندها بدأ التجار في الأسواق السعودية استثمار الكمامة، التي ارتفعت إلى 80 و90 ريالاً للعلبة، وهو ما أشعل أيضاً أسعار القفازات اليدوية والمعقمات، إذ ارتفعت هي الأخرى 1600%، وتعالت أصوات الشكوى من المواطن والمقيم، من غلاء الأسعار تارة، وعدم وجود المنتج تارات أخرى.

هنا جاء دور وزارة التجارة، التي دخلت على خط الأزمة، محذرة من احتكار الكمامة، وبادرت لتحديد أسعارها، وقالت إن “سعر الكمامة ذات الطبقتين 50 هللة، على ألا يتجاوز سعر العلبة (50 حبة) 25 ريالاً. أما الكمامة ذات الطبقات الثلاث فسعرها ريال واحد، والعلبة 35 ريالاً”، وعلى ضوء ذلك، ضبطت الوزارة نحو 825 مخالفة احتكار وارتفاع في أسعار الكمامات.

عمليات احتكار

ألمح المواطن جواد المحسن إلى وجود عمليات احتكار  متعددة، دفع ثمنها المواطن والمقيم. وقال “في البداية كان الارتفاع في الأسعار بشكل مبالغ فيه، بحجة أن الكمامة منتج غير متوافر، فوصل سعر العلبة الواحدة إلى 50 وأحياناً 80 ريالاً، ولا أعلم إن كان ذلك بسبب احتكار بعض التجار لها أو لا”.

وأضاف المحسن “اكتفيت بشراء  الكمامة القماشية، لأن سعرها يراوح بين 10 و15 ريالاً للواحدة، وتُستخدم أكثر من مرة، مع الأخذ بالإجراءات الوقاية، بعدم الخروج الا للضرورة”.

وتابع “حالياً، هناك وفرة في معروض الكمامة، إلى جانب تراجع كبير في الأسعار، فهي لا تتجاوز 10 ريالات للعلبة، وهو سعرها الحقيقي”.

 وأشار المحسن إلى تهاون البعض في ارتداء الكمامة، خاصة في التجمعات العائلية. وقال “بينما نجد أن الأغلبية واعية ومدركة لأهمية الأمر، وتُظهر التزاماً للاجراءات الصحية داخل المنزل وخارجه؛ نرى أن هناك آخرين لا يتقيدون بالإجراءات الاحترازية الموصي بها”.

سوق الكمامات

واتفق علي حسين الشرفاء، مع المحسن في أن سعر العلبة الحقيقي يراوح بين 5 و10 ريالات للعلبة. وقال “لا يجب تجاوز هذا السعر حالياً، ولا يمكن دفع أكثر من ذلك المبلغ، فالمصانع أصبح لديها مخزون كبير، والاستيراد متاح”.  وأضاف “بعض التجار عمد لاحتكار الكمامة لرفع الأسعار، واليوم عادت الأسعار إلى ما كانت عليها قبل الجائحة”.

ذروة الجائحة

يتذكر البائع محمد حسين الحجي، حجم المبيعات اليومية في معرضه خلال ذرورة الجائحة “تجاوزت 150 علبة، وكان الأغلب منها مستورد من الصين والإمارات، ووصل سعر العلبة آنذاك إلى 50 ريالاً، أما اليوم؛ فتهاوت الأسعار إلى 7 ريالات فقط للعلبة، ولا نجد من يشتري كما في السابق”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×